الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

غادة عبدالرحيم تكتب: استمتع.. تأمل.. احلم.. افرح

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

هيا أسرع! عبارة من كلمتين حفظها الأطفال أكثر من أسمائهم، يرددها الآباء والأمهات في كل الأمور، هيا أسرع نحن متأخرون على «الباص»، هيا أسرع في ارتداء ملابسك.. في إتمام واجباتك.. في تناول طعامك وشرابك، ومن فرط استخدام هذه العبارة ربما نفقد الجهة التى نذهب إليها أو الأمر الذى نُكلف به أطفالنا.

أنا لا ألوم الأمهات فالحياة فرضت عليهن هذا الأمر، كل شيء بات أشبه بالدوامة، لكن علينا أن نتنبه فنحن نخلط الأوقات ببعضها، تلك السرعة في كل شيء أفقدتنا الحياة رويدا رويدا، فالوقت الذى يكون فيه الطفل بحاجة إلى أهله، يكونون مشغولين عنه، وعندما يكبر الابن ويكون والداه بحاجة للجلوس معه تكون الحياة شغلته، إذا نحن بحاجة إلى ترتيب أولوياتنا، فالحياة ترتبك وتضطرب عندما نعجز عن تحديد الأولويات، وبالتالى تصبح الحياة بلا جدوى ونخسر التواصل مع من نحبه، وتفوتنا التسلية والاستمتاع بالحياة.


هناك أسئلة لا بد أن نجيب عنها أولا قبل شرح الحلول لتفادى السرعة المدمرة للعلاقات.

* هل أشعر دائما بأنه ليس هناك وقت كاف؟ هل أشكو دائما من أطفالى وأوبخهم؟ 

ماذا يمكننى أن أفعل لأشعر بأننى أكثر استرخاء؟ 

هل أطفالى على رأس أولوياتي؟ هل أرغب في قضاء المزيد من الوقت مع أطفالي؟

قبل الإجابة عن هذه الأسئلة يجب أن نُدرك أننا أمام أعظم كيان في الحياة، نحن مسئولون عن تشييده بالطريقة الصحيحة، هذا الطفل الذى بين أيدينا يحتاج كل شيء بمقدار حتى تكون شخصيته سوية، فهو كما يحتاج لبعض السرعة يحتاج لأن يكون ماهرا في التحكم بهذه السرعة، ليكتشف العالم من حوله عليه أن يكون بطيئا ولو لتعارفه الأول به.. بطيئا ليتأمل ويشم ويلمس ويتذوق كل ما يحيط به، عندما لا يستطيع الطفل المواءمة بين هذين الأمرين يحدث تشتيت واضطراب نفسي، إذًا ثمن السرعة باهظ بالنسبة للأطفال، وعندما نعطى أولادنا العناية والوقت الضروريين، يتمكن هؤلاء الأولاد من تنمية قدراتهم فيبنون الحياة التى يتخيلونها ويستحقونها.

 

أمثلة على أضرار التسرع

(1)

كان «سيف» ابن العامين غارقا في مراقبة المطر، يرى قطراته تسيل على النوافذ، يحاول أن يلمسها.. تأتى أمه: أنت هنا وأنا أبحث عنك في كل مكان، هيا أسرع ليس هناك وقت لهذا اللعب، عليك أن تنام.. نكرر هذه الأمور دون قصد فنصيب أطفالنا بالإحباط ويصبح سريع الانفعال وربما مكتئبا ومنطويا.

(2)

 «ماريا» ابنة الثلاث سنوات نائمة نوما عميقا، عندما سمعت صوت أمها: «أسرعى يا روان سنتأخر، تنهض الطفلة من على فراشها، لكنها تسمع صوت الكلب ينبح بجوار النافذة فتتوجه نحوه، فتصرخ الأم ماذا تفعلين.. هيا أسرعى تحملها إلى الحمام ثم تمشط شعرها سريعا ثم الإفطار ثم تجذبها للذهاب إلى المدرسة، هذه الأم حقا أنا أشفق عليها من ضغط الحياة، لكنها تسىء في تربية طفلتها، تقتل فيها الحياة تحولها إلى آلة.


تجنبى هذه الكلمة

تُعد هذه الكلمة من الكلمات المربكة، فعندما يسمع طفلك هذه الكلمة قد يصاب بالتوتر ويرتبك ولن يُسرع بسبب ذلك، لذلك يجب عليكِ تجنب هذه الكلمة لمراعاة قدرات طفلكِ الصغير.

كيف تجعلين ابنك لا يتسرع

١. امنحى طفلك عدة أيام؛ ليعد برنامجه اليومى بنفسه، ولا تفرضيه عليه بنفسك، كأن تطلبى منه أن يحل الواجب بمجرد عودته من المدرسة، فهو سيقسم وقته للعب واللهو والراحة أولًا.

٢. لا تغضبى إن كانت أول أولويات برنامجه هو اللعب، فهو بحاجة للتنفيس عن نفسه بعد «الحبس في الفصل لساعات».

٣. لا تطلبى منه حل الواجبات إطلاقًا قبل أن يتناول طعام الغداء.

٤. إذا كان ابنك ممن يحبون النوم نهارًا، فخصصى له ساعة يوميًا للنوم بعد العودة من المدرسة.

٥. راجعى حقيبته المدرسية؛ لتعرفى حجم الواجبات كل يوم، وبناء عليها يكون برنامجك إن كنت تخططين للخروج أو استقبال ضيوف.

٦. إذا كان ابنك سيتقدم لاختبار في اليوم التالي، فيجب تأجيل حل الواجبات للنهاية حين ينهى استعداده للاختبار.

٧. اختارى مكانًا مريحًا لحل الواجبات، وضعى كل أدواته حوله؛ حتى لا يتحجج بأنه سيذهب لإحضار بعضها فيضيع وقته ويتشتت انتباهه، وقد يذهب ولا يعود.

٨. راجعى معه الكلمات الجديدة، التى تعلمها قبل حل المسائل الرياضية؛ حتى لا ينساها، واطلبى منه أن يكتبها غيبًا وبسرعة بطريقة فكاهية مثل أن تغمضى عينيك، ويكتبها على ورقة كبيرة بألوان زاهية.

٩. وفرى جوًا من الهدوء في البيت، ولا تطلبى منه حل الواجبات، وباقى إخوته يشاهدون التلفاز مثلًا.

١٠. لا تغفلى دور الهدايا والجوائز التشجيعية، وخصصى يومًا للنزهة آخر الأسبوع، وفى خارج البيت قدمى له هدية مميزة مكافأة له على حل واجباته خلال الأسبوع دون كسل.

نصائح تساعدك لتكونى أمًا هادئة

تتخيل المرأة في رحلة حملها أنها ستكون أمًا هادئة رائعة، وأفضل صديق لطفلها، ولكن الواقع يكشف عن أن ما فكرت فيه كان خيالا، فغاب الهدوء وتبدلت الأحلام الوردية وعلت القسوة، وأصبح وجود الأطفال يعد مصدر إزعاج لبضع سنوات عند كثير من الأمهات.


١. البحث عن السبب

يمكن أن يكون السبب وراء عدم راحتك هو شيء بسيط، فربما كنت جائعة، أو بحاجة إلى الماء، أو لم تتناولى القهوة، لذلك عليك العثور على الأشياء التى تسبب لك الإزعاج أو الإحباط وفكرى فيما يمكنك القيام به حيال ذلك.

في معظم الأوقات، يصبح أطفالنا مجرد هدف خاطئ أمام إحباطنا، وفى بعض الأحيان، قد نتجاوز في رد الفعل مقارنة بالشيء الصغير الذى يفعله الأطفال.

٢. البحث عن منفذ خاص

تجنبى الضغوط والتوتر وابحثى عن منفذ خاص لتخفيف ذلك، حيث يمكنك الذهاب لمصففة الشعر من حين لآخر، أو تناول القهوة مع أصدقائك، أو مشاهدة فيلم كوميدي، وكلها أشياء سوف تجعلك أمًا هادئة عند التعامل مع أطفالك.

٣. نظمى وقتك

كونى أمًا منظمة في كل شيء، وكونى أمًا هادئة أكثر من ذلك، ونظمى وقتك بحيث يكون لديك بعض الوقت مع أطفالك إذا كنت أمًا عاملة. أما إذا كان البقاء في المنزل أحد اختياراتك ولا ترغبين في التفكير أو في فعل أى شيء آخر، ولكن وفرى لطفلك مساحة خالية تمامًا ليستطيع اللعب دون وجود معوقات على الأرض.

٤. اختيار المعارك

الأطفال سوف يكونون أطفالا في سلوكهم وفى كل شيء آخر، أى ليس من المفترض أن يتصرفوا مثل البالغين، ولا يمكنك الفوز أمامهم كل مرة، ولا يمكنك كذلك تعليمهم كل الدروس عندما تريدين، لذلك قومى باختيار المعارك الخاصة التى تستحقك.

٥. العد إلى عشرة

حاولى تهدئة نفسك قبل اتخاذ إجراء أو رد فعل ما، وعدى من واحد إلى عشرة، وتنفسى بعمق، ويمكنك تناول قطعة من الشوكولاتة أو أى شيء يعمل كمهدئ لك. ثم قررى التدخل بعد ذلك لحل الورطة التى فعلها أطفالك.

٦. تحديد الوقت

قومى بتحديد الأولويات، واسألى نفسك إذا كان هذا الشيء ينتهى في يوم، أو أسبوع، أو في غضون سنوات قليلة، ووفقا لذلك، توقفى برهة واسألى نفسك هل كوب اللبن المسكوب أو أى سلوك آخر يستحق النظر في عيون أطفالك عندما تذهبين إلى وضع الوحش؟

٧. بعض الوقت لك

تخصيص بعض الوقت لنفسك يعد وسيلة مهمة لتحقيق الهدوء والراحة. لذلك، حاولى الحصول على نصف ساعة على الأقل كل يوم إن أمكنك ذلك. ربما لا تكون هذه الفرصة متاحة مع وجود أطفال في مرحلة حديثى الولادة. ولكن عندما يكون الأطفال أكبر سنا قليلا، يمكنك ممارسة هواية الرسم، أو تناول مشروبك المفضل، مع الإشراف بهدوء على أطفالك من الغرفة المجاورة.

٨. ضبط توقعاتك

من المتوقع أن يتصرف الأطفال مثل البالغين عدة مرات، ولكنهم يعودون لطفولتهم سريعا، فهم صغار البشر لا يزالون غير قادرين على التصرف بطريقة مقبولة اجتماعيا. فعى سبيل المثال؛ لا يستطيع الأطفال الجلوس لتناول العشاء في أحد المطاعم دون التحدث أو الصراخ بصوت مرتفع وثقب أذنيك.

ولا يهتم الأطفال برغبتك في أن يكون المنزل مرتبا طوال النهار، فلن ترين رغبتك متحققة إلا أثناء نومهم.لذلك، يجب أن تضبطى توقعاتك بخصوص أطفالك، حتى تكونى أمًا هادئة وأكثر قابلية للتحمل.

٩. العمل بعيدا عن المشكلات

في بعض الأحيان يمكن للقلق الخارجى أن يمنع الأم من أن تكون هادئة، وقد ينتج القلق بسبب المشكلات مع شريك الحياة، أو المتاعب في العمل، أو المواقف العائلية المجهدة.

ولكن يجب العمل على فصل هذه المشكلات عند التفاعل مع طفلك، ففى النهاية لن يحل القلق شيئا، لذلك حاولى ألا تقلقى حيال الأشياء التى لا يمكن تغييرها.

وتذكرى أن تحميل أطفالك هذه القلق، أو عدم فصل المشكلات عند التعامل معهم، فإنهم سيأخذون هذه المشكلات على أنفسهم ويظنون أنهم السبب، وسوف تشعرين حيال نفسك بكل سوء.

١٠. هذا أيضا سوف يمر

نمو الأطفال يساعد في التخلص من معظم عاداتهم المزعجة. رغم أن الأمهات في كثير من الأحيان لا يجدن في أيديهن إلا استخدام الصبر ومنح أطفالهن الحب للتخلص من السلوكيات السلبية.

الموسيقى والطفل

الطفل يتعلم ببطء في هدوء إيقاع الحياة.. ومع كل شروق وغروب يؤقلم نفسه أكثر فأكثر من اتجاهات ومؤثرات بيئته، ومع مرور الفصول والسنين، يبدأ بحثه الذى يستمر طوال حياته عن تحقيق ذاته، إن الكلمتين اللتين تعتبران محورًا للموقف كله هما «يتعلم» و«يتأقلم» إنهما المدخل الطبيعى والجوهرى لكل من يريد أن يفهم عالم الطفل.. من هنا ظهرت أهمية تعليم الموسيقى للطفل، لتحقيق أعظم الأهداف التربوية والاجتماعية والفكرية، فهى تساعد على تطوير الإدراك الحسى للفرد وتنشيط العقل ومساعدة الطفل على الانفتاح وتطوير تذوقه لمساعدته على تكوين المزاج السليم له، كما أن الموسيقى تعتبر أقوى الفنون إثارة وتحريكا للنفس.. فبأثرها الفعال في النفوس.. تتغير الأحاسيس والانفعالات بشتى أشكالها.