الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

لقاء وزيري التعليم والثقافة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لعل أجمل صورة رأيتها، على موقع وزارة التربية والتعليم، في بداية العام الجديد، هى صورة تجمع الدكتورة إيناس عبدالدايم وزيرة الثقافة بالدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم بحضور الدكتور أشرف زكى رئيس أكاديمية الفنون. وذلك للعمل على تطبيق بروتوكولات تعاون بين الوزارتين بما يسمح باستكمال منظومة التعليم بالثقافة لتكتمل دائرة النور وتزرع المساحات الفارغة في البنية العقلية بما ينبغى من قيم جمالية، تتواشج مع أهداف التعليم التى تستهدف بناء شخصية مكتملة قوية وإيجابية، تقدر العلم وتفخر بوطنها وهويتها وتنفتح على العالم هذا الانفتاح الذى ليس من شأنه فقط قبول الآخر بل مشاركته ثقافته بشكل واع يتيح له سبل التفاهم من منظور التساوى واحترام الخصوصية وليس التقليد أو سيطرة الثقافة الأقوى أو الأكثر شيوعًا، ما يضمن التعامل بطرق سلسة وخلاقة، ليس على مستوى البلاد العربية وحسب، إنما على مستوى العالم، كل العالم. ففكرة المواطنة الآن قد اتسعت ليصبح المواطن في أى بلد في العالم، في ظل ثقافة العولمة هو مواطن كوكبي.تخطت مواطنته بلده التى ولد وتربى فيها ومازال يحيا فيها وله حقوق وعليه واجبات نحوها. لعل فرحتى بهذا اللقاء الذى سيتيح دورا أكبر لقصور وبيوت الثقافة التى تغطى الجمهورية بأكملها حتى المناطق الحدودية تنبع من تطبيق الأفكار ووضع المناهج الجديدة التى يتم تطويرها من منظور ثقافى يشكل وعى الطفل منذ نعومة أظافره فينشأ قويا وتنمو شخصيته باعتدال واتزان يسمح له أن يتفادى الأفكار الهدامة المتطرفة التى طالما عانينا منها لسنوات ويعانى منها أو من نتائجها كل العالم فيما يعرف بأثر الفراشة. أتحدث بتفاؤل الآن وأدعو الجميع إلى التفاؤل، لأننى أعى بشكل وظيفي، طبيعة المناهج التعليمية في منظومة التعليم 2.0 تلك المنظومة التى بدأت برياض الأطفال ووصلت إلى الصف الثانى الابتدائى هذا العام. المنظومة التى تعنى بتربية طفل يعرف أن المصريين سواء. لهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات مسلمين ومسيحيين، أولادا وبناتا، رجالا ونساء، أصحاء وذوى احتياجات خاصة. كما تعرفهم الثقافات المختلفة كالثقافة البدوية لأهل محافظات مثل سيناء ومرسى مطروح، وثقافة أهل أسوان وحلايب وشلاتين وغيرها والتى تبدو واضحة في طرازهم الملبسى الذى يتعرفونه من صور وكلمات بسيطة تحتها. أقول هذا ليس من منطلق القول وإنما بعد انتهائى من استعراض تلك المناهج في بحث أعددته العام الماضى لمؤتمر أقيم في بيروت كان عنوانه «تطوير المناهج المصرية من منظور النوع الاجتماعي» الأمر الذى جعلنى أقف على عتبة مهمة في هذه المناهج، وهى عتبة المساواة بين الجنسين، ومشاركة الأدوار الاجتماعية في المنزل، والشارع والوظائف، عبر صور ملونة ونماذج تعمل على تشكيل وعى الطفل والطفلة بماهيتهم وأدوارهم الاجتماعية التى كسرت دخول الطفل إلى المطبخ مع والدته ومساعدته هو والأب في أعمال المنزل مع الأم ومحافظة كل الأطفال على البيئة وخاصة أمور النظافة في هذه السن الصغيرة كما أن فكرته عن نفسه وعن كيانه ومكان إقامته لا تتوقف عند المنزل بمكوناته بل تتعداها إلى القرية بما فيها من أشخاص وشكل المعيشة بها أو المدينة ثم مصر بآثارها وعلمائها ثم العالم بحيواناته التى لا توجد في بيئته بل وتدعوه للحفاظ عليها وهو ما يحقق الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة. كل هذا وأكثر يرسم الطريق لمستقبل واعد ويحدد ملامح شخصية الشباب الذين سيكملون الطريق ويحققون الأهداف التى وضعنا بذورها في صغرهم. وهو ما لن يتحقق إلا من خلال التكامل بين الوزارتين. أقول الوزارتين وأؤكد على المفردة لأننا اعتدنا أن ما يتم تنفيذه فعليا لا يؤخذ على مأخذ الجد إلا بقرارات وزارية. لقد عانيت طويلا وأنا فرد من أفراد الوزارتين (عضو اتحاد كتاب مصر - موجهة بالتربية والتعليم ومبعوثة 2002 للكلية الملكية بلندن) عانيت لسنوات منذ عودتى في تطبيق ما تعلمته وفى نقله للزملاء. عانيت وأنا أرى كم التوجهات والأفكار الهدامة تنتشر من حولى حاولت التصدى بشكل لا يتعارض مع القوانين المدرسية والوزارية. قررت كمثقفة بوازع من ضميرى ووطنيتى وحاولت. لكن كانت فكرة استضافة أحد الأدباء أو الشخصيات العامة للاحتفاء بالطلبة الموهوبين بشكل حقيقى من خلال وحدة التدريب بالمدرسة التى كنت أعمل بها، كان يتطلب إجراءات أمنية طويلة وتشابكات خانقة وعدة مشاوير ما جعلنى أكتفى بما أقدمه من رعاية للطلاب داخل المدرسة من محاضرات وندوات عن التنمية المستدامة وجهود الدولة في محاربة فيروس «سى» والحفاظ على ماء النيل وتلخيص كتب تعزز الوطنية والهوية وتقدم أبطال حرب أكتوبر. وحتى اليوم وأنا موجهة لم أتخل عن واجبى ككاتبة ومصرية يهمها شأن الوطن ولن أتوقف لأن بعض أشكال التطرف لايفرق بين متعلم وجاهل. تحية كبيرة لجهد السادة الوزراء وكل فرد سيكون جزءا من هذا التعاون، وتحية كبيرة للدكتور أشرف زكى والدكتور أحمد عواض رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة. وكل جندى مجهول يعمل لصالح هذا الوطن.