بدأ طرد اليهود من جزيرة صقلية في مثل هذا اليوم 12 يناير من عام 1493 عندما وصلت محاكم التفتيش الإسبانية الجزيرة التي بلغ تعداد سكانها اليهود أكثر من 30،000 يهودي، وكان هذا اليوم هو آخر يوم في المهلة الممنوحة لليهود كي يغادروا جزيرة صقلية الإيطالية، وفر هؤلاء إلى مناطق مثل كالابريا حيث لحقتهم محاكم التفتيش بعد 50 عامًا كما بقيت فئة منهم في الجزيرة بعد تحولها للكاثوليكية.
وصقلية كانت دولة في جنوب إيطاليا أسسها روجر الثاني عام 1130 واستمرت حتى 1816 وكانت المملكة استمرارًا لكونتية صقلية التي كانت قد تأسست في عام 1071 أثناء غزو النورمان لجنوب إيطاليا وضمت المملكة حتى 1282 (التي تسمى أحيانًا مملكة بوليا وصقلية) جزيرة صقلية والجنوب الإيطالي والأرخبيل المالطي وتم تقسيم الجزيرة إلى ثلاث مناطق: فال دي مازارا وفال ديموني وفال دي نوتو.
في 1282، اندلع تمرد ضد الحكم الأنجوفي في الجزيرة عرف باسم حرب صلاة الغروب الصقلية، وأطاح بشارل أنجو من عرش صقلية وتمكنت الأنجوفيون من الحفاظ على البر الرئيسي من المملكة وهو ما أصبح كيانًا منفصلًا دعي أيضًا مملكة صقلية، على الرغم من أنه أشير إليها باسم مملكة نابولي تيمنًا بعاصمتها. أصبحت الجزيرة مملكة منفصلة في ظل حكم السلالة الكتلونية الأراغونية التي حكمت تاج أراغون وبعد 1302 كانت تسمى في بعض الأحيان في مملكة تريناكريا وغالبًا ما حكمها ملك تاج آخر مثل ملك أراغون أو ملك إسبانيا أو الإمبراطور الروماني المقدس وفي عام 1816 اندمجت مملكة صقلية مع مملكة نابولي لتشكلا مملكة الصقليتين وفي عام 1861 ضمت أراضيها لمملكة إيطاليا.
وكان قد حافظ المسيحيون بشقيهم اليوناني واللاتيني على امتيازاتهم، ولكن جرى قمع المسلمين باستمرار كما أن استيطان الإيطاليين الشماليين (الذين أرادوا الاستيلاء على ممتلكات المسلمين لأنفسهم) قاد بالعديد من المجتمعات المسلمة إلى التمرد أو إعادة التوطين في المناطق الجبلية في الجزيرة وأدت هذه الثورات إلى قمع عنيف، طرد المسلمين في النهاية، والذي بدأ في عهد فريدريك الثاني.
وفي النهاية نقل المسلمون أجمعين إلى لوتشرا في بوليا وجيريفالكو في كالابريا، حيث دفعوا ضرائبهم وخدموا كعمال زراعيين وحرفيين ورماة لصالح الملك وانفضت مستوطنة لوتشرا في عام 1300 بأمر من كارلو الثاني ملك نابولي، وبيع العديد من سكانها كعبيد أما المجتمع اليهودي فقد طرد بعد وصول محاكم التفتيش الإسبانية بين 1493 و1513 إلى صقلية وما تبقى من اليهود اندمج تدريجيًا وتحول أغلبهم إلى الكاثوليكية الرومانية.
