الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

الأخبار

مرصد الأزهر: قرية العيساوية أصبحت لقمة سائغة لشرطة الاحتلال الصهيوني

الاحتلال الصهيوني
الاحتلال الصهيوني
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
نشرت وحدة الرصد العبرية بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، تقريرا حول الانتهاكات الصهيونية بالقدس.
وقال التقرير إن الكيان الصهيوني لا زال يمارس حتى الآن انتهاكاته القمعية ‏والعنصرية بحق الشعب الفلسطيني والذي يسعى من خلالها إلى تنفيذ مخططاته التهويدية، وتقليص الوجود العربي الفلسطيني في القدس بقدر ما يستطيع؛ فتقوم الشرطة الصهيونية - وهي من أذرع الكيان الصهيوني القمعية - بانتهاكات ‏مستمرة بحق الشعب الفلسطيني في القدس والضفة الغربية؛‏ فالاعتداءات اليومية هي أسلوبها لفرض الأمر الواقع وإجلاء مواطني القدس والضفة الغربية الأصليين، ومحو الهوية الإسلامية والعربية وإضفاء الهوية اليهودية الصهيونية.
وأوضح التقرير أن قرية العيساوية -التي تقع شمال شرق البلدة القديمة للقدس - أصبحت "لقمة سائغة" لشرطة الاحتلال الصهيوني؛ ليصيبها ما أصاب أخواتها من القرى الفلسطينية من معاناة وألم. لقد أدت الغارات اليومية من جانب شرطة حرس الحدود الصهيونية على القرية إلى واقع مرير، وغير آمن لنحو 20.000 مواطن فلسطيني؛ ففي هذا العام اعتُقل نحو 600 فلسطينيٍّ دون أية تهمة، وأصيب المئات منهم بلا أي ذنب؛ إلى جانب تحويل القرية إلى ثكنة عسكرية صهيونية؛ فإطلاق الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع في الشوارع، وفرض القيود على المدارس الفلسطينية والمنازل والفصول الدراسية، ووصول الأمر إلى داخل المنازل هو واقع القرية الفعلي. 
كانت شرارة البداية هي استشهاد الشاب "محمد عبيد" نهاية شهر يونيو 2019 على يد قوات الاحتلال الصهيوني، وإثر ذلك اندلعت مواجهات بين الشرطة الصهيونية والفلسطينيين، أُطلق خلالها الرصاص الحي عليهم وأُصيب ما يقرب من مائة فلسطيني. وأصبحت نسبة الأمان – في النصف الثاني من العام المنصرم - بالنسبة لأطفال "العيساوية" صفرًا، وأضحت في عام 2019 مكانًا مستحيلًا لحياة طبيعية بسبب انتهاكات الشرطة الصهيونية وممارساتها. وبهذا لحقت العيساوية بركب ما يحدث لجميع مواطني أحياء القدس الشرقية؛ حيث تم اعتقال أطفال بلدة "سلوان" وتهدمت هناك المنازل لصالح الجمعيات الاستيطانية. 
والملاحِظ لممارسات الكيان الصهيوني القمعية تجاه الفلسطينيين سيجد أنها تتركز في القرى والأحياء التي تجاور مدينة القدس المحتلة؛ فتلك القرى والأحياء هي بين مطرقة بطش قوات الاحتلال وسندان الجماعات الصهيونية المتطرفة التي تمتلئ المستوطنات المجاورة بهم. 
والهدف من تلك الممارسات هو محاولة تهجير الشعب الفلسطيني وإجلائه عن قُراه عبر الترويع والقمع الصهيوني. يأتي هذا ليخدم الهدف الأساسي، وهو تغيير واقع مدينة القدس المحتلة وضواحيها تغييرًا ديموغرافيًّا، وإحلال مستوطنات بدلًا منها؛ ليسهل لهذا الكيان المغتصب تنفيذ مخططاته الخبيثة.
ومما يبرهن على أن قوات الاحتلال الصهيوني تسعى لتنفيذ المخططات الصهيونية وخلق واقع مرير في القرى والأحياء الفلسطينية؛ من خلال الاستفزاز والقمع والترويع، وتنفيذ خطة صهيونية ممنهجة ضد القدس الشرقية، وهو ما أظهره التسجيل المرئي الذي سُرِّبَ ونشرته صحيفة «هآرتس» العبرية، والذي أظهر إقرار قوات الاحتلال الصهيوني بأن ممارساتهم القمعية في قرية العيساوية ما هي إلا لاستفزاز مواطنيها وخلق المزيد من العنف؛ مما كشف للعالم حقيقة هذا الاحتلال الغاصب، والمغزى الخبيث لعملياته العسكرية ضد الشعب الفلسطيني. 
وتابعت، الملاحِظ لممارسات بلدية الاحتلال الصهيوني في القدس – الذراع الإداري والتخطيطي للكيان الصهيوني في المدينة - يجد أنها تستخدم إستراتيجية مختلفة، لكنها تصب في نفس الهدف؛ حيث تسارع في استصدار تراخيص لبناء وحدات استيطانية جديدة، وتمتنع عمدًا عن وضع خططٍ مفصلة للأحياء الفلسطينية، أو استصدار تراخيص لها، الأمر الذي يؤدي إلى حدوث تناقص شديد في المباني السكنية والمباني العامة، والبنية التحتية والخدمات الضرورية للفلسطينيين. وهذا يحدث بشكلٍ مستمرٍّ في قرية العيساوية ومثيلاتها من "السلوان" إلى "العفولة"، وغيرها من القرى خلال السنوات الماضية. ويشار إلى أن بلدية الاحتلال الصهيوني هدمت أكثر من 166 منزلًا فلسطينيًّا بالقدس المحتلة خلال عام 2019، وآخرها كان في العيساوية يوم الثلاثاء 17 ديسمبر. 
إن كل هذه السياسات والانتهاكات تهدف – في المقام الأول - إلى تهجير الشعب الفلسطيني من قراه لصالح المستوطنات والمستوطنين، دون الالتفات إلى القانون الدولي وحقوق الإنسان؛ بل يُؤْثِر الكيان الصهيوني استخدام قانون الغاب عليه.
ويؤكد مرصد الأزهر أن هذه المحاولات والسياسات التي يتبناها الكيان المحتل هي محاولات بائسة وفاشلة، لن تفت في عضد الشعب الفلسطيني الأَبِيِّ. 
ويؤكد المرصد على دور الأزهر الشريف واستمراره في دعمه ومساندته للشعب الفلسطيني صاحب الحق والأرض والدولة، وسيستمر مرصد الأزهر مؤديًا لدوره في دعم قضية الوعي لدى الجميع، ليظهر ويلقي الضوء على ما يخفيه الكيان الصهيوني من ممارسات وأهداف خبيثة، والتي يحاول إخفاءها والتغطية عليها بادعاءات ومزاعم واهية؛ فالواقع خير شاهد على الجرم الذي يقترفه هذا الكيان تجاه أصحاب الحقوق؛ ليكون هذا الدور بمثابة توثيقٍ للجرائم وانتصارٍ للحق الإنساني. 
وقالت الوحدة، إن القضية الفلسطينية هي قضية حق والاحتلال الصهيوني يمثل الباطل في وجه هذا الحق، والجميع يعلم مصير الحق والباطل، فإن انتصر الباطل مرة، فإن سُنَّة الكون تؤكد أن الحق سينتصر في النهاية. وقد قرر المولى سبحانه وتعالى هذه السُّنة مذ بدء الخليقة، (وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ).