الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

التنظيم الدولي للإخوان.. الطابور الخامس لدعم «أردوغان».. يسعى لتكرار السيناريو السوري بليبيا ويحشد الإرهابيين لإبقاء طرابلس في يد الخونة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في ظل الحشد التركى القطرى لدعم ميليشيات طرابلس، عبر إغراء الميليشيات السورية والجماعات الإرهابية في المنطقة للقتال إلى جانب الميليشيات ضد الجيش الوطنى الليبي، تؤكد التقارير أن تنظيم الإخوان الدولى وخاصة في منطقة المغرب العربى وأفريقيا أعلن عن النفير لدعم ميليشيات طرابلس بمقاتلين.



وأوضحت مصادر ليبية، أن الإخوان في تونس والجزائر وموريتانيا ومنطقة الساحل والصحراء والسودان وفى وسط وغرب أفريقيا بدأوا عملية دعم قوية لتجهيز أكبر عدد ممكن من المقاتلين في صفوف ميليشيات طرابلس التى تكبدت خسائر فادحة بعد تقدم الجيش الليبى نحو طرابلس وسيطرته على مدينة سرت الاستراتيجية القريبة من مصراتة معقل الإخوان والجماعات الإرهابية، وكذلك العاصمة طرابلس.
ويحذر: إذا احتل «أردوغان» ليبيا.. فإن المغرب العربى لن يكون بعيدًا عن أطماعه في السيطرة.



وأوضحت المصادر أن الإرهابى الليبى المقيم في تركيا، عبدالحكيم بلحاج، أبرز قيادات الجماعة الليبية المقاتلة المرتبطة تنظيميًا بشكل غير مباشر بتنظيم القاعدة، عن نقل المقاتلين عبر شركة «طيران الأجنحة الليبية» التى يملكها «بلحاج» من عدة عواصم إلى طرابلس.
وكشفت إذاعة فرنسا الدولية «إر إف إيه» أن شركة الخطوط الجوية الليبية «Afriqiyah Airlines» وشركة طيران الأجنحة الليبية التى يملكها «بلحاج»؛ قامتا بنقل مقاتلين من تركيا إلى طرابلس؛ بهدف مد يد العون للميليشيات التابعة لحكومة «السراج»؛ موضحة أنه في الفترة ما بين ٢٧ و٢٩ ديسمبر ٢٠١٩ هبطت أربع طائرات في مطار «معيتيقة» بطرابلس، تحمل مقاتلين سوريين من الألوية الموالية لأنقرة، وكانت رحلات الطيران غير مسجلة.
وتشكل حركة النهضة فرع الإخوان في تونس، إحدى أبرز القوى لدعم ميليشيات طرابلس بالمقاتلين، فقد كانت تونس منذ دخول ومشاركة الإخوان في السلطة من أعلى الدول وأبرزها التى انضم مواطنوها إلى جماعات إرهابية وعلى رأسهم تنظيم «داعش» الإرهابي.


وقال وزير الخارجية السابق القيادى بحركة النهضة، رفيق عبدالسلام، وهو صهر زعيمها راشد الغنوشي: نحن لسنا محايدين في هذه المعركة التى تدور على حدودنا، بل لا نملك إلا أن ننحاز لحكومة طرابلس وقواها الصامدة في مواجهة هذا المخطط العدوانى الذى تقوم به قوات حفتر التى تسمى نفسها زورًا وبهتانا بالجيش الوطني، وهى في الحقيقة عبارة عن ميليشيا كبيرة لا غير تضم مجموعات من العسكريين السابقين ومن السلفيين المداخلة الذين يمثلون النموذج المكثف للتطرف والإرهاب واستحلال دماء الأبرياء باسم الدين»، على حد زعمه.
«حركة مجتمع السلم» أو «إخوان الجزائر» يسيرون على نهج «إخوان تونس»، في الإعلان عن دعم ميليشيات طرابلس سواء على الصعيد السياسي، أو على الصعيد الإعلامي، ولكن أيضا هم حذرون في دعم ميليشيات الوفاق بالمقاتلين في ظل لقبضة القوية من الأجهزة الجزائرية، إذ توجس الاستخبارات الجزائرية من العودة إلى سيناريو العشرية السوداء في تسعينيات القرن الماضى والتى لعبت «الجبهة الإسلامية للإنقاذ» دورا رئيسا في الصراع الدموي.
وحركة مجتمع السلم «حمس» هى أكبر حزب معارض في الغرفة الأولى للبرلمان (٣٤ مقعدًا من أصل ٤٦٢) وتعلن بشكل صريح دعم ميليشيات الوفاق في مواجهة الجيش الوطنى الليبي.

فقد هاجم زعيم «إخوان الجزائر» عبدالرزاق مقري، تحرك الجيش الوطنى الليبى نحو العاصمة طرابلس، معتبرًا إياها عملًا استفزازيًّا لبلاده، زاعمًا أن تحرك الجيش الليبى في المنطقة الغربية هو نوع من الضغط على المؤسسة العسكرية في الجزائر، لتسير في ركب الأجندات، حسب وصفه.
وفى مؤتمر صحفى وصف «مقري» تقدم الجيش الليبى تجاه الحدود الشرقية للجزائر مجازفة من المشير «حفتر» بنفسه، وباستقرار المنطقة ككل، وعلقت الحركة لافتة كبيرة على واجهة مقرها بالعاصمة الجزائرية، للقائد العام للقوات المسلحة الليبية، خليفة حفتر، مدون تحتها بالفرنسية، ومتوعدة إياه فيها بـ«مفاجأة كبيرة» حال ما اقترب من الحدود الجزائرية.
كما اجتمع «مقري» بزعيم إخوان تونس راشد الغنوشي، مع القيادى الإخوانى الليبى على الصلابى عضو الأمانة العامة للاتحاد العالمى لعلماء المسلمين، في فبراير ٢٠١٧؛ للحديث عن تفعيل العلاقات المغاربية، وكل هذا يأتى على خلفية الأزمة الليبية.
«مقري» بارك التدخل التركى في ليبيا قائلا «حكومة السراج الشرعية، أرادت أن تُبرم اتفاق تعاون عسكرى واستراتيجى مع دولة أخرى، فهما دولتان أخريان لا علاقة لنا بقرارهما على الإطلاق».

النظام الجزائرى برئاسة عبد المجيد تبون، يتوجس من الدعم الإخوان للتحركات التركية في طرابلس، ويخشى أن تكون نقطة انطلاق للمشروع توسعى في دول الاتحاد المغربي (ليبيا - تونس - الجزائر- المغرب - موريتانيا) في ظل وجود الإخوان في السلطة بشكل أو بآخر في هذه الدول وتمتعهم بحضور في البرلمانات الشرعية، بما يشكل «طابور خامس» لنظام رجب طيب أردوغان في مشروعه التوسعى بشمال أفريقيا انطلاقا من طرابلس.
وقال الحزب الوطنى الجزائرى في بيان له «إن الحزب الوطنى الجزائرى يتابع عن كثب وببالغ الاهتمام التحركات التى يقوم بها رئيس تركيا رجب طيب أردوغان إلى منطقة المغرب العربي، والتى يسعى من خلالها إلى بسط النفوذ الانكشاري العثمانى على أرض ليبيا الشقيقة، بغية تحقيق المشروع الذى طالما حلم به لبسط الهيمنة التركية على المنطقة بلباس جديد وحلة جديدة، بحجة محاربة الإرهاب وحماية مصالح الشعب الليبى الشقيق».
ولذلك اتخذ المجلس الأعلى للأمن الجزائري، في اجتماع برئاسة الرئيس عبد المجيد تبون، الخميس ٢٦ ديسمبر ٢٠١٩، إجراءات لحماية الحدود مع ليبيا، مشيرًا إلى أنه درس الأوضاع في المنطقة، وبوجه الخصوص على الحدود الجزائرية مع ليبيا ومالي، مؤكدا أن المجلس قرر جملة من التدابير يتعين اتخاذها لحماية الحدود، وكذا إعادة تفعيل وتنشيط دور الجزائر على الصعيد الدولي؛ خاصة في ما يتعلق بالملفين، وبصفة عامة في منطقة الساحل والصحراء وفى أفريقيا.
التجمع الوطنى للإصلاح والتنمية - تواصل «إخوان موريتانيا» يسرون على نهج إخوان تونس والجزائر في دعم ميليشيات طرابلس والتنديد بعمليات الجيش الليبى لتحرير العاصمة الليبية، في وقت التزم الحزب الصمت عن التدخل التركي، وهو ما يشكل موافقة ودعم من إخوان موريتانيا للاحتلال التركى للأراضى العربية.
حزب العدالة والتنمية المغربى «إخوان المغرب» يذرع بدع حكومة فايز السراج، باعتبارها المعترف بها من قبل الأمم المتحدة، لتكون ستارا له في دعم ميليشيات طرابلس، رغم الموقف الرسمى من دول المغرب برفض التدخل في الشئون الداخلية الليبية.
وبخصوص نأى المملكة بنفسها عن الصراعات الدولية التى تسمى الأزمة الليبية، قال إدريس لكريني، مدير مختبر الدراسات الدولية حول تدبير الأزمات بجامعة القاضى عياض، إن «المغرب على وعى تامّ بأن تدبير الملف لا ينبغى أن يخرج عن الدائرة المغاربية، على الأقل اليوم».
وأضاف لكريني، في تصريح أدلى به لجريدة «هسبريس» المغربية،: «في مقابل المبادرة التركية توجد أطماع أخرى عبرت عنها دول كثيرة، نذكر منها الدور الفرنسي، بالإضافة إلى بعض دول الشرق الأوسط، دون إغفال الدور الروسي»، مؤكدا أن «الموقف المغربى يدعم احترام سيادة ليبيا، وتعزيز الأمن والسلم داخل البلد».
المحلل السياسى اللبنانى نضال السبع، توقع أن يحشد تنظيم الإخوان الدولى كافة طاقته لدعم الاحتلال التركى لليبيا بالميليشيات.


وأضاف السبع أن أردوغان عبر التنظيم الدولى للإخوان يسعى لتكرار السيناريو السورى في ليبيا، باستقدام وحشد جميع الإرهابيين من جميع الجنسيات للقتال تحت رايته في ليبيا وابقاء العاصمة طرابلس لهينة للإخوان والإرهابيين.
وقال السبع، إن التجربة في سوريا ونقل مقاتلين من سوريا إلى طرابلس، تؤكد أن التنظيم الدولى للإخوان يحشد كامل طاقته لإبقاء طرابلس تحت سيطرته، في ظل تقدم الجيش الليبى في العاصمة بقيادة المشير خليفة حفتر، والتفاف الشعب الليبى حول قواته المسلحة لصد الاحتلال العثمانى لبلادهم.
ولفت إلى أن الإخوان يشكلون الطابور الخامس لأردوغان في الدول العربية، وكذلك أبرز وأهم أدواته لعودة الاحتلال العثمانى للبلاد العربية.
وحذر المحلل اللبنانى دول تونس والجزائر والمغرب وموريتانيا من السقوط تحت النفوذ التركي، لافتا إلى أن أردوغان إذا نجح في مخططه باحتلال ليبيا فإن المغرب العربى لن يكون بعيدا عن أطماعه في السيطرة والاحتلال النفوذ.