الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

أسراب الجراد تُهاجم السودان.. والفاو تُحذر مناطق جنوب مصر وساحل البحر الأحمر.. وتعتبره الهجوم الأسوأ منذ 25 عامًا.. وخبراء: يجب تكاتف جهود وزارة الزراعة والفلاحين للقضاء عليه

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مطلع الأسبوع الجاري، تفشّت أسراب الجراد الصحراوي القادمة من وسط وشرق أفريقيا، وبدأت تهدد جانبي البحر الأحمر، وبحسب البيان الصادر عن منظمة الأغذية والزراعة "الفاو"، فإن هذه الأسراب تعدّ الأسوء منذ 25 عامًا، وأن هناك تزايد في أعداد الجراد على سواحل مصر والسودان وإريتريا والسعودية واليمن.



وتُشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن نحو 40 مليون جرادة والتي تمثل مساحة كيلومتر مربع يمكنها القضاء على نفس كمية الطعام التي يستهلكها 36 ألف شخص و20 جملا و6 أفيال في يوم واحد.
وكانت الفاو، حذرت في شهر ديسمبر الماضي، من تجمع أسراب من الجراد الصحراوي في جنوب شرق مصر، قادمة من مناطق القرن الأفريقي، مضيفةً أن أسراب الجراد تلك ستبدأ في التكون خلال الأسابيع المقبلة على طول الساحل الغربي للبحر الأحمر بدءا من إريتريا وحتى جنوب شرق مصر.
ودعت المنظمة، السلطات بالدول المعنية، إلى اتخاذ ما يلزم من مراقبة وجهود احتواء لتلك الأسراب التي يمكن أن تلحق أضرارا بالغة بالمحاصيل الزراعية. موضحةً أنه خلال شهر نوفمبر الماضي، ازدادت الحشرات الانفرادية والانعزالية الناضجة في الجنوب الشرقي على السهول الساحلية للبحر الأحمر بين منطقة برنيس بمحافظة أسوان والحدود السودانية، وكانت الحشرات تتزاوج وتضع البيض جنوب غرب الشلاتين.
وأشار بيان الفاو إلى أنه سيحدث فقس إضافي لبيض الجراد منتصف فبراير، مما سيعمل على تكون جماعات من الجراد الصغير على امتداد ساحل البحر الأحمر والمناطق شبه الساحلية بين الشلاتين والحدود السودانية. 

وقال الدكتور صلاح سليمان، أستاذ كيمياء وسمية المبيدات بكلية الزراعة جامعة الإسكندرية، إن الجراد مُشكلة إقليمية ودولية، لأن الجراد عبارة عن أسراب كبيرة جدًا، لافتًا إلى أنها لها علاقة بالمناخ ودرجات الحرارة، وعوامل أخرى تُؤثر على انتشارها.
وأضاف لـ"البوابة نيوز"، أن أسراب الجراد تُهاجم عددا من الدول الأفريقية كل عام تقريبًا، خاصة الدول جنوب الصحراء الكبرى وتصل حتى مصر، مشيرًا إلى أنه سنويًا تُحذر "الفاو" من خطورة الجراد.
ويُشير سليمان، إلى أن استخدام المُبيدات في مكافحة الجراد أحد الطرق للسيطرة والقضاء عليها سواء على المستوى الدولي أو الإقليمي أو الوطني، ويتم استخدام المُبيدات وفق قواعد وأسس معمول بها عالميًا.
ولفت أستاذ كيمياء وسمية المُبيدات إلى أنه من الملاحظ أن حركة الجراد تنشط بعد موجة الأمطار التي تهطل على بلدان شرق أفريقيا، موضحًا أن مركز مكافحة الجراد بوزارة الزراعة يمتلك مبيدات كثيرة يستخدمها للقضاء على الجراد، وأنه أحيانًا ما تتم المكافحة على الحدود الجنوبية أو الغربية، قبل أن تدخل مصر، لضمان الأمن الغذائي وتقليل حجم الخسائر.

من ناحيته، أكد حسين أبو صدام، نقيب الفلاحين، أن محطات الجراد المُنتشرة على طول البلاد، الغرض الأساسي منها الرصد والتحذير وليس لها دور في المكافحة بشكل مباشر، إذ لاتتوافر لها الإمكانيات.
وأضاف لـ"البوابة نيوز" أن هناك تدابير احترازية تقوم بها وزارة الزراعة في حالة وردها اتصالًا أو تحذير من هذه المحطات بدخول الجراد، موضحًا أن الوزارة تُوفر المبيدات والإمكانيات اللازمة للقضاء على الجراد.
وأشار إلى أن الفلاحين أيضًا لهم طرق بدائية لوقف أسراب الجراد، أبرزها حرق المخلفات الزراعية حول المزروعات لنشر الأدخنة والتي تقوم بـ "تفريق أسراب الجراد وتُسهل من القضاء عليه".
وتابع نقيب الفلاحين أن هذه ليست المرة الأولى التي تُحذر فيها منظمة الأغذية والزراعة "الفاو" من أسراب الجراد، لكن خلال أشهر ديسمبر ويناير وفبراير دومًا ما يكون هناك تحذير من الجراد بعد انتهاء موسم الأمطار في دول شرق أفريقيا.