السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

أمواج سياسية.. مصر من تكتب التاريخ

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عندما توحدت في أواخر القرن الثانى عشر قبائل المغول البربرية على يد «تيموجين» أو جنكيزخان كما أطلق على نفسه بعد ذلك انطلقت تلك القبائل من وسط آسيا لتعيث في الأرض فسادًا، شرقًا في الصين، وجنوبًا في الهند، وشمالًا في روسيا. وكان من أولى ضحاياها الممالك الإسلامية الشرقية في فارس والعراق والشام. وقد عامل المغول شعوب تلك البلاد بقسوة ووحشية، فلم يتورعوا عن قتل الأسرى والتنكيل بأهل المدن المفتوحة، حتى لمن حصلوا منهم على عهود بالأمان، وكان الخراب والدمار يسيران في ركابهم أينما حلوا. 
وكان هدف موجات الزحف المغولي إلحاق الدمار والخراب وتدمير التراث الفكري والحضاري، فالمغوليون الرعاة الذين عاشوا حياة تعسة وذاقوا مرارة الفقر، لم يرحموا صغيرًا ولا كبيرًا في العالم الإسلامي، وانطلقوا يدمرون كل شيء في طريقهم حتى انتشر الفزع والهلع في كل مكان.
وكان ما يعانيه العالم الإسلامي، من ضعف ووهن بسبب التمزق والفرقة من أكبر العوامل المساعدة لهم في غزواتهم، ولم تستطع الجيوش وقف تقدم المغول الذين اجتاحوا الدول الإسلامية ولم يعد أمامهم سوى مصر، لكى يبسطوا سلطانهم على العالم الإسلامي، ولولا بسالة جيش مصر بقيادة قطز الذي ألحق بالمغول أول هزيمة كبرى لهم في عين جالوت، لربما تغير تاريخ العالم، ولربما انقطعت مسيرة الحضارة الإسلامية. 
يعتبر الغزو المغولى للوطن العربى من أشد الأخطار التى كادت أن تعصف بكيان الأمة العربية، إن التاريخ هو كتاب العظات والخبرات والدروس والتى يجب أن يدرسها الجميع بعناية وأن يعيها وأن يتعظ من الأخطاء الفادحة التى وقع فيها الآخرون، وأن يتجنب عدم تكرارها، ويبدو أن بهلول تركيا لا يعي تلك الدروس، ولم يدرس سوى تاريخ أجداده البغيض والذين كانوا سبب تأخر الأمة الإسلامية وسط الشعوب بسبب سياساتهم الاستعمارية المنحطة في التآمر على ثقافات الشعوب واستغلال الإسلام كذريعة لاحتلال الدول والسيطرة عليها لنهب ثرواتها، والاستمرار في الاحتلال لأطول فترة ممكنة مستغلين العاطفة الدينية للشعوب وإيهامهم بالخلافة الإسلامية وهم في حقيقة الأمر يحققون أطماعهم في السيطرة والعيش متطفلين على ثروات الغير وعلى جهد وعرق الفقراء من الدول المحتلة حتى جاء محمد على بالجيش المصرى، وأخذ يضم ولاياتهم الواحدة تلو الأخرى حتى وصل إلى أبواب الأستانة مقر السلطنة العثمانية، ولولا استنجاد السلطان بأوروبا لاجتاحها محمد علي ولكن الكثرة تغلب الشجاعة، وهو درس آخر من دروس التاريخ لا يعيها مجنون تركيا كما لم تعِ دولنا العربية هذا الدرس أيضا، فماذا ينتظر العرب؟ وماذا تنتظر الشعوب العربية لتتحد؟ إن العز والرقي والتقدم والرفاهية والقوة في اتحاد دولنا العربية لا يفرقنا نحن كعرب سوى أنانية بعض الحكام الذين يخشون زوال ملكهم بالذوبان في وطن واحد، ولكن هناك تجارب تحفظ لهم ملكهم مثل تجربة الاتحاد الأوروبى، فما زال هناك ملوك في ظل الاتحاد الأوروبى وكل الدول يحكمها نظام خاص بها ودستور يختلف عن الآخر إلى متى هذا الهوان ونحن كمسلمين يأمرنا المولى عز وجل بالاتحاد وأن نعتصم بدين الله وأوامره وإرشادات وأوامر رسوله الكريم، وقد حذرنا صلوات الله عليه وسلامه من الفرقة وكأنه يعيش معنا هذه الأيام فقال صلى الله عليه وسلم: "يُوشِكُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمُ الأُمَمُ مِنْ كُلِّ أُفُقٍ كَمَا تَتَدَاعَى الأَكَلَةُ عَلَى قَصْعَتِهَا، قُلْنَا: مِنْ قِلَّةٍ بِنَا يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: لا، أَنْتُم يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ، وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ، يَنْزَعُ اللَّهُ الْمَهَابَةَ مِنْ قُلُوبِ عَدُوِّكُمْ وَيَجْعَلُ فِى قُلُوبِكُمُ الْوَهَنَ، قِيلَ: وَمَا الْوَهَنُ؟ قَالَ: حُبُّ الْحَيَاةِ وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ) صدق رسول الله [رواه أبوداود]. 
والأسئلة التى تطرح نفسها بقوة وباستمرار متى يتحد العرب؟ من سيضار من هذا الاتحاد غير أعداء الأمة العربية؟ كيف سنحافظ على ثروات العرب دون اتحاد؟ كيف سيهابنا الأعداء دون الاتحاد؟ لقد وصل الأمر إلى الابتزاز العلنى لثرواتنا دون حياء لقد أهدرت هيبتنا بسبب تفرقنا حتى إن الأعداء يشعرون بأننا لسنا فرقاء فقط بل أعتقد أنهم يشعرون بأكثر من الفرقة وهذا ما شجعهم على انتهاك كرامتنا كأمة عربية في مواضع عدة وأقول أخيرا وليس آخرا إن الوحدة العربية هى أمل كل الشعوب العربية على اختلاف مشاربها إذًا فمن المعترض؟.. وللحديث بقية.