الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

ميليشيات «السلطان مراد».. الذراع الإرهابية لتركيا فى طرابلس .. علاقات وثيقة بين الميليشيات وجبهة النصرة وداعش.. بتنسيق من مخابرات أنقرة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يواصل الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، دعمه الميليشيات الموالية لحكومة الوفاق بقيادة فايز السراج، ولمساعدة العناصر الإرهابية الموجودة فى طرابلس لتنفيذ عمليات ضد قوات الجيش الوطنى الليبى بقيادة المشير حفتر، واستدعاء ميليشيات مسلحة أبرزها «فرقة السلطان مراد» التى ساندت أنقرة فى غزو سوريا.
وتعد فرقة السلطان مراد، إحدى أبرز الفصائل المعارضة السورية التى لعبت دورًا بارزًا للوجود التركى فى سوريا، كما تقدم لها التمويل والتدريب العسكرى والدعم الجوي، وجمعت تحت لوائها عدة ميليشيات متشددة وهى لواء السلطان محمد الفاتح، ولواء الشهيد زكى تركماني، ولواء أشبال العقيدة، وأنشئت فى عام ٢٠١٢ قرب مدينة حلب، والتى كانت تمثل معبرًا رئيسيًّا لعناصر «داعش» والتنظيمات الإرهابية إبان العدوان على سوريا، وساهم فى تأسيسها «يوسف الصالح»، والذى يحظى بدعم من أنقرة كبير للغاية.


تأسس الفرقة بطلب من الاستخبارات التركية لحماية حقوق التركمان فى سوريا، وشارك الفصيل فى معظم المعارك ضد الأكراد، وتحمل الميليشيا المسلحة، اسم السلطان مراد الأكثر دموية فى تاريخ الدولة العثمانية، ويعرف عن السلطان مراد الرابع أنه قتل ثلاثة من أشقائه وكاد أن يقتل الرابع والأخير ويقضى على نسل العثمانيين لولا شفاعة والدته.
ويقود الفرقة ثلاثة أشخاص وهم: المسئول العام يوسف الصالح، القائد الميدانى فهيم عيسى والمسئول العسكرى العقيد أحمد عثمان، وأغلب المسلحين من العرب، لكن القيادة تركمانية وينتشرون فى المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش التركى فى ريف حلب الشمالى والشمال الغربي، وتعتبر من أبرز الفصائل المهيمنة فى تلك المناطق نظرًا لتلقيها الدعم المباشر من الجيش التركي، وانتشرت فى بداية النزاع السورى فى جسر الشغور بمحافظة إدلب، وأحياء بستان الباشا والحيدرية والهلك بمدينة حلب.
ومرت فرقة «السلطان مراد» بعدة مراحل، حيث ظهرت فى بداية الصراع السورى على شكل كتيبة تضم عشرات المسلحين ضمن صفوفها، لتتطور فى شهر مارس ٢٠١٣ وتعلن نفسها لواء، بعد اندماجها مع عدة فصائل أخرى وهى «لواء السلطان محمد فاتح، لواء الشهيد زكى تركماني، لواء أشبال العقيدة»، ثم إلى تشكيل فرقة السلطان مراد فى يناير ٢٠١٥ بعد اندماجها ضمن هيكلية عسكرية موحدة تضم «لواء شهداء التركمان - لواء الأول مشاة - لواء الثانى مشاة - لواء المهام الخاصة - لواء اليرموك»، كما تعرف بأنها الأداة التركية لارتكاب الجرائم التى تحاول أنقرة النأى بنفسها عنها فى العلن، واتّهمت بممارسة التطهير العرقى بحقّ الأكراد فى مدينة عفرين، وشمال شرق سوريا، وإحلال موالين لتركيا محلّهم.
ويمتلك «لواء السلطان مراد» علاقات وثيقة بتنظيم جبهة النصرة الإرهابى فى ريف حلب وإدلب، بتنسيق من المخابرات التركية أيضًا، كما يمتلك علاقات قوية مع تنظيم داعش حيث يضم فى صفوفه العشرات من العناصر الموالية للتنظيم الإرهابي.


الانتقال إلى ليبيا
سعت تركيا إلى نقل تلك العناصر من سوريا إلى ليبيا للاستفادة من خبراتهم الميدانية فى تنفيذ عمليات إرهابية ضد قوات الجيش الوطنى الليبى بقيادة المشير خليفة حفتر، والذى أحرز تقدمًا ملحوظًا فى الفترة الأخيرة على الميليشيات المسلحة الموجودة وبكثرة فى طرابلس، ما جعل حكومة الوفاق تستنجد بتركيا للتدخل العسكرى البرى والبحرى والجوى فى ليبيا.
وفتح أردوغان الباب على مصراعيه أمام الميليشيات المسلحة فى شمال سوريا للانضمام إلى جانب الوفاق فى ليبيا مقابل أجر مادي، حيث انطلقت فرقة السلطان مراد من ريف حلب الشمالى باتجاه ولاية غازى عنتاب التركية، ومنها إلى العاصمة الليبية طرابلس، حيث بدأت عملية نقل المسلحين منذ أكتوبر ٢٠١٩، حينما أقامت أنقرة جسرًا جويًّا عبر أراضيها لنقل المتطرفين، وتعاقدت تركيا مع فرقة السلطان مراد، لمدة ٣ شهور قابلة للزيادة، مقابل ٢٠٠٠ دولار شهريًّا، بجانب خدمات الإعاشة والتسكين التى ستقدمها لهم حكومة الوفاق فى طرابلس، وتم إرسال ما يقرب من ٣٠٠ عنصر مسلح حتى الوقت الراهن.



أبرز الانتهاكات
كانت فرقة السلطان مراد قاتلت بأوامر تركية فصائل مقاتلة أخرى فى سوريا، فى صراع على النفوذ، ونفّذت سياسة تركيا ودعايتها بأنها قامت بطرد مسلحى «داعش» من مدينة الباب على بعد ٤٠ كيلومترًا شمال شرقى حلب، وكان أردوغان قد لعب دورًا رئيسيًّا سنة ٢٠١٦ فى التفاوض على خروج آمن من حلب للمسلحين التابعين له، وأغلبهم من التركمان والعرب المنضمين فى إطار فرقة السلطان مراد، الذين ساندهم على مدى خمسة أعوام.
ويعد سجل الفرقة حافلًا بالجرائم البشعة وعمليات الخطف والابتزاز والاغتصاب، والتى كانت مدينة عفرين المحتلة ساحة لها من خلال عمليات النهب والسرقة والقتل والخطف، أيضًا لم يسلم أهالى عفرين من حالات الاعتقال والخطف بتهمة الانتماء إلى وحدات حماية الشعب وقوات الدفاع الذاتي، وهى الذريعة التى دائمًا يستخدمها عناصر الفرقة لاعتقال وخطف المدنيين، وازدادت انتهاكات هذه الفرقة لتطال المكونات السورية الأخرى.
وارتكبت الفرقة جريمة فى مدينة أعزاز شمال حلب، فى وقت سابق، حيث أقدم أحد قياديها الكبار على جريمة اغتصاب بحق زوجة أحد المعتقلين، وابتزازها ومن ثمّ إجبارها على الطلاق من زوجها السجين.