الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

السياسة الخارجية لـ"أردوغان" تكبد الاقتصاد التركي فاتورة ثقيلة.. تدخل تركيا في الشأن الليبي يزيد من احتمالات الصدام مع روسيا

أردوغان
أردوغان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لعل الخطوات غير المحسوبة التى اتخذتها أنقرة - المنهكة داخليًا - بعزمها دخول الأراضى الليبية؛ تحقيقًا لأطماع استعمارية بمساعدة حكومة الوفاق التى يتزعمها فايز السراج، والمحسوبة على جماعة الإخوان، تُعجل بنهاية نظام الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، لا سيما في ظل رفض دولى لتأجيج الأوضاع في ليبيا.
وشهدت الأيام الماضية رفع حالة التأهب لدى الجيش الوطنى الليبي؛ لمواجهة عمليات نقل مرتزقة أردوغان إلى الأراضى الليبية؛ ما دعا وزارة الخارجية التركية لإصدار بيان يطالب المجتمع الدولى بالتخلى عن دعم الجيش الليبي؛ لتسهيل مهام قوات تركيا في حال دخولها.
أعلن المشير خليفة حفتر، قائد الجيش الوطنى الليبي، النفير العام والتعبئة الشاملة لصد أى هجوم عسكرى تركى على ليبيا، داعيًا إلى السيطرة على العاصمة طرابلس الخاضعة لحكومة الوفاق المدعومة من تركيا.
وقال «حفتر» في خطاب بثه تليفزيون قناة «ليبيا الحدث»، الجمعة ٣ يناير ٢٠٢٠، إن بلاده مستعدة للمواجهة، وتقبل التحدى ورص الصفوف ونبذ الخلافات، مضيفًا: «نعلن الجهاد والنفير والتعبئة الشاملة، وعلى كل ليبى حر حمل السلاح، رجالا ونساء، عسكريين ومدنيين، لندافع عن أرضنا وعرضنا وشرفنا».
وأضاف: «العدو يحشد قواته اليوم لغزو ليبيا واستعباد شعبنا من جديد، وقد وجد من الخونة من يوقع معه اتفاقية الخنوع والذل والعار بلا سند شعبى أو دستورى أو أخلاقى لاستباحة أرضنا وسمائنا».
ولمّح «حفتر» إلى خيانة حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج، قائلًا: «لقد هرول الخونة لأسيادهم ليقبلوا أيديهم ويستجدونهم الإغاثة والنجدة، من هول ما أحاط بهم من كل جانب، بعد مشاهدتهم طلائع القوات المسلحة تتقدم لتدك أوكارهم في قلب العاصمة، والمعركة اليوم لم تعد من أجل تحرير العاصمة، بل يشتد سعيرها حربا ضروسا في مواجهة مستعمر غاشم يرى في ليبيا إرثهم التاريخى ويحلم باستعادة إمبراطورية بناها أجداده بطوب الفقر والجهل والتخلف والغطرسة وقهر أمة العرب ونهب ثرواتها».
ووجه «حفتر» رسالة إلى الأتراك داعيًا إياهم للانتفاض ضد «أردوغان»، واصفًا إياه بـ«المغامر المعتوه» الذى يدفع جيشه إلى الهلاك ويشعل الفتنة بين المسلمين وشعوب المنطقة بأسرها إرضاء لنزواته.
بدورها، قالت الكاتبة التركية نسرين باس، إن السلطة التركية التى وقفت لسنوات طويلة على حدود اللامعقولية، والتى تنظر إلى السياسة الخارجية، باعتبارها امتدادًا لسياستها الداخلية، ستستمر في عام ٢٠٢٠ كذلك في اتباع نفس السياسة، بل إنها ستزيد من مناخ الخوف والقمع في الداخل.
وأشارت إلى السياسة الخاطئة التى اتبعها «أردوغان» في سوريا، وتورطه في الحرب هناك، ومحاولاته المستمرة لخلق واقع جديد على الأراضى السورية، بالاستعانة بالجماعات الإرهابية، التى يطلقون عليها اسم الجيش الوطنى السوري، معتبرة أنه أضاف إليها خطوة خاطئة أخرى، عندما قرر التدخل عسكريًا في ليبيا.