الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

إيران ترسم خارطة تركيا الدينية برؤية طائفية.. وإقامة جامعة إسلامية دولية في إسطنبول لتدريس المذهب الشيعي وتياراته الحديثة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
للدين أثره في نفوس الشعوب، خاصة في منطقة الشرق الأوسط، التى يرتبط مواطنوها به بصورة كبيرة، وهو ما يسعى بعض الحكام إلى استغلاله، كما هو الحال في مثلث «قطر، وتركيا، وإيران»، إذ تعد اتفاقية التعاون الدينى المشترك بين طهران وأنقرة خير مثال على ذلك.
وتسعى كل من إيران وتركيا إلى التوغل ثقافيًّا وفكريًّا في الأخرى، بما يخدم مصالحها على الجانب الأيديولوجي، ويساعدها في إحداث تغيير ديموجرافى ولو بصورة طفيفة، والهدف الأساسى هو تغيير عقلية وطريقة تفكير المواطنين بما يخدم المصالح العليا.


مؤخرًا زار رئيس رابطة الثقافة والعلاقات الإسلامية في إيران «أبوذر إبراهيمى تركمان»، تركيا، وكان في استقباله رئيس الشئون الدينية «على أرباش»، وشهدت الزيارة أحداثا مهمة، أبرزها توقيع اتفاقية ثنائية بين الطرفين.
ووفقًا لصحيفة «زمان» التركية في ٣١ ديسمبر ٢٠١٩، تكون الاتفاق من ١٨ بندًا، تتضمن ترجمة ونشر كتب دينية خاصة بعلماء البلدين، والسماح لرجال الدين الإيرانيين المختصين في الفقه بإلقاء محاضرات داخل كليات الشريعة في أنقرة.
كما كشفت صحيفة «ميبا نيوز» التركية نقلًا عن جريدتى «برس تى في» و«فارس نيوز» الإيرانيتين، أن الاتفاقية تتضمن أيضًا تنظيم أنشطة وفعاليات دينية مختلفة ما بين الطرفين.
لم تتضح تفاصيل الزيارة إلا بعد عدة أيام من حدوثها، حيث التزم الطرف التركى أقصى درجات الحذر، وبالنظر إلى الموقع الرسمى لرئاسة الشئون الدينية التابع لرئاسة الجمهورية التركية، نجد أنه تمت تغطية الخبر تحت عنوان «عندما ترتفع الحرائق في العالم الإسلامي، يجب أن تكون آلامنا ومتاعبنا وأدعيتنا مشتركة».
وتناول الخبر الزيارة من خلال حديث الطرفين عن القضية الفلسطينية، وضرورة دعمها بصورة إقليمية، بالإضافة إلى انقسام العالمين العربى والإسلامى والنزاعات المنتشرة به.
وركز الموقع التركى على العبارات والشعارات الرنانة مثل: القضية الفلسطينية والمسجد الأقصى وغيرهما، بهدف صنع صورة ذهنية جيدة عن اللقاء لدى المتابعين.


ورغم نقل الموقع الرسمى لرابطة الثقافة والعلاقات الإسلامية الإيراني، تفاصيل اللقاء بصورة مقاربة من الموقع التركي، فإن الأخبار التالية كانت أكثر وضوحًا، إذ بدأ في نشر تفاصيل اللقاء بعد يومين من حدوثه، ناقلًا على لسان رئيسه «أن توقيع مذكرة تفاهم التعاون المشترك يمهد لتنمية العلاقات الدينية بين البلدين»، معتبرًا أنها خطوة عملية لتنمية التعاون المشترك والمتبادل بينهما، على حد تعبيره.
كما أوضح الموقع الإيرانى في تقرير آخر نقلًا عن وكالة الأنباء القرآنية الدولية «إكنا»، افتتاح رئيس رابطة الثقافة والعلاقات الإسلامية معرضًا قرآنيًّا مشتركًا خلال وجوده في أنقره، ضم تفسير «الخميني» للقرآن الكريم، بالإضافة إلى عدة تفاسير أخرى مثل «تفسير تسنيم، والحداد»، واستمر المعرض لمدة أسبوع، في مقر منظمة الشئون الدينية التركية.
وسعت تركيا إلى إقناع العالم العربى السنى بأنها تسعى لتكوين هلال سنى في وجه الهلال الشيعي، لكنها أخفت وراء هذه الشعارات علاقات جيدة مع إيران، ليس فقط على المستويين الاقتصادى والسياسي، ولكن أيضًا على المستوى الديني.
وظهر هذا التعاون في عدة مناسبات، منها اجتماع رئيس هيئة الشئون الدينية التركية «على أرباش» مع عميد جامعة المذاهب الإسلامية الإيرانية محمد حسين مختاري، في ١٧ سبتمبر ٢٠١٨، بهدف بحث سبل التعاون بين الجامعات الدينية في البلدين. واعتبر «أرباش» خلال اللقاء أنه من المهم تبادل الرؤى والأفكار بين الأساتذة في جامعات البلدين، وتحديدًا على مجال العلوم الدينية.
وأضاف أن تركيا تهدف لإقامة جامعة إسلامية دولية في إسطنبول، على أن يتم الانتهاء منها في عام ٢٠٢٠، وسوف يتم استقطاب أعضاء هيئة تدريس من جامعة المذاهب الإسلامية الإيرانية لتدريس المذهب الشيعى والتيارات الشيعية الحديثة في الجامعة التركية.