الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

قاسم سليماني.. "الدموي" عاشق الدمار يرى الحرب جنة البشر.. أسس الميليشيات المسلحة في عدة دول عربية وأجنبية.. وكان يعامل الشيعة العرب بتعال ويزجهم في الصفوف الأمامية للقتال

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يعتبر قاسم سليماني هو الرجل القوى الثانى في إيران بعد المرشد الأعلى، علي خامنئي، حيث تولى قيادة فيلق القدس منذ 1998 خلفًا لأحمد وحيدي، ويعتبر من قدامى المحاربين في الحرب العراقية الإيرانية في الثمانينيات، حيث قاد فيلق 41 المعروف باسم ثار الله.


وكان لسليمانى الدور في العديد من العمليات الإرهابية في الشرق الأوسط، فضلا عن تقديم المساعدة العسكرية للميليشيات التى تدعمها إيران، وقدّم، منذ فترة طويلة، مساعدات عسكرية للشيعة في العراق وحزب الله في لبنان وحركة حماس في الأراضى الفلسطينية.
وقالت وكالة "أسوشيتيدبرس" الإخبارية، إن الإيرانيين يعتبرون قاسم سليمانى أيقونة المقاومة للضغط الأمريكى الذى تمارسه واشنطن على بلادهم منذ نحو أربعة عقود.
نجا سليمانى من الموت أكثر من مرة خلال الحرب الإيرانية في الثمانينيات ضد العراق، ثم تولى قيادة فيلق القدس في التسعينيات، وكان المسئول عن العمليات الخاصة بالسياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية.
لم يكن سليمانى معروفًا في إيران حتى الغزو الأمريكى للعراق في عام ٢٠٠٣، ومع مرور الوقت أصبح أهم القادة العسكريين في بلاده، وأضافت الولايات المتحدة اسمه على القائمة السوداء، وأدرج على قائمة العقوبات الدولية في عام ٢٠٠٧، ولكن رحلاته إلى الخارج استمرت.
منذ صعوده على الساحة السياسية كثرت الشائعات عن مقتل سليمانى واغتياله، ففى عام ٢٠٠٦ أفادت أنباء بأنه قُتل جراء حادث تحطم طائرة في شمال غرب إيران، وفى عام ٢٠١٢ قيل إنه توفى إثر قصف جوى على العاصمة السورية دمشق، وفى عام ٢٠١٥ ذكرت وسائل إعلام إنه توفى بعد إصابته بإصابات خطيرة في حلب السورية.
في مقابلة أجريت معه في عام ٢٠٠٩، قال سليمانى إن جبهة الحرب هى جنة البشر المفقودة، وتابع: «يتحدث الناس عن شكل واحد للجنة، وهو المليء بالحوريات الجميلة والساحات الخضراء، ولكن هناك نوعا آخر، وهو ساحة الحرب».
وولد قاسم سليمانى في الـ١١ من مارس ١٩٥٧ في قرية رابور، التابعة لمحافظة كرمان، جنوب شرقى إيران، وانضم إلى الحرس الثورى الذى تأسس عام ١٩٧٩.
وبدأ حياته العسكرية بالمشاركة في قمع انتفاضة الأكراد على جبهة مهاباد، عام ١٩٧٩، وتطوع للمشاركة في الحرب الإيرانية - العراقية (١٩٨٠-١٩٨٨ ) حيث أصبح قائدا لفيلق «٤١ ثأر الله» بالحرس الثورى وهو في العشرينيات من عمره، ثم رقى ليصبح واحدا من قادة الفيالق على الجبهات.
وتولّى سليمانى قيادة «فيلق القدس» عام ١٩٩٨، حيث اشترك بعد عام مع قوات الحرس الثورى وجماعات الضغط المتطرفة المقربة من المرشد خامنئى والأنصار المتشددين لنظام إيران الديكتاتورى في قمع انتفاضة الطلاب في يوليو ١٩٩٩.
وأصبح نفوذ سليمانى داخل المؤسسة العسكرية الإيرانية جليا في ٢٠١٩ عندما منحه خامنئى ميدالية وسام ذو الفقار، وهو أعلى تكريم عسكرى في إيران. وكانت هذه المرة الأولى التى يحصل فيها قائد عسكرى على هذه الميدالية منذ تأسيس الجمهورية الإسلامية في عام ١٩٧٩.
ووفقا لتحقيق نشرته صحيفة «نيويوركر» الأمريكية، فإن سليمانى سعى منذ تسلمه قيادة فيلق القدس إلى إعادة تشكيل الشرق الأوسط ليكون لصالح إيران، وعمل كصانع قرار سياسى وقوة عسكرية: يغتال الخصوم، ويسلّح الحلفاء. يرجع لقاسم سليمانى الفضل في تأسيس الميليشيات المسلحة في عدة دول عربية وأجنبية، أبرزها في العراق وسوريا ولبنان واليمن وباكستان وأفغانستان ونيجيريا.


وعرف عنه توليه المهام الصعبة في حالة التوتر بين الثورة الإيرانية وأى دولة، وهو ما تم بالفعل من خلال تكليفه من قبل على خامنئى بتدريب المقاتلين العرب في البوسنة؛ بهدف إرسالهم عبر الحدود الإيرانية الأفغانية في عامى ١٩٩٦ و١٩٩٧ بعد تصاعد التوتر بين إيران وحركة طالبان خلال حكمها لأفغانستان، وهو ما دفعه إلى القول بأن «الجنوب اللبنانى والعراق يخضعان لإرادة طهران، والأردن مرشح لثورة إسلامية».
وآخر الأدوار التى لعبها سليمانى قبل مقتله هو مواجهة الاحتجاجات الشعبية المناهضة للنظام العراقي، إذ زار سليمانى بغداد عدة مرات خلال الأشهر الأخيرة، في محاولة منه لقمع التظاهرات وإخمادها، وحماية أذرع طهران في البلاد. 
وأوضح معهد واشنطن حقائق جديدة عن العلاقة بين إيران وميليشيا الشيعية وفى مقدمتها ميليشيا حزب الله اللبنانى وكيفية استغلال قائد ميليشيا الحرس الثورى قاسم سليمانى لعناصر الحزب وزجهم بالصفوف الأمامية للمعارك وقطع الرواتب عنهم وازدرائه للشيعة العرب. وذكر التقرير: «اشتكى العديد ممن أجريت مقابلات معهم من «القسوة» و«الغطرسة» التى يعامل بها الإيرانيون المقاتلين العرب».