السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

القس بولس حليم يكتب: ويدعون اسمه عمانوئيل (الله معنا)

القس بولس حليم
القس بولس حليم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أرسل جبرائيل الملاك من الله إلى مدينة من الجليل اسمها ناصرة إلى عذراء مخطوبة لرجل من بيت داود اسمه يوسف واسم العذراء مريم.." (لو 1: 26، 27). وبشرها بميلاد السيد المسيح حسب ما تنبأ به أشعياء النبي قبل مجئ السيد المسيح إذ كتب يقول: "يعطيكم السيد نفسه آية، ها العذراء تحبل وتلد ابناً وتدعو اسمه عمانوئيل (أي الله معنا)" (سفر اشعياء 7: 14). وقد كتب أشعياء كتابه قبل السيد المسيح بحوالي 700 سنةّ. (أن المخطوطات الأصلية لسفر أشعياء موجودة اليوم في المتحف في القدس). وهذا فعلاً ما حدث، إذ وُلد السيد المسيح من عذراء حسب النبوة.
جميل هذا الاسم الذي دعي به السيد المسيح في مولده، عمانوئيل (الله معنا).
اسم فيه الكثير من التعزية، إذ فيه الكثير من حب الله لنا.
فالله محبة والإنسان ثمرة حب الله وعلامة هذه المحبة هو وجود الله وسط شعبه وكان الرب يسير وسط الجنة وآدم وحواء يتمتعان بالوجود مع الله ولكن دخلت الخطية إلى العالم وانفصل الإنسان عن الله فعاش في أنانيته في خوف وقلق واضطراب وجاء ميلاد السيد المسيح ليعيد الإنسان إلى حضرة الله. 
إن بركة عيد الميلاد هي هذه: أن نشعر، أن الله في وسطنا، ساكن معنا، وساكن فينا.
الله في الحقيقية يحب البشر جدًا، مسرته في بني البشر. يحب أن يهب الإنسان لذة الوجود معه، ويحب قلب الإنسان كمكان لسكناه.
إن الله ينظر إلى قلبك ويقول: "هذا هو موضع راحتي إلى أبد الأبد. ههنا أسكن لأني اشتهيته" (مز132: 14).
فهل قلبك مسكّن لله؟ 
الله يسكن في القلب الوديع المتواضع الذي يحب الخير والجمال ويفرح بالحق ويمجد الله في حياته وعبادته ويترجمها في سلوكياته.
فماذا يستفيد الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نعمة الوجود مع الله.. فستظل قلوبنا قلقانة ومضطربة حتى تجد راحتها في الله ورسالة الميلاد هي فرحة.. فرحة الوجود مع الله ومجد لله في الأعالي وسلام على الأرض.