الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

حلف الناتو يلتزم الصمت أمام تجاوزات أردوغان.. سياسات الرئيس التركي تؤدي إلى التوتر بين تركيا والأطلسي

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
شهدت العلاقات بين حلف شمال الأطلسى «الناتو» وبين تركيا توترًا في الآونة الأخيرة، وإثارة حفيظة بعض أعضاء الحلف، بسبب محاولات تركيا الكثيرة بتجاوز قوانين الحلف، منها العملية العسكريَّة التركيَّة في شمال سوريا، واقتناء أنقرة لمنظومة الصواريخ الروسية «إس-٤٠٠»، التى قد تعيد النظر في وضع أنقرة كعضو في الحلف، ونشاط تركيا السياسى والعسكرى المستجد في ليبيا.
مستقبل تركيا في الحلف
تتزايد الاحتمالات تجاه لجوء حلف الناتو نحو إقصاء تركيا من داخل الحلف، خاصةً وأنها بدأت تنتهج سياسات أحادية الجانب من شأنها إلحاق الضرر بالخطط الأمنية الجماعية للدول المنضمة إليه، ومن ثم يبقى هناك احتمالان يتمثلان في استغناء تركيا عن بعض السياسات المتعلقة بالتقارب مع الجانب الروسى، أو فيما يتعلق باستهداف حلفاء الحلف والضغط عليهم، أو المسار الآخر المتمثل في فرض عقوبات سياسية واقتصادية وعسكرية من شأنها بلورة بيئة ضاغطة على أنقرة للحيلولة دون وقوع الافتراض المتعلق بخروج تركيا بشكل نهائى من الحلف.
كما أن من المحتمل أن تلجأ الدول الأوروبية بصورة خاصة منفردة وجماعية بفرض عقوبات على تركيا كامتداد للتوترات والتهديدات التركية المتعلقة باستفزاز الجانب الأوروبى ومساومته؛ خاصةً أن العلاقات بينهما تشهد حالة من التوترات المتصاعدة في نمط العلاقات الثنائية بينهم، ومن ثم فمن المرجح أن تنعكس تلك العلاقة على مستقبل ومصير استمرار التواجد التركى داخل الحلف.
خلافات متباينة
لجأت تركيا لممارسة نشاط تدخل في إطار محاولات إحياء الإمبراطورية العثمانية بعد أن بات دخولها الاتحاد الأوروبى مستحيلًا، وبحثت عن عمق استراتيجى في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
ومن بين تلك النشاطات، التدخل التركى في شمال سوريا ضد الأكراد، الذين كانوا حليفًا قويًّا على الأرض بالنسبة للحلفاء الغربيين، وخصوصًا الولايات المتحدة، في الكفاح ضد تنظيم «داعش» في سوريا، وتوقفت العمليات العسكرية التى أطلقتها في الشمال السورى بعد أيام من انطلاقةا، إثر الاتفاق التركى الروسى بشأن تسيير دوريات عسكرية مشتركة على الحدود السورية التركية، وهددت العملية العسكرية الأمن القومى لدول الاتحاد الأوروبى؛ نظرًا لوجود أعداد كبيرة من الدواعش داخل مخيمات شمال شرق سوريا، وكذلك داخل السجون التى تسيطر عليها وحدات الشعب الكردية التى تعتبرها أنقرة إرهابية.
واتسمت العلاقات التركية مع حلف الناتو بالبرود، ولوح أردوغان بإلغاء صفقة اللاجئين مرارًا التى أبرمت مع تركيا لإعادة توطين العديد من المهاجرين على الأراضى التركية.
وتزايدت التوترات بين أنقرة وحلف الناتو، بشأن منظومة «إس-٤٠٠» التى تسببت في خلافات بين الحكومة التركية وشركائها في الحلف، لامتناع تركيا عن حماية مجالها الدولى بنظام دفاع صاروخى، واقتنائها لصواريخ روسية الصنع من الخصم، وكانت هناك تحفظات من قبل الغرب على هذه المنظومة.
وجاء رد الولايات المتحدة على هذه الخطوة، فأقرت معاقبة تركيا بحرمانها من سلاح الجو التركى، ما يسمى برنامج طائرات «إف-٣٥»، رغم مشاركتها في صنعها.