الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

شبح "الصدأ الأصفر" يطارد مزارعي القمح من جديد.. اندثار أصناف جيزة 144 وسخا 69 وسدس 12.. وخبراء: التغيرات المناخية السبب.. ويجب الالتزام بالخريطة الإرشادية لـ"الزراعة"

 الصدأ الأصفر
الصدأ الأصفر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مرة أخرى، عاد مرض "الصدأ الأصفر" إلى دائرة الضوء بعد ما يُقارب من عام منذ ظهوره في محافظات كفر الشيخ والإسماعيلية والدقهلية، ليُشكل كابوسًا جديدًا لمزارعي القمح بعدد من المحافظات؛ حيث تقدم، قبل أيام قليلة، عدد من مزارعي القمح بمركز تلا، محافظة المنوفية، بشكاوى إلى النقابة العامة للفلاحين، يؤكدون فيه تلف محاصيل القمح بعد ظهور الصدأ الأصفر نتيجة "رش" مبيدًا لمكافحة الحشائش الضارة.

والصدأ الأصفر يُعد من أخطر أمراض القمح التي تنتشر في شمال ووسط الدلتا أكثر من غيرها، خاصة مع انخفاض درجات الحرارة خلال الشتاء وتزايد معدلات تساقط الأمطار والرطوبة وانتشار الرياح، حيث يُهاجم الصدأ الأصفر كل من أوراق وسنابل القمح، ما يؤثر على جودة المحصول وسلامته، ويتسبب في تعرض حبوب وأوراق القمح للتلف والضرر الشديد، ما يُعتبر خسائر مادية فادحة لمزارعي القمح.
وظهر الصدأ الأصفر لأول مرة في البيئة الزراعية المصرية في أواخر الستينيات، ثم منتصف التسعينيات، غير أن التغيرات المناخية في السنوات الأخيرة وفي مقدمتها انخفاض درجات الحرارة بشكل كبير وطول ليالي فصل الشتاء، ونزول الصقيع، تسببت في نشاطه مرة أخرى في محافظات الدلتا ووجه بحري، وهو ما نتج عنه اندثار عدد من أصناف القمح مثل "جيزة 144" و"سخا 69" و"سدس 12".
وفي محاولة للوقوف على حقيقة تسبب "رش" أحد المبيدات في انتشار مرض الصدأ الأصفر بزراعات القمح بمركز تلا المنوفية، شكلت وزارة الزراعة لجنة، منتصف الأسبوع الجاري، توجهت إلى الزراعات المتضررة للكشف عن حقيقة الأمر، ومعاقبة المسئولين عن الأزمة في حالة ثبوت حقيقة الواقعة، إضافة لتعويض المزارعين المتضررين، وذلك في إطار الحفاظ على ثروة مصر الزراعية من الإهمال والعبث.

وقال حسين أبوصدام، نقيب الفلاحين، إنه على رأس الأسباب التي تسببت في انتشار الأمراض الفطرية في محصول القمح، وخاصة مرض الصدأ الأصفر، هو نقص مناعة بعض أصناف القمح؛ مثل صنف القمح سدس 12 الذي كُسِرت مقاومته لهذا المرض، فضلًا عن انخفاض درجات الحرارة خلال الشتاء أكثر من اللازم وتزايد معدلات تساقط الأمطار والرطوبة وانتشار الرياح وعدم اتباع طرق المكافحة الطبيعية.
وأضاف أبوصدام لـ"البوابة نيوز": "الصدأ الأصفر مرض فطري يهاجم كلا من الأوراق والسنابل، ويسبب خسارة كبيرة ومدمرة للمحصول نتيجة تعرض الحبوب للتلف والضرر الشديد، وله آثار كارثية على الإنتاجية، حيث أدى في بعض المحافظات العام الماضي مثل محافظة كفر الشيخ والإسماعيلية إلى كسر بعض أصناف القمح لمقاومتها لهذا الفطر، ما أجبر وزارة الزراعة إلى التوعية بعدم زراعة هذه الأصناف مجددًا بمحافظات وجه بحري ومنها أصناف؛ جيزة 11 والصنف سدس 12 والصنف شندويل".

من جانبه يُفرق الدكتور سعيد خليل، المستشار الفني لوزارة الزراعة السابق، رئيس لجنة الزراعة بحزب الحرية المصري، بين ما حدث في محصول القمح بتلا المنوفية وبين مرض الصدأ الأصفر قائلًا: "في تلا؛ تم استخدام مبيدات لمقاومة الحشائش الرفيعة والعريضة، ما أثر على الحشائش وعلى القمح معًا، حيث قضى فيها على 50% من محصول القمح لبعض الفلاحين، وبعد وصول شكوى لوزارة الزراعة، شُكلت لجنة برئاسة مدير معمل الحشائش بمركز البحوث الزراعية للمعاينة على أرض الواقع، لمعرفة أسباب الكارثة. 
وأضاف خليل لـ"البوابة نيوز": "أما مرض الصدأ الأصفر في القمح فهو يظهر بداية من شهر مارس كُل عام؛ ومقاومته تبدأ باتباع إرشادات وزارة الزراعة فيما يخص الخريطة الإرشادية لزراعة الأصناف على مستوى الجمهورية، حيث إن زراعة بعض الأصناف تنجح في مناطق ولا تنجح في أخرى، لأن درجة الحرارة مختلفة من منطقة لأخرى، وهو ما يستلزم اتباع الفلاحين للتوصيات التي توصى بها وزارة الزراعة، وفي حالة الالتزام بهذه التوصيات يُصبح تأثير الصدأ الأصفر على أوراق وإنتاجية القمح ضعيف".