الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

في عيد ميلاده.. محطات في مسيرة عالم الفضاء المصري فاروق الباز

فاروق الباز
فاروق الباز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يعد العالم فاروق الباز من أشهر علماء الفضاء في العالم وحقق الكثير من الإنجازات والاكتشافات العلمية المهمة وتقلد أرفع المناصب العلمية حتى بلغ مكانة دولية مرموقة ونبغ في علم جيولوجيا القمر وأعطى الصحراء اهتماما خاصا، فراح يفتش عن كنوزها ويكشف أسرارها في دراساته العديدة فكان بحق عاشق الصحراء الأول.
ولد فاروق الباز في مثل هذا اليوم 1 يناير 1938 وكان يتمنى أن يكون طبيبا جراحا للمخ، ولكن مجموعه في الثانوية العامة لم يؤهله للالتحاق بكلية الطب فالتحق بكلية العلوم قسم "كيمياء - جيولوجيا" جامعة عين شمس، وبعد حصوله على شهادة البكالوريوس عام 1958م حصل على منحة لاستكمال دراسته بالولايات المتحدة وحصل على شهادة الماجستير في الجيولوجيا من معهد علم المعادن بولاية ميسوري الأمريكية عام 1961م ثم شهادة الدكتوراه في علم التكنولوجيا الاقتصادية عام 1964م.
اضطر فاروق الباز إلى العمل في معهد لم يسمع به من قبل حتى التقى أحد أصدقائه الفيزيائيين وكان حاصلًا على الهندسة النووية من روسيا واضطر إلى تدريس مادة الصوت والضوء في نفس المعهد الذي قدم إليه الباز أوراقه ونصحه بعدم استلام عمله حتى لا يفقد كل شيء فسحب الباز أوراقه بعد دقائق من تقديمها إلى إدارة المعهد.
بدأ رحلته بالسفر إلى الولايات المتحدة عام 1966م ولكن بعد بدء العام الدراسي لم تقبله أي جامعة فأخذ يبعث طلبات التحاق إلى شركات عديدة حتى بعثت إليه وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" للانضمام إلى فريقها الجيولوجي واستطاع بالبحث والدراسة أن يعرف كل شيء، حيث عكف طوال ثلاثة أشهر كاملة على دراسة أكثر من 4300 صورة للقمر اكتشف خلالها أن هناك ما يقرب من 16 مكانا مختلفا تصلح للهبوط على سطح القمر وبذلك أوكلت له مهمتين رئيسيتين في رحلة اكتشاف الفضاء "أبوللو" عام 1967 إلى عام 1972م وهما اختيار مواقع الهبوط على سطح القمر وتدريب طاقم رواد الفضاء على وصف القمر بطريقة جيولوجية علمية وجمع العينات المطلوبة وتصويره بالأجهزة الحديثة المصاحبة.
أدخله نجاح أبوللو التاريخ وظل اسمه شاغلا للصحافة ووسائل الإعلام لذلك تم اختياره في عام 1973م ككبير للمحققين في المراقبة الأرضية وتجارب التصوير الفوتوغرافي الخاص بالمشروع أبوللو سويز 1975م والذي كان هدفه تصوير المناطق الصحراوية في العالم وبخاصة صحراء شمال أفريقيا وشبه الجزيرة العربية وكان هذا البرنامج أمريكيا سوفيتيا مشتركا.
انتخب الباز عضوا في "الجمعية الأمريكية لتقدم العلوم" بعد أن جمع من خلال زيارته إلى الصحاري الأساسية في العالم بيانات تفيد في دراسته الخاصة بأصل ونشوء الجفاف في المناطق الطبيعية بالعالم، حيث نسق الدكتور الباز الرحلة الأولى التي قام بها العلماء الأمريكيون إلى صحاري جنوبي بحر الصين التي استغرقت ستة أسابيع ولكن وجد العالم أن هذه الرحلات تستغرق وقتلا طويلا لذلك قام بتحليل الصور الفضائية للصحاري بصورة أكثر تفصيلا باستخدام تقنية "الاستشعار عن بُعد" واستخدم طريقته في دراسة الصحراء الغربية المصرية وصحاري الكويت وقطر والإمارات وسلطنة عمان والهند وكانت تلك الطريقة أهم ما ميّز أبحاث الباز خلال دراسته للصحراء، حيث توصل إلى اكتشافات بالغة الأهمية منها اكتشافه المهم بأن الصحاري نشأت وتطورت نتيجة لاختلافات مناخية عالمية مبددا بذلك الاعتقاد الخاطئ بأن الصحاري من صنع الإنسان.
عمل كمستشار علمي للحكومة في عهد الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات، حيث تم تكليفه باختيار المناطق الصحراوية للتنمية وقام الدكتور الباز بتأسيس وإدارة مركز دراسات الأرض والكواكب في المتحف الوطني للجو والفضاء بمعهد سميثونيان بواشنطن وشغل في الفترة من 1982-1986م منصب نائب رئيس أنظمة العلوم والتقنية لدى مؤسسة "آيتك" للبصريات في مدينة "لكسنجتون" بولاية "ماساتشوستس" الأمريكية وأشرف على تطبيق استخدام الكاميرا ذات الاتساع على مكوك الفضاء، وساعد هذا النظام المتقدم للتصوير بشكل كبير في تصحيح برنامج الباز لدراسة الصحراء من الفضاء.
وفي سنة 1986م التحق الباز بجامعة بوسطن، وأسس مركز الاستشعار عن بُعد، حيث استخدم تكنولوجيا الفضاء في مجالات علم الآثار القديمة والجغرافيا وعلم الجيولوجيا، كما أنه طوّر طريقة للتنقيب غير المتلف لغرفة مغلقة تحتوي على قار مفكك في أدنى الهرم الأكبر في الجيزة، ونقل نتائج هذا الكشف في كتابه "العالم والمستقبل" الذي صدر عام 1991م، وهو نفس العام الذي شهد حرب الخليج الثانية، حيث كانت فرصته سانحة لنشر أفكار المياه الجوفية في امتداد الصحراء مع التركيز على التصدعات البيئية، وبالفعل قاد الباز فريقا من العلماء في بحثه لكشف أماكن المياه الجوفية في دول الخليج العربي كاملة، والتي كانت ناجحة ونقلت نتائج بحثه وسائل الإعلام العالمية، وفي سنة 1998م اختارت "ناسا" هذا المركز مثالًا يحتذى في مجال الاستشعار عن بُعد.
مؤلفاته:
يعتبر العالم فاروق الباز رئيس أو عضو لما يقرب من 40 جهة علمية، منها "أكاديمية العالم الثالث للعلوم"، وأصبح من مجلسها الاستشاري عام 1997م ، وعضوا في "مجلس العلوم والتكنولوجيا الفضائية"، ورئيسا لمؤسسة الحفاظ على الآثار المصرية، وعضوا في "المركز الدولي للفيزياء الأكاديمية في اليونسكو"، ومبعوث "الأكاديمية الأفريقية للعلوم"، كما أنه زميل "الأكاديمية الإسلامية للعلوم" بباكستان، وعضو مؤسس في "الأكاديمية العربية للعلوم" بلبنان، ورئيس "للجمعية العربية لأبحاث الصحراء".
وقام الباز بتأليف 12 كتابا علميا، منها أبولو فوق القمر، الصحراء والأراضي الجافة، حرب الخليج والبيئة، أطلس لصور الأقمار الصناعية للكويت، مصر كما رآها "لاندسات"، الصحاري والأراضي الجافة، كما أسهم بما يزيد على 200 بحث علمي للدوريات المتخصصة، وأشرف على عدد كبير من الدراسات العليا، وحاضر في مؤسسات علمية ومراكز بحث في جميع أنحاء العالم، وتبلغ أوراق الباز العلمية المنشورة إلى ما يقرب من 540 ورقة علمية، سواء قام بها وحيدًا أو بمشاركة آخرين، كما أنه اشرف على العديد من رسائل الدكتوراه.
كما حصل على ما يقرب من 31 جائزة، منها جائزة إنجاز أبوللو، الميدالية المميزة للعلوم، جائزة تدريب فريق العمل من "ناسا"، جائزة فريق علم القمريات، جائزة فريق العمل في مشروع "أبوللو" الأمريكي السوفييتي، جائزة "ميريت" من الدرجة الأولى من الرئيس المصري أنور السادات، جائزة الباب الذهبي من المعهد الدولي في بوسطن، وقد أنشأت الجمعية الجيولوجية في أمريكا، جائزة سنوية باسمه أطلق عليها "جائزة فاروق الباز لأبحاث الصحراء".