السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

إحسان عبدالقدوس.. لا تطفئ الشمس

إحسان عبدالقدوس
إحسان عبدالقدوس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
رغم كونه ولد ليجد الملعقة الذهب في انتظاره، لم يتكاسل ويتكئ على منجزات أسرته البرجوازية التي كانت كفيلة بأن تضمن له حياة كريمة طوال حياته دون متاعب، وإنما سلك طريقًا آخر، وأنتج روائع أدبية نجحت في تخليد اسمه في سماء المبدعين إلى الأبد؛ ليظل الكاتب الكبير إحسان عبدالقدوس متفردًا في كتاباته وفي تصوراته وتشبيهاته وأشخاصه على الورق.
نشأ إحسان في بيت جده لوالده الشيخ رضوان والذي تعود جذوره إلى قرية الصالحية محافظة الشرقية وكان من خريجي الجامع الأزهر ويعمل رئيس كتاب بالمحاكم الشرعية وهو بحكم ثقافته وتعليمه متدين جدًا وكان يفرض على جميع العائلة الالتزام والتمسك بأوامر الدين وأداء فروضه والمحافظة على التقاليد، بحيث كان يُحرّم على جميع النساء في عائلته الخروج إلى الشرفة بدون حجاب؛ وكانت والدته الفنانة والصحفية السيدة "روز اليوسف" سيدة متحررة تفتح بيتها لعقد ندوات ثقافية وسياسية يشترك فيها كبار الشعراء والأدباء والسياسيين ورجال الفن؛ هكذا كان ينتقل وهو طفل من ندوة جده حيث يلتقي بزملائه من علماء الأزهر ويأخذ الدروس الدينية التي ارتضاها له جده، وقبل أن يهضمها يجد نفسه في أحضان ندوة أخرى على النقيض تمامًا لما كان عليه لدى "روز اليوسف".
درس إحسان في مدرسة خليل آغا بالقاهرة، ثم في مدرسة فؤاد الأول، ثم التحق بكلية الحقوق بجامعة القاهرة التي تخرج منها عام 1942، وفشل أن يكون محاميًا فاتجه إلى الأدب؛ ليؤلف أكثر من ستمائة قصة قدمت السينما عددًا كبيرًا منها، وتولى رئاسة تحرير مجلة روز اليوسف التي أسستها والدته بعد ما نضج في حياته، وكانت له مقالات سياسية تعرض للسجن والمعتقلات بسببها، ومن أهم القضايا التي طرحها قضية الأسلحة الفاسدة التي نبهت الرأي العام إلى خطورة الوضع، وقد تعرض للاغتيال عدة مرات.
وقد منح الرئيس الراحل جمال عبد الناصر إحسان عبد القدوس وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى، ومنحه الرئيس الأسبق مبارك وسام الجمهورية وجائزة الدولة التقديرية في الآداب سنة 1989.