الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

كيف عالج الاغتيال إحسان عبد القدوس؟

الكاتب الكبير إحسان
الكاتب الكبير إحسان عبد القدوس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يظل الكاتب الكبير إحسان عبد القدوس من أوائل الروائيين العرب الذين تناولوا في قصصهم أشكال متنوعة من الحب، وتحولت أغلب قصصه إلى أفلام سينمائية، ويمثل أدبه نقلة نوعية متميزة في الرواية العربية، إذ نجح في الخروج من المحلية إلى حيز العالمية وترجمت معظم رواياته إلى لغات متعددة. وهو ابن السيدة روز اليوسف اللبنانية المولد وتركية الأصل وهي مؤسسة مجلة روز اليوسف ومجلة صباح الخير. أما والده فهو محمد عبد القدوس كان ممثلًا ومؤلفًا مصريًا.
تعرض إحسان خلال حياته لعدة محاولات اغتيال، كانت إحداها السبب في شفائه من أحد الأمراض التي ألمت به منذ صغره، وهي إصابته بتقلصات شديدية في المعدة، والتي لم يعرف الأطباء لها سبب أو علاج، حتى كانت محاولة الاغتيال االتي مثّلت الشفاء له.
ويقول الكاتب الكبير في حوار له نشر بمجلة الهلال مع الصحفي عبد التواب عبد الحي عام 1977، أنه في عام 1935 كان عمره 16 سنة، أصيب بحالة مرضية عجيبة مرض من الأمراض التي يسمونها الآن أمراضا " المسجسمية" أي أن السبب نفسي، لكن الأعراض عضوية "وكان المرض يداهمني فجأة في صورة تقلصات شديدة في المعدة، تتصاعد إلى المريء إلى الحلق تخنقني حتى الموت، إن لم أسارع وأتمدد على ظهري فورا لبرهة طويلة، متكررا ما داهمتني الحالة وانا في حفل أو في محل عام وأتمدد على ظهري، فيتهامس الناس" إحسان عبد القدوس سكران أصله تقل العيار شوية".
يحكي عن أول أزمة للمرض "انقطعت شهورا عن المدرسة، نصحني أبي أن أقرأ القرآن كعلاج روحي يساعد علاج الطبيب. قرآت القرآن بتفهم وتدبر ثلاث مرات، كنت أتلوه أحيانا بصوت مرتفع وأتدبر إيقاع اللفظ وجرسه، وموسيقى الصعود، والهبوط في كل آية، ومن الموسيقى اللفظية في القرآن أخذت موسيقى الكتابة، إن كنت تكتب فالصعب ان يكون لك أسلوب مميز، وإيقاع موسيقي يربط الجمل المنحوتة، بغير أن تمر بواحة القرآن، هل يمكن لموسيقار أن يلحن، دون ان يدرس الموسيقى الكلاسيكية، وهكذا القرآن أنه كلاسيكي الكتابة".
وتابع "من آيات الذكر تعلمت شيئا أخر أكثر أهمية، انه التفسير والقدرة العقلية عليه، كنت أقرأ وأرجع إلى كتب التفسير المختلفة، أجدها مختلفة فعلا، أحيانا غير مفهومة وروحت أفسر القرآن لنفسي، بنفسي، وفق قدراتي العقلية، هذا التدريب العظيم شحذ قدراتي العقلية، والأشياء والظواهر، ومن تفسير القرآن أنتقلت بعد ذلك إلى تفسير المجتمع السياسي، والعلاقات الاقتصادية، والتقاليد، تفسيرا اقبله أو أرفضه، أصبح لي موقفي كمفكر وكاتب والفضل للقرآن".
ويضيف إحسان "لازمتني الحالة العمر كله حتى سنة 1968 وحار في علاجها أطباء مصر وفرنسا وسويسرا وبريطانيا، الكل أجمع على روشتة واحدة للعلاج لا يمكن صرفها من أي صيدلية أن أتجنب الإنفعال، وأن أعيش العمر سعيدا إلى أن حدثت محاولة إغتيالي بسيارة دهستني عمدا، فكسرت ساقي واصبت دماغي بجراح دامية، لكن شفيت من جراحي وشفيت أيضا من تقلصات المعدة القاتلة، قال الأطباء: كان هناك خلل في جهازك العصبي وقد صححت صدمة الحادث هذا الخلل".