الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

الحكومة تحاصر ملوثات الهواء في 2019.. "البيئة" تعلن نجاح خطة محاربة السحابة السوداء.. وحملات موسعة على المنشآت الصناعية.. وخبير: خطوة مهمة للحفاظ على صحة المصريين

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
حاصرت الحكومة ملوثات الهواء على مدى 12 شهرا من عام 2019، لتعلن وزارة البيئة فرض سيطرتها على تلوث الهواء الحاد، واختفاء السحابة السوداء التي لطالما غطت سماء العاصمة المصرية والعديد من المحافظات خلال السنوات الماضية.
وخلال بيان لرصد جهود الدولة في مواجهة قضية نوبات تلوث الهواء الحادة أو كما تعرف بـ"السحابة السوداء" أعلنت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، عن النجاح الملحوظ في مواجهة التلوث من خلال تكثيف الجهود لمنع حرق قش الأرز الذي يعتبر النواة الرئيسية المكونة للسحابة السوداء، وقالت الوزيرة إن الدولة نجحت في تجميع وكبس 2.6 مليون طن من قش الأرز، والتي تم جمعها من خلال الأهالي والمتعهدين الذين يعملون تحت إشراف الوزارة "من خلال تقديم الدعم المالي والدعم بالمعدات"، بنسبة بلغت 98% من إجمالي قش الأرز المتولد من المساحة المنزرعة.




التوعية المجتمعية 
كما أوضح بيان البيئة أنه تم عقد (1907) ندوات للتعريف بالأضرار الناتجة عن حرق المخلفات الزراعية، وكيفية الاستفادة من قش الأرز، وجهود الوزارة في التعامل مع المخلفات الزراعية، بنسبة زيادة تجاوزت 27% مقارنة بالعام الماضي، وتوفير ما يقرب من 20600 فرصة عمل (7600 فرصة عمل مباشرة، و13000 فرصة عمل غير مباشرة) بمواقع الجمع من خلال المتعهدين، ذلك بخلاف فرص العمل الأخرى التي توفرت من خلال تجميعات الأهالي من خلال فتح عدد (759) موقع لتجميع قش الأرز على مستوى محافظات الدلتا، مما ترتب عليه توفير المعدات والعمالة اللازمة للسيطرة على الاشتعالات الذاتية بالمقالب الرئيسية بالقاهرة، وتخصيص محاور للمرور اليومي على المقالب للتعامل مع أي اشتغالات.


غلق أفواه التلوث
كما لفتت الوزيرة إلى أنه تم تنفيذ (460) حملة لفحص عادم المركبات على الطرق المختلفة بالقاهرة ومحافظات الدلتا، تم خلالها فحص عدد" 35.278" مركبة، حيث بلغت نسبة المركبات المتوافقة 82% من إجمالي السيارات التي تم فحصها، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية حيال المركبات المخالفة، بالإضافة إلى تنفيذ حملات ليلية للتفتيش وفحص عادم أتوبيسات هيئة النقل العام بالقاهرة الكبرى داخل الجراجات التابعة للهيئة، تم خلالها فحص (2527) أتوبيس نقل عام، حيث بلغ عدد الأتوبيسات غير المطابقة (1458) أتوبيسا بنسبة 58 % من إجمالي الأتوبيسات التي تم فحصها. رقابة مستمرة. 
وكثفت وزارة البيئة من حملاتها التفتيشية بالمرور على (4881) منشأة صناعية صغيرة ومتوسطة (مسابك – مكامير فحم – مصانع طوب – فواخير) طبقًا للاشتراطات البيئية، وقرارات السادة المحافظين بالغلق أثناء فترة الخريف لبعض المنشآت الملوثة للبيئة، واتخاذ الإجراءات القانونية حيال المخالفين، وقالت الوزيرة إنه تم التفتيش على (806) منشأة صناعية كبرى بالمناطق الصناعية (6 أكتوبر – العاشر من رمضان – بدر - العبور–أبو رواش – شبرا الخيمة – حلوان – 15 مايو ) حيث أسفرت هذه الحملات عن تحرير (642) محضرا بمخالفات بيئية للمنشآت الملوثة للبيئة.
خبراء البيئة أكدوا على أهمية كل الجهود المبذولة لمكافحة تلوث الهواء الذي من شأنه الإضرار وبشدة بصحة المصريين، وفي هذا السياق، أشاد الدكتور مجدي علام، مستشار وزير البيئة الأسبق، بجهود الحكومة في مكافحة تلوث الهواء لما له من مردود إيجابي على المجتمع.
وقال "علام" في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز" إن أية جهود تحد من تلوث الهواء والبيئة التي نعيش بها يجب أن تقابل بتشجيع وتقدير من المجتمع بكل فئاته، مؤكدا أن حماية البيئة من التلوث بشتى أنواعه سيكون له انعكاس مباشر على صحة المواطنين الذين يعيشون في مختلف محافظات مصر، كما أنه يدعم الجهود الدولية التي تسعى للحد من مخاطر تغير المناخ.
كما أشار إلى أن مكافحة تلوث الهواء على وجه التحديد يقي المصريين من مخاطر العديد من الأمراض التي ترتبط بالجهاز التنفسي والصدر والرئة، مشيرا إلى أن المحافظة على البيئة يعفي الحكومة من تحمل تكاليف باهظة لعلاج المواطنين من الآثار السلبية المترتبة على التلوث والتي تقدر بالملايين. 

أما الدكتور محمد ناجي، مدير مركز حابي للدراسات البيئية، فأكد أن الطريق لا يزال طويلا في مجال مكافحة التلوث البيئي، مشيرا إلى أن مصر لا تزال متأخرة في مكافحة الغازات الملوثة والصادرة من المركبات سواء الخاصة أو حافلات النقل العام، داعيا إلى ضرورة العمل على مراقبة هذا الأمر بشدة.
وطالب "ناجي" بضرورة العمل على الحد من الأدخنة التي تحمل السموم من الانطلاق في سماء المحافظات، داعيا إلى تكثيف الحملات التفتيشية على المنشآت الصناعية التي لا تزال تشكل خطرا على المنظومة البيئية سواء من خلال عدم الالتزام بتركيب فلاتر الهواء، أو صرف مخلفاتها في المجاري المائية ونهر النيل.