الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

ميليشيات نسائية في اليمن.. جماعة الحوثى تغرى أسر الفتيات والأطفال بالمال على خلفية الحالة الاقتصادية المتردية.. الحوثى يجند القاصرات في النزاعات المسلحة.. والمساجد والمدارس ساحات للتدريب

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحاول جماعة الحوثى السير على خطى إيران في تجنيد النساء، على خلفية نقص الأعداد المطلوبة للقتال في صفوف هذه الجماعة، والرغبة في تعويض الخسائر البشرية الناجمة عما يتم فقده في العمليات القتالية، واتهمت الحكومة الشرعية في اليمن ميليشيا الحوثى بتنفيذ عملية ممنهجة لاستدراج وتجنيد الطالبات في المدارس ضمن المناطق الواقع تحت سيطرتها.
وتشير بعض المصادر إلى انتشار عدد من النساء الإيرانيات في مناطق تواجد جماعة الحوثى باليمن لأغراض التدريب على الأعمال القتالية، ويتم إخضاع العناصر الجديدة من الفتيات لدورات تأهيلية عقائدية وعسكرية، بما يتضمن حمل السلاح والقيام ببعض الأعمال القتالية، الأمر الذى من المتوقع أن يكون له تأثير سلبى كبير على وضع المرأة اليمنية على المدى الطويل. 

تنظيم أخوات الباسيج 
كانت إيران من أولى الدول التى قامت بتجنيد النساء والفتيات فيما يتعرف باسم «تنظيم أخوات الباسيج»؛ وبدأت طهران في حشد الفتيات من المدارس والمساجد سيما في الفترة اللاحقة على قيام الثورة الإسلامية في إيران لعام ١٩٧٩ والحرب العراقية الإيرانية ١٩٨٠.
ففى البداية، كان دور المرأة في الباسيج مقصورا على التواجد في الخطوط الخلفية للقتال؛ الأمر الذى تمثل في تمريض المصابين، إعداد الطعام وتجهيز الأسلحة، ولكن تطور الأمر فيما بعد، واحتلت المرأة الصفوف الأمامية في المعارك والحروب.
وتعتبر حارسة الإمام الخمينى في باريس «مُرضية دباغ» من أبرز مؤسسى «تنظيم أخوات الباسيج»، والملهمة للفتيات المنضمين إليه، ولعب هذا التنظيم دورًا كبيرًا في قمع المعارضين وتصفية الخصوم؛ الأمر الذى اتضح خلال قمع النساء المشاركات في التظاهرات التى عرفت باسم الحركة الخضراء، التى اندلعت في عام ٢٠٠٩، واحتجاجات أواخر عام ٢٠١٧ وبداية ٢٠١٨ المنددة بتدهور مستوى المعيشة الناتج عن ذهاب الجزء الأكبر من موارد الجمهورية الإسلامية إلى تعميق النفوذ الإيرانى في المنطقة، من خلال دعم الميليشيات المنتشرة في عدد من العواصم العربية مثل اليمن، العراق، لبنان وسوريا. 
وكان لهذه الميليشيا النسائية دور كبير في قمع ومواجهة حركة «الأربعاء الأبيض»، التى أطلقتها معصومة مسيح على نجاد، مؤسسة موقع «حريتى المسلوبة»، وهى عبارة عن حركة تم تأسيسها على الإنترنت لمعارضة الزى المفروض من قبل السلطات المحلية داخل الجمهورية الإسلامية. 
وفى المقابل قامت القيادات النسوية في تنظيم أخوات الباسيج بتنظيم حملة الأربعاء الذهبي، من خلال مؤسسة العفاف والحجاب النسائية التابعة للباسيج للحديث عن أهمية الحجاب، وسيما داخل المجتمع الإيراني.
فمنح التجنيد في هيئة الباسيج قدرا كبيرا من الحرية للفتيات يفوق القدر الموجود لدى غيرهن؛ حيث تستطيع المرأة من خلال الانضمام للباسيج التخلص من سلطة الأب واختيار شريك حياتها بنفسها، فالمجتمع الإيرانى أبوى بطبعه، يفرض الكثير من القيود على حرية المرأة.

توظيف الحوثى للقاصرات 
لجأت جماعة الحوثى إلى تجنيد الفتيات منذ عام ٢٠١٤ داخل ساحات القتال، من خلال مجموعة من الوسائل التى تمثلت في الإغراء بالمال؛ حيث تقوم الجماعات الحوثية بإغراء أسر الفتيات والأطفال بالمال، على خلفية الحالة الاقتصادية المتردية وضعف مستوى المعيشة الذى تعانى منه هذه الأسر. 
على الجانب الآخر، تقوم جماعة الحوثى بتهديد القاصرات بالقوة؛ حيث يتم ترويع طالبات المدارس أو تهديد آبائهن بالقتل، من خلال حملة استقطاب داخل سكن الطالبات والمدن الجامعية تقوم بها الفتيات الأخريات التابعات لجماعة الحوثي، يتوازى ذلك مع استخدام النساء السجينات المحكوم عليهن بأحكام قضائية نتيجة غرامات مالية أو ديون غير مدفوعة وتدريبهن ضمن دورات مكثفة لقيادة العملية التدريبية لهؤلاء الفتيات. 
كما تحتل معسكرات الجيش، المساجد ودور العبادة فضلًا عن المدارس الحكومية مكانة كبيرة لدى جماعة الحوثى لتدريب القاصرات والأطفال على القتال في النزاعات المسلحة؛ حيث تستخدم ميليشيا الحوثى بعض المساجد لتدريب نوعية معينة من الفتيات مثل مسجد جامعة الإيمان بصنعاء، والذى تم تحويله إلى ساحة لتدريب الفتيات، استخدام مدرسة الثورة في مديرية أزال بصنعاء على استخدام بعض الأسلحة الخفيفة كالمسدسات والبنادق، فضلًا عن اللجوء لمعسكرات الجيش في حالة تدريب الفتيات على فك وتركيب الأسلحة، بالإضافة إلى بعض الحركات القتالية.
ومع التقدم التكنولوجي، بدأت جماعة الحوثى في استخدام الفتيات في أعمال استخباراتية؛ مثل تتبع المعارضين على وسائل التواصل الاجتماعي عبر تكوين مجموعات مختلفة في الشبكات الاجتماعية، من خلال إيهام الناس بأنهن معارضات للجماعة، الأمر الذى يمكنهن من التعرف على أكبر قدر ممكن من المعلومات عن المعارضين وبالتالي، سهولة الإيقاع بهم. وتهدف كتائب الزينبيات اليمنية من الانتشار عبر وسائل التواصل الاجتماعي لتضليل الرأى العام وابتزاز رجال الأعمال والمسئولين اليمنين عبر تلك المنصات، فضلًا عن التعرف على أبرز المواقع والتجمعات للتظاهرات المناهضة للممارسات الحوثية في اليمن، وبالتالي، سهولة قمعها.


وضع المرأة اليمنية 
احتلت المرأة اليمنية المرتبة الأخيرة بين دول العالم فيما يتعلق بمؤشر الفجوة بين الجنسين، سيما بعد سنوات القتال المريرة التى شهدتها اليمن بعد صعود جماعة الحوثى وبدء عملية الصراع في اليمن؛ وتسبب العنف في مقتل عشرات الآلاف من المدنيين ونشوء أزمة إنسانية مدمرة؛ تتحمل نتيجتها النساء والفتيات في أغلب الأحيان تحت وطأة الصراع اليومى من أجل البقاء.
يذكر أن تعرض الفتيات القاصرات للتدرب على حمل السلاح والقيام ببعض العمليات القتالية، فضلًا عن الوقوف في الصفوف الأمامية جنبًا إلى جنب مع الرجل في ساحة الحرب من شأنه أن يضعف قدراتها على الاهتمام بواجباتها الأسرية وأدوارها المجتمعية عندما يحتاجها المجتمع للقيام بهذا الدور. 
وتتعرض الفتيات والمرأة بشكل عام داخل اليمن لسوء تغذية على خلفية عدم وجود القدر الكافى من الطعام اللازم لغذاء الأسرة بأكملها، وعلى خلفية اعتبار المجتمع اليمنى من المجتمعات الذكورية الأبوية؛ حيث يأكل الرجال والفتيان أولًا، وإن تبقى شيء سيكون للفتيات والأمهات. 
ويشير بعض المحللين إلى أنه من المتوقع أن تظهر بارقة أمل من تحت الأنقاض، مستقبل تغيب عنه الحرب ويكون الدور الرئيسى للمرأة حاضرًا إلى حد كبير، ولكن ذلك لن يحدث بين عشية وضحاها، بل بفضل تعزيز التمكين الاقتصادى للمرأة ومساعدة صاحبات المشاريع على الوصول إلى التدريبات اللازمة لهن؛ حيث تقوم بعض النساء بتحويل مهاراتهن التقليدية سواء الطبخ أو الخياطة إلى عمل تجاري.
كما أدى تجنيد الفتيات من قبل جماعة الحوثى اليمنية واستمرار الصراع بين الحوثى والتحالف الدولى لدعم الشرعية إلى صعوبة وصول المساعدات الإغاثية من قبل الأمم المتحدة؛ من حيث الفئة المستهدفة بهذه المساعدات والتدريبات المهنية التى تهدف إلى تحسين وضع المرأة في ظل الأوضاع غير المستقرة الناتجة عن الحرب، على خلفية الدور الحوثى المراقب، المقيد والمانع لوصول هذا النوع من المساعدات باعتبار هذه الجماعة المستفيد الأول من حالة القهر والضغوط غير المسبوقة التى تتعرض لها المرأة في المجتمع اليمنى.