الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

الأخبار

احترسوا.. ماذا قال شيخ الأزهر عن فتاوى منع تهنئة المسيحيين بأعيادهم؟

أحمد الطيب
أحمد الطيب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
وجه فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رسائل ونصائح لطلاب المعاهد الأزهرية، قائلاً إن الله تعالى أنعم على الأمة الإسلامية بشريعة كريمة سمحة، سعد بها وبأحكامها المسلمون كل السعادة، وعاش في ظلها الوارف غيرهم من أهل الملل الأخرى آمنين مطمئنين.
وأشار الإمام الأكبر، إلى أنه رغم سماحة هذا الدين، ويسر أحكامه، ورحابة استيعابه للمخالفين له، فإنه بمرور الزمن طرأت على الفكر الإسلامي أنماط شاذة من التفكير غاب عن أصحابها حكمة الشريعة ومقاصدها العليا في التعامل مع أهل الأديان الأخرى، فانحرفت بالإسلام عن سماحته، وبالفكر الإسلامي عن وضوحه ونقائه، حتى رأينا ظواهر غير مألوفة ولا مقبولة في معاملة غير المسلمين.
واعتبر "الطيب"، أن هذه المعاملات السيئة تسببت في حدوث فتن وانقسامات واضطرابات بين أبناء الوطن الواحد، حتى غدا أفراده فريقين متخاصمين غير مؤتلفين، علما بأن المواطنة في الإسلام لا تفرق في الحقوق والواجبات بين الأديان المختلفة، فالكل يتمتعون بالحق نفسه في العيش في ظلال الوطن الذي هو حق للجميع.
وأشار إلى تطور الأمر بصدور فتاوى خاطئة ومغلوطة تمنع المسلم من أن يهنئ جاره أو صديقه المواطن المسيحي، وتحظر عليه أن يشاركه فرحه، أو يعزيه في مصابه، مؤكدا بشكل قاطع أن هذه الأمور تخالف هدي النبي صلى الله عليه وسلم، وهدي صحابته الكرام في حسن معاملة غير المسلمين، وبرهم واحترامهم. 
وقال الإمام الطيب، في رسالته التي نشرت في صحيفة صوت الأزهر، اليوم الأربعاء، لطلاب المعاهد الأزهرية بمناسبة صدور الطبعة الجديدة من كتاب الثقافة الإسلامية المقرر على طلاب المرحلتين الإعدادية والثانوية ونشرتها صحيفة صوت الأزهر في عددها الجديد الذي خصصته للاحتفاء بمناسبة بعيد الميلاد، إنه من المؤلم حقا أن تصدر مثل هذه الفتاوى من أناس ليسوا على علم بأصول الشريعة، ولا معرفة بمقاصدها العليا، ولا دراسة لحكمتها البالغة في التشريع، والأكثر ألما أن هذه الفتاوى صدقها الشباب واعتقدوا أنها مما جاء بها القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة، والحقيقة عكس ذلك كما ستعرفون من دراسة هذا الكتاب، إن شاء الله تعالى.
وأضاف: من أجل ذلك، رأت مشيخة الأزهر أن تعرض لهذه القضايا، وغيرها أيضًا، في هذا المقرر، في أسلوب حواري شائق جذاب، ونرجو أيها الأبناء أن تصرفوا عنايتكم وتركيزكم إلى استيعاب كل جملة، وكل كلمة جاءت في هذا المقرر المهم - بل البالغ الأهمية - وأن تنتفعوا بها في حياتكم، وتطبقوها بدقة في تعاملاتكم مع أصدقائكم من المسلمين وغير المسملين، وأن تجعلوا من توجيهاتها دستورًا إسلاميا، تطبقونه في حياتكم العملية، وأن تردوا بها على دعاوى المنحرفين، وأكاذيب الضحايا الذين وقعوا فريسة لأفكار الجماعات الإرهابية المتطرفة، فأضلتهم وأعمت أبصارهم». 
وأكمل: «نصيحتنا التي لا نمل من تكرارها على عقولكم ومسامعكم، أن تحترسوا أشد الاحتراس من أي فكر ضال منحرف يدعو إلى الإساءة إلى المسيحيين، أو إلى تكفير المسلمين، أو كراهية الوطن وقادته وجيشه وقوات أمنه، فكل هذه الأفكار هي أفكار خارجة عن هدي الإسلام وهدي رسوله صلى الله عليه وسلم، وأحكام شريعته التي أمرت المسلم بالإحسان إلى أخيه المسلم أيا كان مذهبه في الفقه أو العقيدة، كما أمرته بالبر وإلإحسان إلى غير المسلم، أيًا كان دينه، وأيا كانت عقيدته».
وأضاف: «اعلموا أيها الطلاب الأذكياء النجباء، أن الله تعالى لو أراد أن يخلق الناس على دين واحد أو لغة واحدة لخلقهم كذلك- سبحانه- شاء أن يخلق الناس مختلفين في أديانهم وعقائدهم ولغاتهم، {ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة}، فالقرآن الكريم يقرر أن الناس سوف يظلون مختلفين إلى يوم القيامة، وأن مرجعهم إلى الله، وهو محاسبهم». 
وتابع: «واعلموا أننا لسنا وحدنا في هذا العالم، وأن العلاقة بيننا وبين غيرنا هى علاقة التعارف والتعاون، وليست أبدا علاقة الصراع، أو حمل الناس على الإسلام بالقوة، أو الإساءة إلى أديانهم وعقائدهم»، فالناس فيما يقول الإمام على كرم الله وجهه: «إما أخ لك في الدين، وإما نظير لك في الخلق»، وكما تحب ألا يساء إليك، أو ينتقص من شأنك، فكذلك لا يجوز أن تسيئ إلى الآخرين، أو تنتقص من شأنهم.