الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

أزمة اقتصادية جديدة تواجه طهران.. الشعب العراقي يرفض دخول أي منتج إيراني لأراضيه.. ويدعم الصناعة المحلية.. وزيادة الإنتاج المحلي خمسة أضعاف منذ بدء الاحتجاجات

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ساعد الغضب من الخناق الإيراني على النظام السياسي في بغداد على دفع حركة احتجاج لم يسبق لها مثيل تسود العراق منذ شهر أكتوبر الماضى، ووجه النشطاء العراقيون ضربة جديدة للنظام الإيراني أصابته في مقتل، حيث دعوا إلى مقاطعة البضائع الإيرانية ورفض دخول أي منتج إيراني للبلاد دعمًا للصناعة المحلية. 



ومنذ الإطاحة بنظام صدام حسين من قبل الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003، فرضت طهران سيطرتها على جارتها، وامتد هذا التأثير إلى الساحة التجارية، حيث كانت الصادرات من إيران إلى العراق عشرة أضعاف تلك التي تتحرك في الاتجاه المعاكس. وباستخدام شعار "دعها تتعفن"، فإن المتظاهرين الذين خرجوا إلى الشوارع منذ الأول من أكتوبر للمطالبة بتغيير سياسي كامل يتجاهلون الآن كل شيء إيراني - من الفاكهة إلى المشروبات الغازية. 



وقال حاتم كريم، أحد النشطاء العراقيين المشاركين في التظاهرات، والبالغ من العمر 24 عامًا، في تصريحات لـ"وكالة فرانس برس": "تضرب المقاطعة عصفورين بحجر واحد، حيث تتيح لنا خلق وظائف للعراقيين، مما يعني أن أموالنا تبقى في البلاد. بل هناك أمل في أن تساعد المقاطعة في إحياء الصناعة المحلية، التي دمرتها أربعين سنة من الحرب المتقطعة، وعقد من العقوبات في عهد صدام، وسياسة غير فعالة منذ الغزو". 
ويوجد في الأسواق المفتوحة بأماكن الاحتجاجات مواقف تقدم منتجات "صنع في العراق" للمستهلكين الوطنيين، في بلد يعاني فيه واحد من كل أربعة شباب من العاطلين عن العمل.



ورغم أن العراق ثاني أكبر منتج للنفط في منظمة أوبك، لكن أكثر من نصف عائدات النفط والغاز تم تسويتها من قبل السياسيين في ظل الإدارات الحديثة، والقطاع الخاص يكاد يكون معدومًا، والصناعة في انهيار مستمر حيث يعاني الميزان التجاري غير النفطي من عجز كبير.



وأوضح أحمد طباخلي، الخبير الاقتصادي في معهد الدراسات الإقليمية والدولية في السليمانية، أن المصانع العراقية تفتقر إلى القدرة على تلبية الطلب الوطني، "فإما أن يكونوا صغيرين للغاية، أو أنهم ليسوا مربحين"، لأنه لا يوجد قطاع خاص لتغطية الاحتياجات الأساسية لـ40 مليون عراقي، "وكل شيء تقريبا مستورد"، ويكشف أنه إذا تصاعدت مقاطعة البضائع الإيرانية، فإن المستفيد الرئيسي لن يكون الصناعة العراقية. 
ووقعت عمان مؤخرًا اتفاقية مع بغداد لإعفاء الضرائب على تصدير بعض المنتجات، ويطلب المنتجون المحليون من الدولة زيادة كبيرة في الضرائب على الواردات لحمايتهم. وهم يشكون من أنهم لا يستطيعون التنافس مع إيران، التي تلقت صادراتها دعمًا من عملة كانت في حالة هبوط حر منذ أن فرضت الولايات المتحدة العقوبات في العام الماضي.
وفي مدينة كربلاء الشيعية المقدسة، تظهر الكلمات بشكل متزايد "صنع في العراق" على كل ما تم تصنيعه، بل أن الإنتاج زاد خمسة أضعاف منذ بدء الاحتجاجات في الأول من أكتوبر، حيث وصل إلى أربعين طنا في اليوم.