الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

المكملات الغذائية.. الطريق الأسرع للموت وخبراء: مستحضرات مغشوشة وغير مسجلة في وزارة الصحة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يوجد اعتقاد خاطئ لدى بعض الشباب، بأن تناول واستهلاك المكملات الغذائية يساعد في تحسين صحة الإنسان، والحصول على جسم قوي ورياضي وبناء العضلات فيما يخص الرياضيين ممن يترددون على صالات الجيم بنتائج سريعة، إلا أن استخدامها له مخاطر صحية عدة وفقًا لما أكده عدد من الأطباء وتحذير المؤسسة المصرية لمكافحة المنشطات.
هناك أنواع من المكملات الغذائية، والتي قد تكون بروتينات على شكل مسحوق تعمل على زيادة الوزن، حيث تحتوي على نسبة عالية من الكربوهيدرات والسكر، وهناك نوع آخر يحتوي على نسبة متوسطة من الكربوهيدرات والبروتين، وهناك نوع عالي البروتين، وتتوافر فيها الكمية الكافية من البروتينات والكربوهيدرات والفيتامينات مع جدول غذائي، الذي لا يستطيع اللاعب الحصول عليه من الوجبات الغذائية. 
كما يوجد نوع آخر يعمل على زيادة الطاقة والمحافظة على العضلات، بالإضافة إلى عدد من المواد الأخرى التي تعمل كل واحدة من هذه المواد في المحافظة على العضلات وتوصيل الجسم إلى عملية التفعيل الغذائي الكامل، الذي يزيد من قوة المناعة وسرعة صيانة الألياف العضلية بعد ممارسة التمارين الرياضية، ومن ضمن البروتينات هناك كبسولات أيضًا.
وعلى بعض المواقع الإلكترونية يتم تداول المكملات الغذائية، والتي قد تكون مغشوشة، والتي تسبب أضرار سلبية خاصةً مما يعانون من الأمراض المزمنة مثل مرضى السكر والضغط والقلب وغيرهم.
ووفقًا لما نشرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية معظم المكملات الغذائية التي تباع على رفوف محال السوبرماركت أو في الصيدليات ولا يحتاج صرفها إلى وصفة من طبيب، رديئة الجودة لدرجة أنها "لا يمكن أن تكون فعالة".

وصل استهلاك المكملات الغذائية عالميًا220.3 مليار دولار في الوقت الذي يشهد سوق المكملات الغذائية تزايد ملحوظ حول العالم حيث كشفت أحد التقارير الاقتصادية أن حجم استهلاك المكملات الغذائية وصل إلى 132.8 مليار دولار في عام 2016، وحقق زيادة بنسبة 8.8% في عام 2017، ويتوقع أن يصل إلى 220.3 مليار دولار في عام 2022.
بدوره، أكد الدكتور محمد عز العرب، أستاذ المعهد القومي للكبد، مؤسس وحدة الأورام، وسكرتير عام جمعية سرطان الكبد المصرية، المستشار الطبي للمركز المصري للحق في الدواء، أن المكملات الغذائية وخاصةً المنشطات من المعتقدات التي تؤدي إلى دمار الصحة، ومضاعفات جسيمة للجسم وتحديدًا إذا تمت بدون إشراف طبي، فإن هذه المكملات تشتمل على ما يسمى بـ"المكملات البروتين"، خصوصا البودرة أو مصل اللبن، وهناك ما يسمى بالكراتين، فإذا تم الحصول عليها من مكان موثوق منه وتمتلك العلبة علامة الإدارة المركزية للصيدلة فهو مضمون ولكن يتم الحصول عليها تحت إشراف طبي.
وأضاف عز العرب، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أن المنشطات عبارة عن هرمونين أساسيين وهم هرمون "سترويد" أو "تستوستيرون"، وهناك هرمون النمو "القروث هرمون" الجي اتش"، ونتج عنها الكثير من الأعراض والأمراض التي قد تؤدي إلى الوفاة، نتيجة الأعراض شديدة الخطورة فمن الممكن إصابة الإنسان بضغط الدم المرتفع أو هبوط عضلة القلب أو مرض السكر، أو اختلال دهون الدم، وخاصةً زيادة الكرويسترول الضار، وانخفاض الكرويسترول المفيد، مما يؤدي إلى تصلب الشرايين واضطراب الدورة المخية والتاجية للقلب.
واستكمل، أن المكملات تؤثر على الكبد أيضًا، حيث تحدث الأورام السرطانية في الكبد، نتيجة استخدامها على المدى الطويل أو تضخم الأعضاء الداخلية، ومن الممكن حدوث ضمور في الخصيتين والعقم أيضًا نتيجة اضطراب هرموني، والموت المفاجئ أيضًا خاصةً للشباب صغار السن معتادي الذهاب إلى الجيم، مطالبًا بالحد من عشوائية صرف المكملات الغذائية، ومنع المشرع المنشطات نهائيًا، لأنها تسبب مشكلة كبيرة خاصةً في ظل تداولها على الفضائيات والمواقع الإلكترونية، وكونها مغشوشة، ولابد من سياسة الوعي للحد من الآثار الجانبية لهذه المكملات، كما أن تراخيص فتح صالات الجيم تتم من خلال المحليات، ولكن لا بد أن يكون هناك إشراف صحي من قبل وزارة الصحة. 

وأوضح هاني سامح صيدلي، أن وزارة الصحة والإدارة المركزية للشئون الصيدلانية على مدى 10 سنوات الماضية كان تسجيل المستحضرات الدوائية يتسم بنوع من الصعوبة أو الاستحالة، مما لجأت الشركات إلى "طريق خلفي" من خلال الأغذية الخاصة والمكملات الغذائية عن طريق معهد التغذية، مما نتج عنه وجود المستحضرات غير المنضبطة وغير مطابقة للمواصفات ولا تخضع لإشراف الإدارة المركزية للشئون الصيدلانية، لافتًا إلى أن هذا سبب رئيسي في صدور قانون الغذاء، ولكن ما يعاني منه المواطنين حاليًا بسبب ضعف الإجراءات والتراخي من قبل المعهد والتشديد الصيدلي.
وأكد سامح في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أن 90% من المكملات الغذائية الموجودة في صالات الجيم والأماكن الأخرى وبعض الصيدليات الدُخلاء هي مستحضرات مغشوشة وغير صالحة للاستخدام الآدمي وجميعها غير مسجلة في وزارة الصحة، أو التفتيش للأجهزة الرقابية للوزارة، مضيفًا أن هذه المكملات مضرة بالصحة ويتم استخدامها بدون إشراف طبي ويتم التلاعب في البيانات والاستخدامات التي تروج للمريض، فإن معهد التغذية يتعدى على اختصاصات هيئة سلامة الغذاء، وما زال يقوم بترخيص المستحضرات غير المطابقة والمنضبطة.
ولفت إلى أنه الدولة تحارب هذه المستحضرات من خلال صدور قوانين تحظر استخدام المكملات الغذائية والأدوية إلا بتصريح مسبق من وزارة الصحة، وضاعفت العقوبة لتصل إلى الحبس إذا تم الإعلان عن هذه المنتجات سواء على شاشات التليفزيون والإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى قوانين منع الغش التجاري والتدليس فيما يخص المستحضرات الغذائية والتي يصل الحبس فيها لـ 7 سنوات، مطالبًا المريض أو المستهلك أن يكون لديه وعي بحقوقه الشرائية والصحية، ولا يقوم بشراء أدوية من أماكن غير منضبطة سواء صالات الجيم أو الصيدليات الدُخلاء والتأكد من تسجيلها لدى وزارة الصحة، حيث ما زال يتم تداول وبيع الأدوية المهربة والمغشوشة فيما يخص المكملات الغذائية والمنشطات.