كشفت رسائل بريد إلكتروني بين البيت الأبيض والبنتاجون أن الإدارة الأمريكية علقت المعونة العسكرية إلى أوكرانيا بعد 91 دقيقة من مكالمة الرئيس دونالد ترامب مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وأشار موقع "أكسيوس" الأمريكي، اليوم الأحد، إلى أن 146 ورقة من رسائل البريد الإلكتروني المنقحة بين البنتاجون ومكتب الإدارة والميزانية بالبيت الأبيض تم الحصول عليها بموجب طلب تحت قانون حرية المعلومات وأمر من المحكمة تقدم به "مركز النزاهة العامة"، وهي مؤسسة صحفية خاصة غير هادفة للربح.
وذكر الموقع أن الرسائل تُظهر أيضا أن ترامب طلب من الحكومة الأمريكية تجميد المعونة العسكرية إلى أوكرانيا خلال الشهر الذي سبق مكالمته مع زيلينسكي يوم 25 يوليو.
وفي رسالة تعليق الدعم العسكري إلى أوكرانيا..قال المسؤول في مكتب الإدارة والميزانية مايك دافي لمسؤولي البنتاجون : "إنه بناء على التوجيه الذي تلقيته وفي ضوء خطة الإدارة لمراجعة الدعم إلى أوكرانيا بما في ذلك مبادرة المعونة الأمنية، يرجى تعليق أي التزامات إضافية على وزارة الدفاع من هذه التمويلات، ونظرا للطبيعة الحساسة للطلب، أُقدر إبقاء تلك المعلومات فقط لدى هؤلاء من يحتاجونها لتنفيذ التوجيه".
ولم يعلق ترامب بعد على رسائل البريد الإلكتروني لكنه وحلفاءه الجمهوريين يحافظون على موقفهم بأن الرئيس الأمريكي لم يقترف أي خطأ فيما يخص أوكرانيا.
ويعد كشف تلك الرسائل الإلكترونية أمرا خطيرا لتأثير على أحد أكبر القضايا التي تشغل الولايات المتحدة حاليا، التحقيق في عزل الرئيس الأمريكي في الكونجرس، والذي أحد أركانه السياسية قضية تجميد إدارة ترامب 400 مليون دولار أمريكي من المعونات العسكرية المُصدق عليها من قبل الكونجرس من أجل الضغط على كييف بإجراء تحقيق ضد المنافس الديمقراطي المحتمل في انتخابات الرئاسة الأمريكية 2020 جو بايدن.
وأشار الموقع إلى أن مايك دافي صاحب رسالة تعليق الدعم إلى أوكرانيا هو أحد 4 شهود عيان الذين على معرفة مباشرة بالقضية وأزمة التحقيق مع بايدن .. لافتا إلى أن زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ يريد شهادته خلال محاكمة عزل ترامب التي سيعقدها المجلس.
ومن جانبه..علق اليسناتور الديمقراطي كريس مورفي - حسب ما نقله الموقع - أن تلك الرسائل الإلكترونية مهمة للغاية لأنها "أولا تُظهر أن الدعم الأوكراني تم تعليقه بعد ساعات من مكالمة ترامب مع زيلينسكي، ثانيا تكشف عن المذكرات الداخلية التي تُظهر تورط ترامب المباشر، وثالثا تكشف معرفة مسئولي الإدارة بأنه (ما يفعلوه) خطأ وأنهم أبقوه سرا".
