السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

الأخبار

منتدى شباب العالم.. زين يوسف: نجوت من السرطان أربع مرات

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

وسائل التواصل الاجتماعي، يمكن أن تكون ملهمة ومحفزة وإيجابية، وقد انتشرت منذ فترة، شخصيةٌ أحبها الكثيرون، وأصبح لها معجبون ومتابعون، من العالم أجمع، إنه الطفل زين يوسف، صاحب الـ١٢ ربيعًا، الذى تغلب على السرطان، ليس مرة أو اثنتين أو ثلاث، إنما تغلب على السرطان ٤ مرات، ويدعمه الآلاف عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك»، والتى دشنتها والدته، فكانوا يدعمونه، ويصلون من أجله، وبهذا كون «زين» أسرة كبيرة، تحيط به، وتحولت قصته إلى إلهام يومى للكثيرين.


«زين»، الذى أذهل الجميع، فى افتتاح منتدى شباب العالم، المنعقد بمدينة شرم الشيخ، فى كلمته أمام الرئيس عبدالفتاح السيسي، والذى قابلها كعادته بإنسانيته المعهودة، بكل حب؛ مطالبًا «زين» بأن يصافحه، فى مشهدٍ إنساني، تمامًا كاحتضان الأب لابنه، ويستمر «زين» فى إدهاش الجميع بقصته وصبره وإرادته، ومعاناته التى خلق منها النجاح والفخر، فكانت هذه قصته الملهمة، على مسرح شباب العالم.

قال «زين»، أود أن أتشارك معكم، فى رحلتى لمحاربة السرطان، فمنذ سبع سنوات، بدأت رحلة من الإيمان والفوز والإيجابية، حيث بدأ الأمر فى الحضانة، فى عمر خمس سنوات، كنت حينها طفلًا عاديًا، أمارس التايكوندو، وكان العام الثالث لى فى ممارسة هذه الرياضة، التى علمتنى الإصرار والصبر والتحدى والقيادة، وكنت أستعد يومها للذهاب إلى التمرين، لكننى كنت متعبًا، فظن أبى أن أدائى سيئ، فقال لي: يجب أن تمارس هذه اللعبة أكثر فى المنزل.

ولم يكن هناك أى إجابة وقتها، ما الذى يحدث؟ ماذا بي؟ وفى يوم من الأيام تعبت للغاية، ووقتها أخذونى إلى الطوارئ، وهنا دخل الطبيب، وقال: إحنا آسفين، هناك ورم فى الجهة اليمنى من الصدر، وتحديدًا فى الرئة.

وعرفوا بعد ذلك أننى مصاب بالسرطان، فى المرحلة الرابعة، وكان هناك الكثير من الخلايا السرطانية فى جسدي، وقالوا لوالدى ووالدتي: استمتعا بوقتكما مع ولدكما، لأنه لن يعيش كثيرًا، وأن هذا المرض لا يوجد له علاج.

وتابع «زين»: أتذكر فى ليلة جلس أبى أمامي، قبل أول جلسة علاج، وقام بتحديد ما يحدث فى حياتنا، وأراد أن يشرح لى أنا وأختى ملك، حيث كنا صغارًا، ولا نفهم ما يحدث، فقال إن هناك بعض الوحوش السيئة، التى دخلت جسدى وتهاجمه، وسنذهب للطبيب كثيرًا، لمعالجة هذا الأمر، وكانت هذه أبسط طريقة لشرح المرض وقتها، وبالطبع شعرت بخوف شديد وقتها، ولم أكن أفهم شيئًا.


وأضاف: والدى قال لنا.. سنحارب هذا الأمر معًا بإذن الله، قبل أول عملية جراحية، وقالت ملك شقيقتى جملة لن أنساها، حيث قالت: عائلة يوسف دائمًا ما تحارب، ولا تستسلم أبدًا، وما قالته ملك وقتها كان محاولةً لإخراجنا من هذا الحزن والإحباط.

وأشار «زين»، إلى أن «السرطان الأول تعافى خلال عامين ونصف، ووالدى قال لى فى أول عملية جراحية: أعطنى إشارة بأن كل شيء جيد، عندما تدخل إلى غرفة العمليات، وبالفعل منحته الإحساس بالأمل، وأعطيته الإشارة».

وقال: قبل دخولى غرفة العمليات، فى مرحلة التخدير، كنت أشعر بارتباك شديد، وأشعر بالخوف والرعب، واعتقدت أن الأمر سيئ للغاية، وبعدما خرجت، وسمعت الكثير من المصطلحات المعقدة، من الأطباء، ولم أكن أفهمها، عن العلاج الإشعاعى والكيماوي، وعن أماكن ارتكاز السرطان، وعن أشياء أخرى كثيرة.

وأضاف الطفل زين يوسف: ٤٥ عملية كان على أن أجريها، هذا كل ما فهمته، شيء محبط للغاية، لكن عائلتى كانت تدعمنى دائما، أمى وأبى وأختى ملك، ساعدوني، وأخرجونى من الحزن.

وتابع: أما السرطان الثانى فجاء سريعًا جدًا، حيث جاء بعد شهرين من المعافاة من السرطان الأول، حيث لاحظت أمى وقتها نظرة غريبة فى عيني، فاصطحبتنى للطبيب، وأدركوا وقتها فى التحاليل، أن هذا هو الفصل الثانى من القصة، فأصبت بسرطان المخ، واضطررت لعمل أربع عمليات فى المخ، وأصبت بعدها بالشلل النصفى فى الجهة اليمنى من وجهي، لكن لن يبقى هذا الشلل طوال حياتي.


واستطرد قائلا: لقد اضطرنى ذلك إلى أخذ ٦ جلسات علاج كيماوى مختلفة، وتعرضت لنوبات صرع، وكان الأمر شاقًا، وذهبنا وقتها إلى كاليفورنيا ونيويورك للعلاج، وذهبنا إلى ولايات أخرى أيضًا حتى نجد العلاج، وكنت محظوظا وقتها، فعملية الشنط، وهذا اسمها، نجحت، وهى عبارة عن أخذ مياه من المعدة، ووضعها فى المخ، لإحداث توازن معين، ودائما لا تنجح، لكننى كنت محظوظًا وقتها، بنجاحها.

وتابع «زين»، لقد تأثرت من الشلل بالجهة اليمني، ولم أعد أستطيع الكتابة بيدى اليمني، وكل زملائى فى الفصل كلفوا بكتابة موضوع تعبير، وفوجئت وقتها بأن هذا الموضوع عني، وكنت لا أستطيع حتى أن أكتب بيدي، لأكتب موضوعًا مثلهم، وكنت أشعر بعدم الراحة يومها، وبكيت كثيرا لأننى لم أكن مثلهم، وتأثرت.

واستطرد قائلا: فى اليوم التالى أردت أن أذهب إلى المدرسة، ولا أعرف لماذا أردت هذا بشدة، ولكن حتى لا أضع هذا الحاجز أمامي، وأن يوقف حياتى اليومية، وقلت للمعلمة فى المدرسة: سأكتب بيدى اليسرى، وسأكون بطيئا بعض الشيء، وأرجو أن تتحمليني، لكننى الآن محارب سرطان يكتب باليد اليمنى واليسرى، وهذه ميزة.

وعندما واجهت كل التحديات بعد السرطان- يواصل زين- تعلمت جملة اسميها NGU لا تستسلم أبدا never give up، وقررت وقتها بالفعل، ألا أستسلم أبدًا.

واستطر قائلا: أما السرطان الثالث، فى ٢٠١٧، فكان سرطانًا بسبب العلاجات من السرطانَين؛ الأول والثاني، فأى شيء يحل مشكلة، يتحول فى بعض الأحيان إلى شيء سيئ، وأدركت وقتها أن أى شخص يمكنه العيش بكلية واحدة، وعشت بها بسبب إصابتى فى الكلية الأخرى، بينما كان السرطان الرابع فى منطقة الحوض، فى المرحلة الرابعة.