الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

عبدالرحيم علي يكتب: إلى اللقاء يا أبوصلاح

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عندما زارني بمكتبي في الفترة الأخيرة، كانت صِحَّتُه قد تراجعت إلى حَدٍّ كبير، ولكن روحه كانت مُتَوَثِّبَة كعادته، طلبتُ منه أن يكتبَ لنا في «البوابة»، فلم يتأخَّرْ، وتوالت كتابات العبقري محمود صلاح.. ابن مدرسة أخبار اليوم، وتلميذ الراحلين الخالدين مصطفى أمين وإبراهيم سعدة لتثري «البوابة».. وعندما توفي أستاذه إبراهيم سعدة جاء صوته عبر الهاتف متهدجًا حزينًا، قال لي: إنهم يرحلون تباعًا، فمتى يحين دوري؟ قلت له مازحًا: سوف نودعك جميعًا، وستبقى أنت يا صلاح، فأنت محب للحياة.. وعندما زُرْته في آخر مرة نلتقي فيها بصحبة الزميلين محمد علي إبراهيم ومحمود حامد جلسنا في منزله المتهالك بحي مصر القديمة، ذلك المنزل الذي لم يتركه صلاح قط، أطلعني صلاح يومها على بعض الملفات المهمة التي كان يجهزها لنا في «البوابة»، ولكنه سرعان ما هاجمه المرض واشتد عليه فلم يستطع استكمالها.. وفي اتصالنا الأخير أصر أن يعطي السماعة لابنته لكي تسلم عليَّ قائلًا: «سَلِّمي على عمك عبد الرحيم الصاحب الجدع».. كما كان يحلو له أن يناديني.
واليوم رحل صديقي محمود صلاح، رفيق جلسة مقهى ريش في وسط البلد، إبان كان المكان يعج بالمثقفين والشعراء والأدباء من كل لون وحدب.. رحل أكثر الصحفيين المصريين موهبة في الربع قرن الأخير، ولم يبقَ إلا أن أقول له: «إلى اللقاء يا صديقي.. أنتم السابقون ونحن إن شاء الله بكم لاحقون».