الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

عاصم الدسوقي: العثمانيون ليسوا أصحاب حضارة ولم يحققوا أي إنجازات

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

عصر الظلام، عصر القتل وانتهاك الحرمات، عصر الإبادة الجماعية للبلدان العربية والإسلامية باسم الدين، عصر آل عثمان، أو ما أطلق عليه «الدولة العثمانية»، تلك الفترة التاريخية السوداء فى عمر الخلافة الإسلامية على مر تاريخها منذ الخلفاء الراشدين وصولًا للعصر الحديث.

آل عثمان قتلة العصر الحديث الدمويون، هم من أسسوا الدولة العثمانية التى اجتاحت دول العالم الإسلامى غير عائبة بالمحرمات، وقدسية تلك البلدان التى تشهد بالوحدانية لله، وترفع راية الحق، حيث شقت الجيوش العثمانية الطرقات عبر البر والبحر تدفع سفن حقدها وجحافل جندها أحلام التوسع والهيمنة المجنونة، على حساب دماء العرب أجمعين، وتمثلت ذروة الدموية والبطش فى تاريخ آل عثمان على يد السلطان سليم الأول، أو كما سماه العديد من مراجع التاريخ «سليم المجنون»، الذى عاش بشهوة الحكم وفرض السلطة بالقوة غير عابئ بالمقدسات فمات شر ميتة، ليتعظ من خلفه؛ ولكن هيهات؛ فقد خلف من بعده رجل أكثر شرًا وأشد جنونًا وهو الرئيس التركى الحالى رجب طيب أردوغان، الذى واصل مسيرة أجداده أصحاب مجازر الأرمن الأشهر على مر التاريخ الحديث، وهو أيضًا من تراوده أحلام الخلافة المزعومة، فهو امتداد لسليم المجنون بكل جهله وحقده وأحلامه التوسعية.

«البوابة»، تفتح من جديد ملف «حلم الخلافة» الذى شكل دافعًا ومحركًا قويًا لأردوغان، ليكشف عن أطماعه الاستبدادية، ومحاولاته الممجوجة والمُستهجنة لتحقيق غايته على رقاب العرب، حيث تحدث عدد من المؤرخين، وأساتذة التاريخ المعاصر عن أحلام أردوغان المجنونة، وأفعال أسلافه الشيطانية، كما تحدثوا عن تلك المجازر التى وقعت بحق العرب والأرمن على يد آل عثمان.


قال المؤرخ الدكتور عاصم الدسوقي، أستاذ التاريخ الحديث والعميد الأسبق لكلية الآداب جامعة حلوان، إن هؤلاء العثمانيين غزاة ومن أصل الأتراك، وهم قبائل من شمال غرب الصين، وطبيعة هذه القبائل أنهم غير منتجين ويعيشون على الطبيعة التى تتطلب منهم التنقل من مكان إلى آخر حسب مصدر الحياة، يتنقلون ويتصادمون فى رحلاتهم الصغيرة فى آسيا الصغرى فى منتصف القرن الثالث عشر، التى أسسها عثمان الأول، ويطلق عليهم آل عثمان أو العثمانيون، وهناك تعاملوا مع أباطرة بيزنطة، إلى أن جاءتهم الفرصة لينتقلوا إلى منطقة البلقان أى منطقة أوروبا الشرقية، والصرب، ورومانيا، ثم افتتح السلطان المعروف محمد الفاتح القسطنطينية فى ١٤٥٣، وغير اسمها وأطلق عليها إسلامبول أو إسطنبول، وهذا هو الأصل لهم، أخذوا يتوسعون ويتصادمون مع الإمبراطورية الصفوية وهزموهم فى إيران ١٥١٤، ثم دخلوا إلى مصر وهزموا الحاكم الغورى فى ١٥١٧، وتسلم طومان باى آخر سلاطين المماليك الحكم بعد عمه، إلا وقتله السلطان سليم الأول فى معركة الريدانية، ولم يكتف بقتله فقط بل قطع رأسه وعلقها على باب زويلة، وإنهاء حكم المماليك وبداية السيطرة العثمانية على مصر عند دخولها.

وأضاف الدسوقي، أن العثمانيين أخذوا يقتلون المصريين الذين يجلسون ويختبئون فى المساجد والمآذن ويقتحمونها وكل هدفهم القتل الشديد لهم، وقد ذكر المؤرخ محمد أحمد بن إياس فى كتابه «بدائع الزهور فى وقائع الدهور»، الذى عاصر تلك الفترة، وكان لا يعرف عن سليم الأول أنه ليس له ملة ولا دين، وهم أنفسهم فى بلادهم يقتلون بعضهم بعضا من أجل الحكم، وكان يقتل إخوته حتى لا يصبح له خليف على السلطة، لأنه كان يخشى من إخوته المنافسة ويقتل أخاه حتى يصبح هو السلطان الوحيد بهدف الوصول إلى الحكم، فهم أجلّاف وليسوا أصحاب حضارة ومتنقلون بحثًا عن مصادر الحياة، والحضارة بمعناها أن تكون قائمة على الاستقرار، وكانت الحضارة المصرية القديمة قائمة على الزراعة والاستقرار عكس الدولة العثمانية.

وتابع، عندما جاء العثمانيون إلى مصر كان المصريون أصحاب حضارة، وعندما جاءت الحملة الفرنسية إلى مصر بقيادة نابليون بونابرت أخذ المصريون منهم سلوكياتهم وعاداتهم وتقاليدهم، وهذا ما وصفه رفاعة الطهطاوى فى كتابه أثناء رحلته إلى باريس فى ١٨٢٦ مشيرا خلال هذه البعثة إلى أنهم يأكلون على «طبلية» عالية، وهى ما تسمى ترابيزة عكس الطبلية الأرضى بمصر، كذلك يأكلون الطعام بالشوكة والسكين وغيرها وأخذ المصريون بعد ذلك هذه العادات ونقلت عنهم، وهذا ما ساعد على إنهاء الدولة العثمانية، التى لم تكن متجانسة فى الأصل، مؤكدا أن المنحنى الحضارى كما يسمى فى التاريخ، يعنى أن كل دولة تبدأ فى الظهور، وتتدرج فى القوة حتى تصل إلى الذروة، وبعدها كل ما كان لديها ينتهى، ومن هنا يبدأ المنحنى الحضارى فى تدهوره، حتى تأتى قوة جديدة فتية تقضى عليها.

أكد «الدسوقي» أن الدولة العثمانية لم تحقق أى إنجازات ولم تقدم للمسلمين شيئا، وذلك لأنها دولة ليست صاحبة حضارة، بل إن البلاد التى دخلوها كانت متقدمة عنهم فى الحضارة، مضيفًا أن اللغة عند العثمانيين هى تشكيلة من المناطق التى دخلوا بها، وعندما وصلوا إلى العراق أخذوا بعض الكلمات من الإيرانيين، والعالم العربى أيضًا، لذلك يرجع أصل الحضارة فى الدولة العثمانية إلى الاستقرار القائم على الزراعة، كما أخذ السلطان «سليم» مجموعة من المعماريين وذلك لبناء العمارة والمساجد، وهذا خير دليل على أنهم دولة ليست صاحبة حضارة.


أما عن تناول الدراما التركية والعربية بعد الشخصيات التاريخية والتحريف بها والعمل تزييف التاريخ فى أعمالهم الدرامية، قال «الدسوقي» إن كتاب الدراما ليسوا باحثين فى التاريخ، وعندما يقرأ الكاتب منهم فى المراجع التاريخية داخل الفكرة نفسها، ثم يتجاهل بعد ذلك معلومات أخرى ضد هذه الفكرة ويلتقط منها المعلومة الصحيحة ويسقط عليها معلومات أخرى مشوهة، بل يريد المؤلف أن يغرس أفكارا معينة فى ذهن المشاهد، مؤكدا أن العلم والتاريخ وجهان لعملة واحدة، فالعلم مستقل عن الدين والسياسة، ولكن لا بد أن يصبح الكتاب يأخذون الموضوعية فى تفسير الحدث والشخصية التى تفكر عنها ولا يُنكر ملامحها، الأعمال الدرامية تفسر الأحداث ويحكم عليها مسبقًا، ولكن لا بد من التفسير فى ضوء موضوعية الأحداث، موضحا أن الحكم العثمانى حكم سطحي، وبالمعنى السياسى فهو حكم لا مركزي، أى أنه حكم فيدرالي، مثل الولايات المتحدة الأمريكية الموجودة حاليا، فإن كل ولاية تقوم على شعب معين له تقاليده، مؤكدا أن الذين يزيفون التاريخ والشخصيات التاريخية لهم مشروع وأتباع لقوة خارجية تريد أن تحطم الرموز الموجودة بداية من صلاح الدين الأيوبي.