الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

محسن حلمي.. المعلمون يتساقطون تباعا

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«كما قطار الحياة لا يتوقف، فقطار الموت لا يتوقف أيضا، وتتساقط أوراق الشجر ورقة تلو الأخرى حتى تنتقل إلى بستان آخر يختلف كثيرا عن ما كانت عليه، ويظل المعلمون يتساقطون تباعا، بالأمس ودعنا أحد أعمدة السينما المصرية المخرج الدكتور سمير سيف، الذى رحل الاثنين الماضي، واليوم نودع أحد فرسان المسرح المصرى والعربى المخرج محسن حلمي، الذى رحل عن عالمنا أمس الأول الأربعاء، عن عمر ناهز 67 عاما بعد صراع مع المرض، وزوج الفنانة سلوى محمد على، الذى ترك لنا إرثا فنيا ضخما يظل باق فى أذهان الجميع رغم رحيله.




يعد حلمى أحد أهم فرسان المسرح المصرى والعربي، الذين تركوا أعمالا ستبقى مضيئة فى تاريخ أبو الفنون، لقد نجح خلال مسيرته الفنية والإبداعية أن يخلق أسلوب عمل متفردا كما خلق له علاقات إنسانية متميزة، الذى كان بمثابة الصديق، والأب، والمعلم، لكل من شاركه العمل، لم يبخل على تلاميذه شيئا، حيث قدم عددا ضخما من الأعمال المسرحية الشهيرة، منها: «دقة زار» التى حققت نجاحا جماهيريا ونقديا كبيرا، تلاها «المحبظاتية» المستمدة من التراث الشعبي، «فيما يبدو سرقوا عبده»، «عريس لبنت السلطان»، «حلو وكداب»، «أولاد ثريا»، «أهو ده إللى صار»، «ليلة من ألف ليلة»... وغيرها من الأعمال التى رسخت فى وجدان الجميع.

محسن حلمي.. الباحث عن الحرية
يعد المخرج المسرحى محسن حلمي، واحدًا من أهم رواد المسرح المصرى والعربي، الذى يتميز بتاريخ حافل ومشرف للمسرح سواء على المستوى الهاوى أو الاحترافى، تنوعت أعماله التى تخطت ٣٠ عرضا مسرحيا للقطاع العام والخاص، محققا نجاحا كبيرا تجاه المسرح الشعبي.
عين مديرا لمسرح الطليعة بالبيت الفنى للمسرح، خلال الفترة من ١٩٩٧ حتى ٢٠٠١، وتميزت هذه الفترة بغزارة الإنتاج وتنوع التيمات والأفكار المخلصة للجديد بشتى ألوانه ومضامينه، كما تميزت بالدفع بشباب جدد يمتلكون الموهبة والرغبة فى التغيير، وشارك فى العديد من المهرجانات من بينها مهرجان دمشق، عمان، قرطاج، الشارقة، القاهرة الدولى للمسرح المعاصر والتجريبي، المهرجان القومى للمسرح المصري.
أخرج حلمى العديد من العروض لجامعة عين شمس، أبرزها «النار والزيتون» تأليف ألفريد فرج فى ١٩٧٦، إلى جانب مجموعة كبيرة من المسرحيات للقطاع العام والخاص، كان آخرها مسرحية «ليلة من ألف ليلة وليلة» تأليف بيرم التونسي، وقد أعيد عرضها مرة أخرى فى ٢٠١٥ بإنتاج جديد للبيت الفنى للمسرح، وقدمت على خشبة المسرح القومي، حققت خلال ليالى عرضها أعلى الإيرادات التى تخطت المليون جنيه.
ذكر «حلمي» فى أحد حواراته مع الكاتب سليم كتشنر، ضمن كتاب «مسرحيون فى الحركة الوطنية» الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، فى ٢٠١٨، قائلا: «أفظع شىء ممكن أن يحدث للإنسان أن تحرمه من الحرية بشكل عام، وحريته هو نفسه بشكل خاص، ولهذا فإن تجربة السجن تجربة شديدة الإنسانية قد تثرى صاحبها وقد تفقره إنسانيا، كل حسب تجربته وظروفها وملابساتها، وأهم ما فيها أن يتعلم الإنسان كيف يتواءم مع المكان والزمان؛ لأن هذا يقوى من عزيمته وقدرته على المقاومة والصمود والتحدي، وهذا ما اكتشفته فى نفسى خلال هذه التجربة، خاصة أثناء السجن الانفرادى الذى قضيت فيه ١١ يوما كعقوبة للإضراب عن الطعام الذى نظمناه داخل السجن للمطالبة ببعض الحقوق».

أحمد خميس يرصد "دقة زار" و"المحبظاتية" في "دنيا العرض"

تحدث الناقد المسرحى أحمد خميس، عن تجربتين مهمتين من خلال كتابه الذى أعده عن المخرج محسن حلمى، تحت عنوان «محسن حلمي.. ودنيا العرض المسرحي»، الذى صدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب فى الدورة الثانية عشرة من مهرجان المسرح القومى المصرى فى ٢٠١٩، وكان من بين أحد المكرمين فى هذه الدورة وسط حفاوة كبيرة من جموع المسرحيين، مؤكدا أن تاريخه المسرحى مشرف للغاية سواء على مستوى المسرح الهاوى أو الاحترافى، فقد سعى طوال حياته حتى مع بعض عروضه للقطاع الخاص أن يقدم أعمالا بروح المحب للمسرح، ولدوره فى إحداث الدهشة والجمال، وكان ذكيا حين فطن إلى وجهة الإنتاج، وقدم لكل جهة تعامل معها الوجبة الجمالية المناسبة التى تليق بالمكان والمنتج مع مراعاة المتلقى، حيث كان يضع فى اعتباره دائما أى متلق وأى أجواء محيطة، ومن ثم كان مسرحه حيا وذكيا ومتنوعا يسعى دائما للتجديد وخوض مغامرات محفوفة بالمخاطر.
تناول خميس الحديث عن التجربة الأولى، وهى «دقة زار» للمخرج محسن حلمي، عن الجهد التحضيرى الفائق، ومتابعة معملية دؤوبة لبعض ليالى الزار التى تقام فى القاهرة، وإعادة تدريب وكتابة من خلال فريق عمل يعشق الحكاية ويحرص على تجويدها.

أما الثانية، وهى «المحبظاتية» التى جاءت كنموذج دال للمسرحيات التى كان اللاعب المسرحى المصرى متمرس فيها، وتمثل بالنسبة له روح اللعبة الدرامية وبوابتها الشعبية الشيقة، إذ إن الفن المسرحى المصرى كان متعلقا عبر تاريخه أكثر بنماذج أدائية لم تكن تعرف المسرح بالمعنى التقليدى للكلمة، وإنما كانت متمرسة على ألعاب درامية تقوم بها مجموعة من المحبظين أو حتى فى نماذج أخرى يقوم بها المقلداتى فى ليالى الحصاد أو حتى فى نموذج ثالث ليالى عرض يقدمها الحكواتى الذى يجيد الانتقال بين شخصيات الحكاية المقدمة، وكذا الأمر مع الأراجوز. يتناول خميس فى تحليله لعرض «المحبظاتية» أهميتها الجمالية وقدرتها على تقديم نموذج عربى للتجريب المسرحي، وقد افتتحت مسرح الهناجر الذى أنشئ خصيصا ليكون نواة معملية على التدريب والتطوير من خلال الورش والعروض المسرحية، ويبدو أن من فكر فى هذا الاختيار كان منحازا منذ البداية لفنوننا القديمة ذات الطابع الخاص؛ حيث هنا يمكن للحكاية أن تكون سليطة اللسان قوية المعنى جريئة الأفكار تشير للواقع بشكل أو بآخر، فلا هى تقدمه كما هو ولا هى انسلخت منه تماما، وإنما عادة الصناعة خليط ساحر من المعانى الظاهرة والباطنة وإشارات دالة على علاقة الحكام والمحكومين.


إضافة إلى الحكايات، وإن بدت ذات تراكيب متفق عليها، إلا أنها قوية التأثير شديدة الحكمة يمكن للمؤدى أن يلعب فيها عدة أدوار داخل النسيج المرن الذى يقوم على الاتفاق الضمنى مع المتلقى على اللعب الدرامي، كما أن هناك منافسة شرسة بين طريقتين فى الأداء الدرامى لفرقتى «زقزوق» و«حنفي» فى صميم العرض المسرحي، وهذا الانحياز للقالب الشعبى وإن كان ينم عن حب شديد لتاريخنا القديم فى اللعب الدرامى لا يعنى بالمرة أننا متفوقون ولا نحتاج للتدريب الجاد على فنون العرض المسرحى الجديدة، وإنما يشير بقوة على تاريخنا الجمالى فى فنون الأداء واعتزازنا وتقديرنا لهذا النموذج الدال الذى يبرز المعرفة غير الاعتيادية بكيفيات التعامل مع الفنون الأدائية المختلفة دون سابق اتصال أو معرفة حقة بفنون المسرح فى أوروبا؛ حيث بروز الكثير من طرق الأداء وفنون العرض المسرحى التى تربت عبر أجيال درست فن المسرح وفق أصول وطرق تدريب معتمدة يقف خلفها تاريخ طويل من الإنتاج والممارسة والتدريب. 


كما تناول خميس تحليله عن «ليلة من ألف ليلة وليلة»؛ فإن رهانها الأول هو تكوين فريق عمل متجانس يجيد الغناء والتمثيل الحى فى أن، وبالطبع عمل توافق حى بين عناصر سمعية بصرية تليق والمسرح الغنائى الغائب تماما عن الساحة الفنية، رغم أهميته الجمالية وقدرته على جذب جماهيرى غير مسبوق، فعلى الرغم من أن بدايات القرن التاسع عشر كانت تعج بالفرق التى تسعى لتقديم عروض مسرحية غنائية، وأن التنافس بينها كان شرسا نظرا للإقبال الجماهيرى الكبير وميل المتلق المصرى، لهذه النوعية لحبه الكبير للطرب إلا أن العروض الغنائية لم تجد لنفسها مكانا فى عروضنا المسرحية الحديثة حتى فترة الستينيات التى عادة ما يعتبرها كثير من المشتغلين بالمسرح «فترة ذهبية»، إلا أننا لم نقرأ ولم ترصد المراجع بعض المساعى التى تحاول تقديم عروض غنائية كبيرة والأسباب فى ذلك كثيرة. 


عصام السيد: فقدت أخًا وصديقًا وزميل كفاح وعشرة عمر

قال المخرج المسرحى عصام السيد: فى الحقيقة إن المخرج محسن حلمى كان بالنسبة لى ليس مجرد مخرج زميل فقط، ولكن نحن أصدقاء منذ أيام الجامعة فى أول السبعينيات، وقد عملنا سويا فى أعمال عدة، كما مثل معى فى عرضين من إخراجى، هما: «عجبي» الذى قدم على خشبة المسرح القومي، و«الناس اللى دوغرى» وقدمت على خشبة مسرح الطليعة.
وتابع السيد: «عندما عملت بالمسرح الكوميدى أخرج عرضًا بعنوان «اللهم اجعله خير»، وقد سافرنا سويا كثيرا، واليوم فقدت أخا وصديقا وزميل كفاح وعشرة عمر».

عمرو دوارة: مثقف حقيقى وصاحب رؤية فكرية فى الحياة والفن 

وقال المؤرخ المسرحى الدكتور عمرو دوارة، إن المخرج محسن حلمى ليس فقط فنانا قديرا أو مخرجا مبدعا، ولكنه بكل الصدق مثقف حقيقى وصاحب رؤية فكرية فى الحياة بصفة عامة والفن بصفة خاصة، وهو بلا جدال من أهم مخرجى جيل الثمانينيات فى المسرح، ويحسب له مساهمته القيمة فى إثراء مسيرة المسرح المصرى بإخراج عدد من العروض المتميزة التى تعد علامات مضيئة فى مسيرته وفى مقدمتها على سبيل المثال: «دقة زار» لفرقة مسرح الطليعة، «ليلة من ألف ليلة»، «الساحرة» لفرقة المسرح القومي، اللهم اجعله خير لفرقة المسرح الكوميدي، «المحبظاتية»، «النار والزيتون» لقصر ثقافة الغوري... وغيرها، وذلك بخلاف إخراجه عددا كبيرا من عروض فرق الهواة بالجامعات والأقاليم، وفى صدد الحديث عن مساهماته الثرية لا بد أن نذكر أيضا مشاركاته كممثل فى عدة عروض، لعل من أهمها: «بلدتنا»، «حفلات التوقف عن الغناء» بمركز الهناجر للفنون، «الناس الدوغري»، «ماكبت وإللى بعده» لفرقة مسرح الطليعة، «عجبي» لفرقة المسرح القومي.
وتابع دوارة: يمكن من رصد المسيرة الفنية لهذا الفنان أن نؤكد مهاراته فى تحقيق رؤيته الإخراجية والتعاون مع كبار النجوم، وفى مقدمتهم سميحة أيوب، يحيى الفخراني، محمد عوض، فاروق الفيشاوي، عبد الرحمن أبو زهرة، أشرف عبد الغفور، أسامة عباس، لطفى لبيب، توفيق عبد الحميد، على الحجار، أنغام، ميمى جمال، وحيد سيف، ممدوح وافى، عزة بلبع، رانيا فريد شوقي، أشرف عبد الباقي، أحمد آدم، صلاح عبد الله، وتقتضى الحقيقة أن أقرر بأن عروضه التى قام بإخراجها لفرق القطاع الخاص، وبرغم تحقيقها للنجاح الجماهيرى، ومن بينها: «فلاح فى مدرسة البنات»، «فيما يبدو سرقوا عبده»، «حلو وكداب»، «وجع الدماغ»، «آدم وحواء» لا ترقى لمستوى عروض بفرق مسارح الدولة، مشيدا بدوره كمدير لفرقة «مسرح الطليعة» حيث نجح فى منح الفرصة كاملة لبعض المخرجين الشباب.
واختتم كلمته قائلا: «رحم الله هذا الفنان القدير الذى عشق المسرح بصدق، وغفر له وأدخله فسيح جناته، جزاء ما أخلص فى عمله وحرصه على رعاية مواهب عدد كبير من هواة المسرح».

مصطفى سليم: أحد رموز المسرح الطليعية فى مصر والوطن العربى

وقال الدكتور مصطفى سليم، رئيس قسم النقد والدراما المسرحية بأكاديمية الفنون، ورئيس المركز القومى للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية الأسبق، إن رحيل المخرج المسرحى محسن حلمى يعتبر خسارة كبيرة للمسرح المصرى والعربى، على حد سواء، لأنه يعتبر من المخرجين الذين لهم تجارب طليعية شديدة الأهمية، وأذكر من بينهم تجربة مهمة قدمت فى الدورة الأولى لمهرجان القاهرة الدولى للمسرح المعاصر والتجريبى، ولفت انتباه الوفود العربية والأجنبية من خلال تجربته المسرحية وهى «دقة زار»، التى تعد معالجة عميقة لدقة الزار الشعبى الذى استعاد بها المخرج كتاب فاطمة المصرى عن الزار، وهى من الكتب المهمة.
وأضاف سليم، أنه كان صاحب فضل كبير عليه، حيث شاهد هذا العمل ما يقرب من ١٠ مرات، حين تقدم للمعهد العالى للفنون المسرحية، كتب مقالا نقديا عنه متصورا أنه ساعده فى الالتحاق بالمعهد، وقد قُيم هذا المقال تقييما رائعا، مشيرا إلى تجربة أخرى للمخرج محسن حلمى مهمة قد تم اختيارها من قبل وزير الثقافة آنذاك فى مهرجان القاهرة الدولى للمسرح المعاصر والتجريبى فى فترة التسعينيات، وهو العرض المسرحى «المحبظاتية»، الذى رصد فيه خصائص فن المحبظاتية؛ حيث قدم عرضا مبهجا مليئا بالطاقة والحيوية والضحك، بالإضافة إلى تجاربه المهمة فى مسرح القطاع الخاص من بينها «عريس لبنت السلطان»، مؤكدا أن معظم أعماله فى القطاع العام والخاص من عيون المسرح المصرى، وتضع ضمن «الريبرتوار»، فهو رمز من رموز المسرح الطليعية فى مصر والوطن العربي.

أحمد أبوالعلا: دشن طريقًا جديدًا للمسرح المصرى 

قال الكاتب والناقد المسرحي، أحمد عبد الرازق أبو العلا: أعرف أنه بالفعل كان مشغولا بالبحث عن طريق جديد للمسرح، يستطيع السير فيه بخطى ثابتة وقوية، وذلك من خلال مشاهدتى لعروضه المسرحية، خاصة تلك التى تبنى فيه فكرة معالجة التراث، فى بعده الشعبي، وهي: «دقة زار»، «فرقع لوز»، «المحبظاتية»، فتلك العروض - تحديدا - هى التى قدمته كمخرج راسخ، يملك أدواته، ولغته، تلك اللغة التى ميزته مع أبناء جيله من المخرجين الذين انشغلوا معه أيضا بهذه المسألة، وأعنى بها محاولة البحث عن طريق جديد للمسرح المصرى، ومنهم: «عصام السيد، ناصر عبد المنعم، إميل شوقي، أحمد عبد العزيز فى بعض الأعمال مراد منير، إيمان الصيرفى، عمرو دوارة، أحمد إسماعيل... وغيرهم، ويعد أنه واحد من جيل السبعينيات، ذلك الجيل الذى شهد كثيرا من المتغيرات السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، التى شكلت وعيه مُبكرًا، وحددت موقفه تجاه الواقع، هذا الوعى اتضح -كما ذكرت- فى أعماله التى قدمها للمسرح مخرجا وممثلا. 
وتابع أبو العلا: ربما كان انضمامه إلى فريق التمثيل بجامعة عين شمس -التى كان فيها طالبا- قد أتاح له فرصة التعرف على زملاء شاركوه حب المسرح، وعشقه، هؤلاء الذين عملوا معا، وأعلنوا عن مواهبهم، ورغبتهم فى السير فى هذا الطريق الصعب -طريق المسرح الجاد- فاجتهدوا وثابروا وتثقفوا، ونراهم بالفعل متميزين، وقادرين على لفت الأنظار والتواجد بقوة، ومن هؤلاء الذين زاملهم وعاش معهم حلم التحقق وإثبات الذات: «عصام السيد، توفيق عبد الحميد، أحمد عبد العزيز، سامى مغاوري، محمود حميدة، يحيى الفخراني... كل هؤلاء تميزوا وأصبح لهم شأن فى واقعنا المسرحى سواء فى مجال التمثيل، أو مجال الإخراج. 
وأكد عبد الرازق، أنه استطاع أن يلفت أنظار النقاد إليه، حين قدم أعماله الأولى فى وسط سيطر عليه جيل الستينيات من المخرجين سيطرة كاملة، وكان من الصعب على أى مخرج جديد أن يمارس عمله ما لم يكن قادرا على فرض موهبته، ومُسلحًا بالثقافة والوعى اللازمين لفرض وجوده، وهذا بالفعل ما حققه «محسن حلمي» فى تلك الفترة المبكرة فى مسيرته المسرحية.

أسامة رءوف: أحد أهم مخرجى المسرح فى مصر والوطن العربي

وقال المخرج الدكتور أسامة رءوف، رئيس مهرجان أيام القاهرة للمونودرام، إن المعلمين يتساقطون تباعا بالأمس نودع المخرج سمير سيف، ويبدو أنه الخريف، وقد أطل علينا، لكنه قضاء الله وسنة الحياة؛ فقدنا اليوم المخرج المسرحى محسن حلمى أحد أهم مخرجى المسرح فى مصر والوطن العربي.
وأضاف رءوف، أنه كان إنسانا من الطراز الأول، ودائمًا يمد يد المساعدة للأجيال الجديدة ولا يبخل عليهم بفنه وتجاربه الإبداعية أبدا، حيث قدم العديد من الأعمال سواء فى مسرح الدولة أو القطاع الخاص أو المسرح الجامعي، حيث تتلمذ على يديه الكثير من المخرجين والنجوم الموجودين على الساحة الفنية حاليا.