الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

رسالة البابا فرنسيس في اليوم العالمي الـ 53 للسلام

البابا فرنسيس
البابا فرنسيس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحدث البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، اليوم الخميس، في رسالة له بعنوان "السلام كمسيرة رجاء: حوار ومصالحة وتوبة بيئيّة"، وذلك بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي الـ 53 للسلام، الذي يُحتفل به مطلع يناير المقبل، عن كون السلام طريق رجاء إزاء العقبات والمحن، وهو مقصد رجائنا الذي تتطلع إليه البشرية جمعاء.
وأشار البابا فرنسيس إلى ما يحمل مجتمعنا البشري في ذاكرته وجسده من علامات الحروب والصراعات، وإلى كفاح دول بأكملها كي تتحرر من سلاسل الاستغلال والفساد التي تغذي الكراهية والعنف، وأيضا إلى حرمان الكثير من الرجال والنساء والأطفال والمسنين، حتى في أيامنا هذه، من الكرامة والسلامة البدنية والحرية، بما في ذلك الحرّية الدينية، والتضامن المجتمعي والرجاء بالمستقبل. 
وأضاف البابا، أيضا عن الحرب والتي تبدأ في كثير من الأحيان من رفض اختلاف الآخر، مما يعزز الرغبة في الاستحواذ وفي الهيمنة. تولد الحرب في قلب الإنسان، من الأنانية والكبرياء، ومن الكراهية التي تؤدّي إلى التدمير، وإلى سَجنِ الآخر في صورة سلبيّة، وإلى استبعاده وإلغائه. وتتغذى الحرب من تحريف العلاقات، ومن طموحات الهيمنة، ومن إساءة استخدام السلطة، ومن الخوف من الآخر، ومن الاختلاف الذي يعتبر عقبة؛ وفي الوقت عينه تغذّي الحرب نفسها كلّ هذا.
وأكد البابا فرنسيس أنه لا يمكن الادّعاء بالحفاظ على الاستقرار في العالم عبر الخوف من الإبادة، وسط توازن متقلّب للغاية، هو على شفير الهاوية النووية، ومسجون داخل جدران اللامبالاة. وشدد بالتالي على ضرورة أن نعمل من أجل الأخوّة الحقيقية، التي تُبنى على أساسها المشترك في الله، والتي نمارسها عبر الحوار والثقة المتبادلة. إن الرغبة في السلام مدرجة بعمق في قلب الإنسان ولا يجب أن نقبل بأقل من ذلك.
وتابع الحديث عن السلام باعتباره مسيرة إصغاء مبنية على الذاكرة والتضامن والأخوة، قائلًا: "إن الذاكرة هي أفق الرجاء مؤكدا ضرورة الحفاظ عليها ليس فقط لتجنب ارتكاب نفس الأخطاء مجددًا أو لعدم إعادة طرح المخططات الوهمية الماضية، إنما أيضًا لأنها، ثمرة الخبرة، تشكل الجذور وترسم الطريق لخيارات سلمية حاليّة ومستقبلية.
وأشار البابا فرنسيس إلى حاجة العالم لا لكلمات فارغة بل إلى شهودٍ راسخين في قناعاتهم، وإلى صانعي سلام منفتحين على الحوار دون استثناء أو تلاعب، مضيفا أنه لا يمكن الوصول إلى السلام حقًّا ما لم يكن هناك حوار حقيقي بين الرجال والنساء الذين يبحثون عن الحقيقة أبعد من الإيديولوجيات والآراء المختلفة وشدد على كون عملية السلام التزاما يستمر مع مرور الوقت.