قدم المخرج الراحل سمير سيف أكثر من ٥٢ عملا فنيا متنوعا بين السينما والمسرح والدراما لكن كانت السينما هى الشغل الشاغل له فقد شارك في أعمال سينمائية ساهمت في زيادة شعبية نجوم كبار وحفرت أسماءهم في قلوب الجماهير بتلك الأعمال، فلا أحد ينسى أعماله مع الزعيم عادل إمام في المشبوه وشمس الزناتى والمولد والنمر والأنثى والهلفوت، فقد حقق سمير سيف نجاحا سينمائيا كبيرا مع نجوم عدة ما جعله من المخرجين التى يتهافت عليهم النجوم للعمل معه.
وحكى سيف أحد المواقف بينه وبين الفنان الراحل أحمد زكى حيث التقيا في إحدى إشارات المرور وقال له زكي: «احنا بنشتغل في الفن بقالنا ٢٠ سنة وما فيش عمل جمعنا.. ليه كدا»، وبعدها تعاونا في فيلم معالى الوزير وهو الفيلم الوحيد الذى أخرجه سيف للفنان أحمد زكي.
وعلى الجانب الآخر حقق سيف نجاحا دراميا فقد أخرج ما يقرب من ١١ مسلسلا خلال مسيرته الفنية بدأ فيها بمسلسل الجوارح والبشاير مع النجم الراحل محمود عبدالعزيز، وقدم مسلسل سفر الأحلام مع الفنان محمود مرسى وكانت له تجربة فريدة في حكايات ألف ليلة وليلة عام ١٩٩٣ والتى شارك في بطولتها مجموعة كبيرة من النجوم منهم إلهام شاهين وأبوبكر عزت وسمير صبرى وأحمد ماهر وعمر الحريرى وجورج سيدهم وجمال إسماعيل وليلى طاهر.
ومن المسلسلات التى أحدثت دويا وصدى كبيرا مسلسل «أوان الورد» الذى أخرجه سيف عام ٢٠٠٠ والذى أغضب الكنيسة منه وبعض رجال الدين المسيحى بسبب قصة المسلسل التى تناولت قضية زواج المسلم من مسيحية حيث درات أحداث المسلسل حول أمل ابنة الدبلوماسى السابق الذى تزوج من مسيحية وقامت والدة أمل بتعليم ابنتها تعاليم الدين الإسلامى بالرغم من أنها مسيحية، وبالرغم من الهجوم الذى طال المخرج سمير سيف وقتها لم يمنعه ذلك من تقديم تلك النوعية من الأعمال التى تعلو فيها كلمة الإبداع الفنى عن النزعة الدينية دون تطاول على الأديان.
وعمل أيضا سيف مع مجموعة كبيرة من الفنانين سواء القدامى أو نجوم الجيل الحالى فقدم مسلسل «الدم والنار» مع الفنان الراحل فاروق الفيشاوى والفنانة الراحلة معالى زايد، وتدور فكرة المسلسل حول حاكم ظالم مستبد، تحكم في أقدار أهل بلدته، بالرعب والموت، والحرمان من الرزق الذى وهبه الله لكل الناس، بعد خمسة وعشرين عاما يأتى إليه أحد أبناء ضحاياه، ليغير مجيئه مجرى الأحداث في القرية كلها، وحقق المسلسل نجاحا كبيرا حيث كانت تلك الفكرة سائدة في معظم قرى مصر وكانت هناك العديد من القصص المشابهة لها لمن كان في يده السلطة.
وامتاز المخرج سمير سيف بالتنوع في الأعمال التى قدمها فكان يقدم بعض القضايا الاجتماعية والدينية وكان حبه للأكشن في أعماله لا يخفى على أحد، فقد قدم لون الدراما الاجتماعي في مسلسل «نور الصباح» مع النجمة ليلى علوى التى جسدت دور «نور» وهى مرشدة في شركة سياحة وتعيش مع ابنتها ويحاول طليقها انتزاع حضانة ابنته بتدبير المكائد لها، كذلك تتعرض نور لكثير من الإخطار من الارهابيين ومن تجار الآثار.
وقدم أيضا مسلسلات السير الذاتية حيث أخرج عام ٢٠٠٦ مسلسل «السندريلا» الذى يروى قصة الفنانة الراحلة سعاد حسنى والتى قامت ببطولته الفنانة منى زكى ويحكى المسلسل عن حياة سندريلا الشاشة العربية سعاد حسني، وكيف انطلقت من مصر إلى العالمية، حيث عاشت في العصر الذهبى للسينما المصرية وقصة إصابتها بالمرض وتوقفها عن التمثيل مرورا بوفاتها في ظروف غامضة.
وآخر الأعمال التى قدمها كان مسلسل «ابن موت» بطولة الفنان خالد النبوى والذى ناقش قضايا الهجرة غير الشرعية وتدور أحداث المسلسل حول مافيا الهجرة غير الشرعية، واستغلالها لحاجة الناس، وإيهامهم بالقدرة على توفير فرصة للهجرة والعمل خارج البلاد.
وكانت له تجربة مع مسلسلات الساسبنس مع الفنانة يسرا حيث قدما مسلسل «بالشمع الأحمر».
