الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

طومان باى.. بطل للنهاية

طومان باى
طومان باى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يعد طومان باي، آخر سلاطين المماليك الجراكسة فى مصر، وبوفاته انتهت دولة المماليك على يد العثمانيين، بعدما استمرت قرابة ٢٦٧ سنة، من عام ١٢٥٠م إلى عام ١٥١٧، وهو الرجل الذى سلب قلوب المصريين حبا، يملك سيرة حسنة، فهو عسكرى حاذق ومقاتل شجاع. 
تولى «طومان باى» السلطنة بعد مقتل السلطان قانصوه الغورى بموقعة مرج دابق، إذ أجمع الأمراء على اختياره، إلا أنه امتنع عن قبول منصب السلطنة فى بداية الأمر بحجة ضعف الموقف العام، وتشتت قلوب الأمراء وحدثت فتنة من قبل بعض المماليك، لكنه وافق بعد أن أقسم له الأمراء على المصحف بالسمع والطاعة وعدم الخيانة.
اجتهد طومان باى فى معالجة العديد من المشكلات، ورفع المعاناة الاقتصادية عن الناس، فاتخذ قرارات صارمة بفرض تسعيرة جبرية للسلع، وألزم التجار بخفض الأسعار، ورفع العديد من الضرائب عن كاهل الناس.
أعلن طومان باى النفير، ودعا الشعب كله للمشاركة فى الحرب ضد العدو العثماني، وكانت الهزيمة من نصيب المصريين والمماليك عندما تواجهوا مع عسكر سليم الأول فى موقعة «الريدانية»، ودخل العثمانيون القاهرة، واختفى وسط الأهالى بحى الصليبة، ثم بدأ المقاومة مع نفر قليل من المماليك، معتمدًا على أسلوب حرب العصابات.
نجح طومان باي، فى تكوين جيش جديد من أبناء الصعيد والمماليك، واجه به الجيش العثمانى فى معركة حامية الوطيس قرب الجيزة استمرت يومين وانتهت بهزيمة طومان باى وفراره إلى البحيرة ليختبئ هناك، عند حسن بن مرعى أحد رؤساء الأعراب بالبحيرة، فأحسن استقباله فى بادئ الأمر، ثم وشى به إلى السلطان سليم الأول، فسارع بإرسال قوة للقبض عليه.
التقى السلطان طومان باي، سليم الأول فى معسكره بإمبابة، ودار بينهما حوار سجله المؤرخ ابن زنبل، فى كتابه «آخرة المماليك»، فقال طومان باي: «الأنفس التى تربت على العز لا تقبل الـذل، وهل سمعت أن الأسد یخضع للذئب، لا أنتم أفرس منا ولا أشجع»، فقال السلطان سلیم: «والله مثل هذا الرجل لا یُقتل»، ألح أمراء المماليك الخونة فى قتل طومان باي، لأن حكم العثمانيين فى هذه البلاد سيظل محفوفا بالمخاطر ما عاش.
فى يوم الإثنين ٢١ ربيع الأول سنة ٩٢٣ هـ الموافق ٢٣ أبريل ١٥١٧ م أمر السلطان سليم بأن يعبروا بطومان باى إلى القاهرة، «جاء بالبغلة وأركبوه علیها وقیـدوه»، حتى وصلوا إلى باب زويلة، ورأى الحبال فعلم أنه مشنوق فتشهد وقرأ الفاتحة ثلاثا، وطلب من الناس أن يقرأوا له الفاتحة ثلاثا أيضا، وشنق أمام الناس، وضج الناس عليه بالبكاء والعويل، وبقى مصلوبا ثلاثة أيام ثم أنزل ودفن خلف مدرسة الغوري.