الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

عباس فارس: على خلاف اسمي أنا ضحوك

عباس فارس
عباس فارس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
هو أحد رواد المسرح المصري، إنه الفنان الراحل عباس فارس، الذى كان له لقاء نادر مع الإذاعة المصرية، قبل رحيله عن الحياة، في ١٣ فبراير عام ١٩٧٨، ألقى فيه الضوء على محطات مهمة في حياته ومسيرته الفنية.
في ذلك اللقاء، فجر عباس فارس مفاجأة، حينما قال: إنه لم يحلم بالعمل ممثلا أو حتى الدخول إلى مجال الفن، مضيفا أنه في صغره كانت مدرسته الابتدائية تصطحب التلاميذ في نهاية العام إلى الأوبرا لمشاهدة بعض العروض المسرحية، وشاهدت رواية إيطالية بطلها كان ذا صوت ضخم «بيجعر»، وحينما ذهبت للمدرسة حاولت تقليده أمام أصحابى والمدرسين، فجاء الناظر وسألنى بتعمل أيه؟ فقلت له: بنعر فقال «ده ممنوع ولو عملت كده تانى هارفدك»، وفى العام التالى شاهدنا رواية «عطيل»، وكان بطلها «جورج أبيض»، أيضا كان البطل «بيجعر» وهو يقول: «إلى الوراء إلى الوراء»، وحينما عدت للمدرسة قلدته وتم فصلي، وبلغت عمى ووالدتى وخالتي، وظلوا يبكون لأننى فاشل ولا أنفع بشيء، وصعبت على نفسى وبكيت، لكن من هذا الوقت بدأ يراودنى حلم التمثيل، رغم أن أمنيتى أصلا أن أكون ضابطا وأدخل الكلية الحربية.
واستطرد فارس قائلا: «بدأت التمثيل في عام ١٩١٢ وقتها كان جورج أبيض يمثل رواية «مقبل»، وكان هناك رواد منهم «عبد الرحمن رشدي، محمد عبد القدوس، جورج أبيض» وغيرهم من كبار تعلمنا منهم، وكان المجتمع ينظر للتمثيل نظرة تنفير، لكن العقبات التى واجهتنا كانت الركود، وكان الوحيد الذى يعمل جورج أبيض، ثم جاءت منيرة المهدية، وتوفى الشيخ سلامة حجازى في تلك الفترة.
وواصل عباس فارس سرد مسيرة حياته فقال: «أنا إنسان مبتسم وضحوك مع أنى اسمى عباس، وهى صيغة مبالغة من عبس، ومع ذلك فأنا ضاحك»، وعن رؤيته للمسرح المصرى وقتذاك قال: هو جيد ويتطور وأزمته في رأيى هى التأليف، فبعض الكتاب يقتبس من مراجع أمريكية وغربية، أكثر مما يرجعوا لتاريخنا وحياتنا وشخصياتنا، أما السينما المصرية فيمكننى القول إنها اتجهت نحو التهريج والغناء أو ناحية العظات.
وعن ذكرياته في المسرح، روى عباس فارس حكاية فقال: «ذات مرة كان لدينا رواية مسرحية اسمها «صلاح الدين ومملكة أورشليم»، وأسند لى دور شخص يدعى «إياذ»، وسافرنا للشام، وجاء ممثلون جدد معنا منهم ممثل قام بدورى، فقال جورج أبيض «صاحب الدور وصل يا عباس، ويمكنك عمل دور شقيق صلاح الدين الملك العادل»، وحفظت الدور وتعبت في حفظ الآيات القرآنية، وكان أمامى حمام زاجل والمفروض أقول {ويخلق ما لا تعلمون}، اتلخبطت وقلت و«يخلق ما تعلمون»، والناس ردت أعوذ بالله، وفى الآية التى بعدها كان مفروض أن أقول {آيات لقوم يعقلون} لكنى قلت: «آيات لقوم لا يعقلون»، وحدثت ضجة في الصالة، وثار المتفرجون، وهربت وعدت بعدها.