الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

مؤلفة "المتكلم والفيلسوف والأصولي": "الأقاويل العلمية" كلمة السر في تراث ابن رشد

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أكدت الدكتورة ماجدة عمارة الباحثة في مجال الفلسفة الإسلامية واليونانية، أن الفيلسوف العربي أبا الوليد ابن رشد نجح في إزالة الغموض والجدل عن فلسفة أرسطو واستطاع أن يقدمها بشكل جديد ليستفيد منها الغرب بشكل قوي.
وخلال حديث مؤلفة كتاب "المتكلم والفيلسوف والأصولي" الخاص لـ"البوابة نيوز" عن ابن رشد والفلاسفة، الذي تحل ذكرى وفاته اليوم الثلاثاء، قالت "ماجدة": إنهم "هم" وإنه ابن رشد. 
وشرحت مقولتها موضحة: "كلمة "هم" إن قرأت حرف الهاء فيها مضمومة أو مفتوحة، فكلاهما مقصودة وأعنيها، ذلك لأن كل الفلاسفة، الذين عرفتهم، عندى في جانب، وابن رشد وحده في جانب آخر، هذا إن قرأنا الهاء هنا مضمومة، أما إن قرأناها مفتوحة، فنعم أعنيها أيضا، وذلك لأن من عرفتهم من الفلاسفة كانوا يثيرون المشكلات، ويتحدثون في غوامض الأمور، فيجعلون الفكر الفلسفى، وعملية التفلسف في ذاتها، نوعا من "الهم" لا يستطيع حمله إلا أصحابه. 
ووصفت "ماجدة" فيلسوف قرطبة بـ "إنه وحده الشارح، والشارح عندى تعنى: شارحًا للصدر شارحًا للعلم، لأن ابن رشد استطاع أن يحتوى كل الفلسفة التى وردت قبله عند "المعلم الأول أرسطو"، فأعاد تقديم أرسطو بكل فلسفته وعلمه بطريقة تتسم بالوضوح والبساطة والتفصيل، أزال عنها الغموض والجدل، وأبقى فقط على ما أسماه "الأقاويل العلمية" ومن هنا عرف علماء الغرب أرسطو وفلسفته في صورتها العلمية النقية فكانت شروح ابن رشد على أرسطو هى إشارة البدء لعصر العلم هذه واحدة، أما الأخرى فإن ماكتبه ابن رشد عن عدم تعارض الفلسفة والعلم مع الدين أعطى إشارة البدء أيضا بانتهاء التطرف الدينى وإرهابه للناس في أوروبا وفتح الباب أمام عصر التنوير.
وتابعت "ماجدة" أن الغرب عرف ابن رشد باسم  Averroes منذ حوالى ثمانية قرون، أما هنا فى بلادنا، فابن رشد لم يعرف بعد، لا بشروحه على أرسطو، ولا بفصله فى المقال وتقريره لما بين الحكمة والشريعة من اتصال، ولا بإسهامه العلمى والمنهجى فى فتح المجال أمام دراسة التشريع الإسلامى دراسة عقلية ممنهجة تنأى به بعيداعن مدعي امتلاك سلطة النص المقدس.