الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

أوجه الخلاف بين مصر وإثيوبيا ومطالب الطرفين.. تفاصيل آخر جولات مفاوضات سد النهضة بواشنطن.. مناقشة ملء وتشغيل السد باجتماع ثلاثي جديد في 13 يناير 2020

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

سبل دبلوماسية وتفاوضية عدة سلكتها أطراف مفاوضات سد النهضة الثلاث "مصر وإثيوبيا والسودان" منذ سنوات ليست بالقليلة، كان آخرها وليس نهايتها، اجتماع أمس الاثنين بالعاصمة الأمريكية واشنطن، الذي أعلن أن يناير 2020 ستكون الجولة الأخيرة لمفاوضات سد النهضة.

وتستعرض "البوابة نيوز"، في التقرير التالي، النقاط الرئيسية التي تم مناقشتها خلال الثلاث اجتماعات الأخيرة حول سد النهضة، وأوجه الخلاف بين مصر وأثيوبيا.

 وتتركز الخلافات حول نقطتين رئيسيتين:

الخلاف الأول يتعلق بحصة مصر

تطالب مصر بحصة مائية تقدر بـ40 مليار متر مكعب عندما يكون الفيضان متوسطا أو منخفضا أو أعلى من المتوسط قليلا، على أن تتحمل مصر والسودان العجز البالغ مقداره 10 مليارات متر مكعب مناصفة بينهما حتى ملء السد وتخزين المياه به.

بينما تطلب إثيوبيا أن تكون حصة مصر والسودان معا خلال سنوات الملء بقيمة تتراوح ما بين 31 و35 مليار متر مكعب، مع تأكيدات بأنها من المفترض أن تكون لهما حصة في مياه النيل الأزرق.

 الخلاف الثاني يتعلق بمنسوب المياه في بحيرة ناصر والسد العالي

وتطلب مصر الحفاظ على منسوب 165 مترا للمخزون المائي للسد العالي في بحيرة ناصر، والتنسيق في تشغيل سدى النهضة والسد العالي طبقا للاتفاقيات الدولية في تشغيل السدود على الأنهار الدولية المشتركة بهدف تقليل الفاقد وتعظيم الفائدة، فضلا عن أن هذا المنسوب يمثل الحد الأدنى لإمكانية توليد الكهرباء من السد العالي ويغطي العجز المائي في حالة نقص الفيضان.

أما إثيوبيا ترفض ذلك بحجة أن بحيرة ناصر والسد العالي تعتمدان على مياه النيل الأبيض ونهر عطبرة، ولا يجب ربطها بالنيل الأزرق.

 الطرح المصري لحل أزمة سد النهضة

يدور الطرح المصري في المفاوضات حول ملء وتشغيل السد باستخدام أحدث النماذج الرياضية لتحقيق التوازن ما بين تعظيم كميات كهرباء السد لصالح إثيوبيا ومتطلبات الأمن المائي لمصر والسودان، كما يعتمد كذلك على إيراد النيل الأزرق السنوي الذي يختلف اختلافا كبيرًا من عام لآخر، ويصعب توقعه أو تقدير كمياته مسبقا، فضلا عن أن الطرح المصري يأخذ في الاعتبار حالة الفيضانات العالية، حيث يمكن ملء السد في سنوات قليلة قد تصل إلى 3 سنوات، أما في حالة سنوات الفيضان المتوسطة والمنخفضة فقد يستغرق ملء السد من 10 إلى 15 عامًا.

 الطرح الإثيوبي لحل أزمة سد النهضة

أما عن الطرح الإثيوبي كان اقتصاديا خالصا ويهدف لتعظيم العائد الاقتصادي للسد من خلال ملء السد خلال فترة زمنية تتراوح ما بين 4 و7 سنوات، بغض النظر عن التداعيات السلبية لذلك على مصر والسودان.

 إثيوبياتتعنت وترفض مناقشة قواعد تشغيل سد النهضة

قدمت إثيوبيا خلال جولة المفاوضات التي جرت في الخرطوم مؤخرا، مقترحا جديدا يعتبر خروج عن كل ما سبق الاتفاق عليه من مبادئ حاكمة لعملية الملء والتشغيل، ورفضت مناقشة قواعد تشغيل سد النهضة، وأصرت على قصر التفاوض على مرحلة الملء وقواعد التشغيل أثناء تلك المرحلة، بما يخالف المادة الخامسة من نص اتفاق إعلان المبادئ الموقع في 23 مارس 2015، كما يتعارض مع الأعراف المتبعة دوليا للتعاون في بناء وإدارة السدود على الأنهار المشتركة.

 مصر تعلن وصول المفاضات إلى طريق مسدود

وأعلنت مصر في أكتوبر من العام الجاري، وصول مفاوضات سد النهضة إلى طريق مسدود عبر بيان مقتضب صادر عن وزارة الموارد المائية والري، وطالبت بتنفيذ المادة العاشرة من اتفاق إعلان المبادئ بمشاركة طرف دولي في مفاوضات سد النهضة للتوسط بين الدول الثلاث، وتقريب وجهات النظر والمساعدة على التوصل لاتفاق عادل ومتوازن يحفظ حقوق الدول الثلاث دون الافتئات على مصالح أي منها التدخل الأمريكي.

 أمريكا تتوسط لحل أزمة سد النهضة

وتدخلت أمريكا بالفعل وطرحت نفسها كوسيط دولي ووجهت دعوة للدول الثلاث لعقد اجتماع في واشنطن في 9 نوفمبر الماضي، تم الاتفاق خلاله على عقد 4 اجتماعات متواصلة بين وزراء الموارد المائية في الدول الثلاث برعاية وزير الخزانة الأمريكي ومشاركة البنك الدولي على أن يتم التوصل لاتفاق بحلول منتصف يناير من العام المقبل 2020، وتكون آخر مباحثات الثلاث اطراف بخصوص سد النهضة.

وبالفعل تمت الجولات التفاوضية وانتهت إلى استضافة واشنطن اجتماعا ثلاثيا جديدا حول سد النهضة في 13 يناير 2020، حيث أصدر وزراء خارجية مصر وإثيوبيا والسودان بيانا مشتركا مع ممثلين من البنك الدولي والولايات المتحدة بعد اجتماع بشأن سد النهضة على، جاء فيه أن المحادثات بين الدول الثلاث ستتواصل في يناير 2020.

وذكر البيان أن القادة اتفقوا على أن المسار الاستراتيجي للاجتماعين الفنيين المقبلين ينبغي أن يكون تطوير القواعد الفنية والمبادئ التوجيهية لملء وتشغيل سد النهضة".

وأضاف البيان الصادر الثلاثاء: "يدرك القادة أن هناك مزايا كبيرة لجميع الدول الثلاث في تطوير القواعد والمبادئ التوجيهية لمعالجة ظروف الجفاف"، موضحا ان تنفيذ قواعد الملء والتشغيل ستقوم بها إثيوبيا ويمكن تعديلها من الدول الثلاث.

وأشار البيان إلى أن قادة الدول الثلاث سيجتمعون في واشنطن يوم 13 يناير لمواصلة المحادثات بشأن خطط السد.

 وزير المياه الإثيوبي: متفائلون بجولة مفاوضات يناير 2020 بشأن سد النهضة

وأعرب سيلشي بيكلي - وزير المياه والكهرباء الإثيوبي، عن تفاؤل دولته، حول الاجتماعين القادمين في الخرطوم وأديس أبابا لحل القضايا المتعلقة بسد النهضة.

قال بيكلي، عبر تغريدة على صفحته الرسمية بموقع التغريدات القصيرة "تويتر": "لقد أنهينا اجتماع ٩ ديسمبر الثلاثي لوزراء الخارجية والري لمصر وإثيوبيا والسودان، وبمراقبة الولايات المتحدة والبنك الدولي لتقييم التقدم في سير المفاوضات الفنية، وانتهى الاجتماع بالتفاؤل حول الاجتماعين القادمين في الخرطوم وأديس أبابا لحل القضايا المتعلقة بسد النهضة".