بالتزامن مع احتفالات اليوم العالمي للطيران المدني، تشهد مصر نهضة كبيرة في تطوير وتأهيل الطيران المصري، بمختلف قطاعاته حيث تعمل الدولة على دمج وإعادة هيكلة شركات مصر للطيران حتى تسهم في تحسين الخدمات للركاب ومضاعفة أسطول الشركة، وتحقيق أرباح مضاعفة خلال المرحلة المقبلة، بحسب ما أعلنته وزارة الطيران المدني في سبتمبر الماضي.
ويهدف اليوم العالمي للطيران المدني إلى المساعدة في توليد وتعزيز الوعي العالمي بأهمية الطيران المدني الدولي في التنمية الاجتماعية والاقتصادية للدول، بالإضافة إلى مساعدة الدول على التعاون وتحقيق شبكة عالمية حقيقية للنقل السريع في خدمة البشرية جمعاء.
ويعد الطيران المدني واحدًا من أبرز روافد التنمية الاقتصادية في مختلف العالم، وتشير الإحصاءات والأرقام الرسمية الصادرة عن منظمة الطيران المدني الدولية "الإيكاو" إلى أن الطيران المدنى ساهم في تنمية وتطوير مختلف القطاعات، وبخاصة قطاع السياحة.
أرقام وحقائق
تثبت الأرقام أن للطيران المدني دور حيوي في اقتصاديات العالم، فمنذ تأسيس منظمة الطيران المدني الدولي، تمكنت شبكة الطيران المدني الدولي من نقل أكثر من 4 مليارات مسافر سنويًا، كما يدعم قطاع النقل الجوي العالمي 65.5 مليون وظيفة، و2.7 تريليون دولار في النشاط الاقتصادي العالمي.
وبالحديث عن الأيدي العاملة فإن أكثر من 10 ملايين امرأة ورجل يعملون في مجال الطيران المدني حول العالم، ويسيرون ما لا يقل عن 120 ألف رحلة، ونقل 12 مليون مسافر يوميًا إلى وجهاتهم بأمان، كما أن للطيران المدني انعكاسات على القطاعات الاقتصادية الأخرى وأبرزها السياحة، إذ يسهم في ما لا يقل عن 65.5 مليون وظيفة في قطاع السياحة، و3.6 % من النشاط الاقتصادي العالمي مدعوم من صناعة الطيران.
واحتفالا باليوم العالمي نرصد مجموعة من الحقائق والأرقام المتعلقة بدور مصر البارز على خريطة الطيران المدني العالمية.
88 عاما من الريادة
تعد مصر من أوائل الدول الرائدة التي انضمت لمنظمة الـ ICAO، كما أنها عضو فعال في مجلس المنظمة منذ الإنشاء، ومنذ اللحظة التاريخية التي تم فيها توقيع اتفاقية الطيران الدولي المعروفة باتفاقية شيكاغو من قبل 52 دولة في 7 ديسمبر عام 1944، ولمصر تاريخ عريق في مجال الطيران المدني، حيث بدأت مصر خبرتها في النصف الأول من القرن العشرين مع بداية تأسيس أول شركة مصرية للطيران "مؤسسة مصر للطيران" وذلك خلال عام 1932م، بصدور مرسوم إنشاء مصر للطيران في 7 مايو 1932 معلنا مولد أول شركة طيران وطنية مصرية تحت أسم مصر للطيران، على أن تقوم بتنظيم التعليم العملي للطيران والملاحة الجوية في مصر لإيجاد عنصر مدرب على أعمال الطيران.
بدأ العمل في الشركة بأربعة طائرات وفى أواخر عام 1933 توسعت الشركة فاشترت طائرات دى هافيلاند 86 الأكسبريس ذات الأربعة محركات والستة عشر مقعدا والتى يقودها طياران وموظف لاسلكى.
أول مدرسة لتعليم الطيران
ولتعليم فنون الطيران أنشأت مصر مدرسة مصر للطيران في 7 مايو 1932 تهدف إلى بتكوين قاعدة عريضة من الطيارين الذين سيتولون قيادة الطائرات المصرية على خطوط الشركة التي تحمل أسم مصر وعلمها على أن يكون مقرها مطار ألماظة ونظرا للإقبال الشديد على هذه المدرسة فقد شجع مصر للطيران على فتح مدرسة جديدة في الإسكندرية في شهر يوليو 1933 وبذلك اصبح بمصر في ذلك الوقت مدرستان للتدريب.
أول مطار مصرى
في خطوة لبناء قطاع كبير للطيران المدني رات مصر في عام ١٩٣٠ أن إنشاء المطارات المصرية أصبح ضرورة ملحة، وبخاصة أن المطارات التي كانت موجودة في ذلك الوقت خاضعة للإشراف البريطاني ولم يكن موجود بالقاهرة سوى مطار هليوبوليس الذى استخدمه سلاح الجو البريطانى أثناء وبعد الحرب العالمية الأولى وكان محرما على الطائرات المصرية والأجنبية فيما عدا طائرات الخطوط الجوية الإمبراطورية ( الإنجليزية ) فأنشأت أول خط جوى لها مارا بمصر ثم العراق ثم باكستان وخط آخر لها مارا بمصر والسودان.
بدأ التنفيذ الفعلي في إنشاء مطار ألماظة عام 1930 وفى 2 يونيو 1932 تم افتتاح المطار بمناسبة وصول أول سرب من سلاح الطيران المصرى الحربى من انجلترا بطائراتهم إلى مصر.
مطار القاهرة قاعدة عسكرية
قد يخفى على العديد منا أن مطار القاهرة الذي يعد أهم المطارات المصرية كان في الاصل قاعدة عسكرية كبيرة، حيث انشأ المطار بعد سنوات قليلة من إنشاء مطار ألماظة في الأربعينات من القرن الماضي، عندما تم تأسيسه كان مخصصا كقاعدة عسكرية للقوات الجوية الأمريكية في باين فيلد على بعد خمسة كيلومترات من مطار ألماظة لخدمة قوات التحالف خلال الحرب العالمية الثانية، وبعد مغادرة القوات الأمريكية القاعدة بنهاية الحرب استحوذت هيئة الطيران المدني على القاعدة وخصصتها للطيران المدني الدولي عام 1945، وسمي المطار حينها "مطار الملك فاروق الأول"، وفي غضون ذلك، تم تخصيص مطار ألماظة للرحلات الداخلية.
مصر الأولى عربيا وأفريقيا
وفي 2019 استطاعت مصر أن تتصدر الدول العربية والأفريقية في مجال صناعة النقل الجوي، وحافظت على مقعدها في مجلس منظمة الطيران المدني الدولي (الإيكاو)، وذلك خلال الانتخابات التي جرت في سبتمبر الماضي ضمن فعاليات الدورة ال 40 للجمعية العمومية لمنظمة الطيران المدني الدولي (الإيكاو) والمنعقدة بمقر المنظمة بمونتريال كندا، حيث أسفرت نتائج الانتخابات على حصول مصر على المركز الأول عربيًا وأفريقيا بـ(154) صوت من إجمالي(167 ) صوتا للدول الأعضاء وهو ما يعزز صدارتها بين الدول العربية والأفريقية بمنظمة الإيكاو.
