تحولت حبوب حفظ الغلال، من مادة يستخدمها الزراعيون لحفظ الغلال من التسوس، إلى وسيلة جديدة للانتحار، فحصدت تلك الحبوب أرواح العديد من الشباب في الفترة الأخيرة إما بتناولها من أجل الانتحار أو عن طريق الخطأ، تلك الحبة القاتلة التي وصفها خبراء كيمائيون بمادة شديدة السُمية..
وتستعرض "البوابة نيوز" في التقرير أبرز الوقائع الانتحار التي نتجت عن تناول حبوب الغلال السام، خلال الأسبوع الماضي.
في كفر الشيخ.. طالبة الإعدادية تنتحر بسبب المذاكرة
لقيت طالبة بالصف الثاني الإعدادي، مصرعها، إثر تناولها حبة حفظ الغلال القاتلة، داخل منزل أسرتها بقرية شباس بكفر الشيخ، وبإجراء التحريات، تبين أهل الطالبة عثروا عليها في حالة إعياء شديد، إثر تناولها حبة حفظ الغلال ولم يتمكنوا من إسعافها، وتبين أن الطفلة هي "دنيا.ا.ع "، 13 عامًا، وبسؤال أسرتها تبين أنها تناولت حبة حفظ الغلال "الحبة القاتلة"، بسبب حدوث مشادة كلامية بينها وبين والدها بسبب المذاكرة، فأسرعت بتناول الحبة القاتلة للتخلص من حياتها ولم يستطع أهلها إنقاذها.
حزنا على زواج حبيبته.. طالب ينتحر بحبوب الغلال في الإسكندرية
انتحر طالب جامعي بتناول "قرصًا لحفظ الغلال، داخل منزله في عزبة الورداني بالإسكندرية، وذلك لمروره بحالة نفسية سيئة بسبب زواج ابنة عمه من آخر، وتبين من الفحص وجود جثة "ع.م.ح" 23 عامًا، طالب في كلية الآداب جامعة الإسكندرية، وذلك داخل شقته جثة هامدة، وبسؤال والد الطالب، قرر انتحار نجله بعد يومين من زواج ابنة عمه من آخر، نظرًا لحبه الشديد لها ورغبته في الارتباط بها، مشيرًا إلى أن نجله كان يعاني من اكتئاب وحالة نفسية سيئة.
طالبة طب الأسنان تنتحر
وفي محافظة الدقهلية، أقدمت طالبة بكلية طب الأسنان جامعة المنصورة على الانتحار، بتناولها حبوب حفظ الغلال السامة، مما تسبب في مصرعها، وبالانتقال والفحص تبين أن الطالبة تدعى سارة س. ب.، 23 سنة، مقيمة بإحدى قرى شربين، وأنها تدرس في الفرقة الخامسة بكلية طب الأسنان جامعة المنصورة، تناولت قرصا ساما يستخدم في حفظ الغلال، وبسؤال والدها في محضر الشرطة، أكد أن نجلته كانت تعاني من مرض نفسي، وقدم روشتات طبية تثبت أقواله.
الغربية.. فتاة تنتحر بحبوب الغلال لمرورها بأزمة نفسية
أقدمت فتاة في العقد الثاني من العمر على الانتحار بتناول حبة الغلال السامة بقرية كفر حشاد التابعة لمركز كفر الزيات بمحافظة الغربية، وبإجراء التحريات والمعاينة تبين أن الفتاة تدعى "مروة ا" في العقد الثاني من العمر، اقدمت على الانتحار داخل منزلها عن طريق تناول حبة الغلال لمرورها بحالة نفسية سيئة ولا توجد شبهة جنائية.
ومن جانبه، قال الدكتور أحمد الجهيني، أستاذ الكيمياء الحيوية والعلوم النباتية، بجامعة سوهاج، إن الاسم العلمي لهذه الحبة هو "الألومنيوم فوسفيد"، وكانت تستخدم قديما في سم الفئران.
وأضاف الجهيني في تصريحات لـ "البوابة نيوز"، قائلا: "لكن وزارة الزراعة صرحت بدخولها لمصر كمبيد حشري ومسجلة بالوزارة، ومكتوب عليها مادة عالية السمية، وتستخدم لحفظ الغلال من التسوس، إلا أن هناك بعض الدول حظرت استخدامها بعد تسببها في زيادة نسبة وفيات الأطفال، وهذه المادة لا تترك أي آثار على الجسم بعد استخدامها في حالات الانتحار.
وأشار إلى أن الحبوب تصدر غازًا يسبب أمراض السرطان عند كثرة استنشاقه، وأوضح الجهيني، أنه في حال استنشاق غاز الفوسفين ذى الرائحة الكريهة تظهر أعراض مصاحبة تبدأ تدريجيًا على الشخص المصاب وتعتمد على فترة تعرضه للغاز السام، لذا عند الشعور بأحد هذه الأعراض يجب الذهاب فورًا إلى أقرب مركز إسعاف للوقوف على الحالة وتجنب تفاقمها ومن هذه الأعراض، وأشار الجهيني أن فرص الانقاذ من تلك الحالات ضعيف جدا حيث إن المادة السمية الموجودة بالحبوب تنتشر بصورة سريعة في أجهزة الجسم وتسبب فشلا بها مما يصعب اسعاف الشخص، وعن كثرة حالات الانتحار بها، طالب الأستاذ الجامعي، بتدشين حملات لمقاطعة الانتحار، ونشر التوعية الدينية والثقافية والتركيز على ذلك في وسائل الإعلام المختلفة.
