الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

سهيل سعود يكتب: هل تدرك سحر الابتسامة؟

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
من الأمور التي نادرا ما نتوقف عندها، ونفكر في سحرها وامكانياتها، الابتسامة. الإبتسامة تتضمّن قوّة كبيرة للمبتسم والمبتسم له. فهي تغيِّر مزاج الاثنين الى حالة أفضل. فيشعران أنهما بحالة أفضل. في مقالتها، "أهمية الإبتسامة"، تقول الكاتبة كريستينا تشيتورد، "إبتسم. لأنه عندما تبتسم تزداد ثقتك بنفسك. إبتسم لكي تنير يوم إنسان آخر". في كتابها "11 سببا جوهريا لضرورة الإبتسامة كلّ يوم"، تذكر الكاتبة إلينا هول، "ان الإبتسامة توحي للناس بالثقة، مما يشجعهم على الانفتاح أمامك واخبارك عن ما في دواخلهم. فالانسان المتجهم الوجه والعابس، لا يبدو للناس أنه مصدر للثقة، فيتجنبونه. الإبتسامة تجعل المبتسم، ينظر الى الأمور بأكثر إيجابية. الإبتسامة تشكل عاملا جاذبا للآخرين. عندما نبتسم، فاننا دون أن ندري، نشجع الناس على الإقتراب منّا والتواصل معنا. عندما يبتسم احدهم، لشخص لا يعرفه، فابتسامته قد تكون نقطة انطلاق لبناء علاقة اجتماعية، كما قال الكاتب" ابتسامة، فسلام، فكلام ، فموعد، فلقاء".
الإبتسامة بطبيعتها مُعدية. عندما تبتسم لأحد، فانه في معظم الأوقات يبادلك بابتسامة أخرى. واذا ما ابتسمت لعدد من الأشخاص، ترى عدوى الإبتسامة، تنتقل من شخص الى آخر. وهناك تفسير علمي لهذه الظاهرة. بحسب رأي طبيب علم الأعصاب، ماركو لوكابوني، اذ قال، "نحن جميعًا لدينا ما يسمى "مرايا عصبية" في أدمغتنا، تتفاعل عندما نقوم بأمر ما ، ومنها الابتسامة، أو عندما نشاهد أُناس آخرين يبتسمون. فعند الابتسام، تستنفر المرايا العصبية ، وتقوم أعصاب الوجه بنشاطات حركية، تربطها بالإبتسامة.
الإبتسامة تحفظ الدماغ في حالة من الإرتياح. ففي حين أن الدماغ يميل طبيعيًا، للتفكير بشكل سلبي كنوع من الدفاع عن الذات. فالابتسامات المتكررة، تمنحه نوعا من الراحة. وتعابير الوجه وانفراج أساريره، تنقل مشاعر الإرتياح. يقول كاتب سفر الأمثال، في الكتاب المقدسن "القلب الفرحان يجعل الوجه طلقًا. وبحزن القلب، تنسحق الروح" (أمثال15: 13). في كتابه "إيجابية السعادة"، للكاتب "شون أكور"، يذكر الكاتب، "أنه عندما تصبح الابتسامة، جزءًا من حياتنا اليومية، فإننا نساعد أدمغتنا لخلق مساحات إستمتاع، للتفكير بايجابية أكثر". في دراسة أُجريَت على 170 شخصا عام 2012 في جامعة كنساس، لتحديد مفاعيل الإبتسامة، تبيّن أن الناس الذين ابتسموا أكثر من غيرهم، قد عرفوا إنخفاضًا ملحوظًا في سرعة خفقان قلوبهم، ممّا يعني أن الإبتسامة، ساهمت في تخفيف الضغوطات على المُبتسم. الإبتسامة تؤثّر تأثيرًا مباشرًا على خلايا الجسم في الإنسان. في كتابها "أسرار خلايا جسمك"، تذكر الكاتبة، ساندرا بارت، أن خلايا الجسم، تستطيع معرفة، ان كان الإنسان في وضع راحة أو عدمها راحة. فهي تستطيع التعامل مع، حالتك الراهنة وتقوم بتصحيح الخلل، وتخلق نوعا من التوازن في الجسم. فابتساماتنا، تليّن من جمود وصلابة خلايانا. مما يمنح لأعصابنا بعض الراحة. هذه الدراسات، تنسجم مع قول كاتب سفر الأمثال: "القلب الفرحان يُطيِّب الجسم. والروح المنسحقة تجفّف العظم" (أمثال17: 21).
الابتسامة تجعل الإنسان، خلاّقًا أكثر. في دراسة احصائية، أجريت في جامعة كاليفورنيا عام 2013، فقد تبين بأن الناس السعداء، الذين يبتسمون دائما، كان لديهم منهجية أشمل، في معالجة المشاكل، بطريقة خلاّقة. اذ زادت قدرتهم على التفكير بخيارات أكثر، من الذين لم يبتسموا. وسبب ذلك، أن مادة الدوبامين التي يفرزها الدماغ، تساعد الانسان في عملية التعلّم وأخذ القرار. في دراسة أجريت عام 2004، على موظّفين يعملون بتماس مباشر مع الزبائن، فقد تبيّن أن إبتسامات الموظّفين، تركت أثرًا إيجابيًا على الزبائن، ممّا شجّعهم على الاستمرار في مراودة، المراكز التي يعملون بها. كما انها رفعت نسبة الإنتاجية عندهم. فاعتبر المسؤولون عنهم ابتسامتهم، نوعًا من الكفاءة.
الابتسامة هي لغة اللطف العالمية. إنها نور النهار، للإنسان المُحبط. ونور الشمس، للإنسان الحزين. الإبتسامة تعبّر أكثر من الكلمات المنطوقة. فهي، توصل رسالة للآخر، مفادها: "أنت تروق لي. أنا مسرور برؤيتك. لقد جعلتني سعيدًا".