الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

صحيفة: موجة من أسوأ الاضطرابات السياسية تعصف بإيران منذ 40 عاما

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

وصفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية المظاهرات التي تشهدها إيران حاليا بأنها الاضطراب السياسي الأكثر دموية منذ اندلاع الثورة الإسلامية في إيران قبل 40 عاما، إذ قتل 180 شخصا على الأقل -وربما مئات آخرين- حيث سعت الحكومة عبر خطواتها القمعية واستخدامها القوة المفرطة إلى كبح المتظاهرين.

وذكرت الصحيفة -في مقال أوردته في موقعها على الإنترنت اليوم الإثنين- أن الأمر قد بدأ قبل أسبوعين بزيادة مفاجئة ل50 بالمائة على الأقل في أسعار البنزين. وفي غضون 72 ساعة كان المحتجون الغاضبون في المدن الإيرانية الكبيرة والصغيرة يطالبون بتنحي حكومة الجمهورية الإسلامية وإسقاط قادتها.

وقالت الصحيفة إنه في العديد من الأماكن ردت قوات الأمن على المتظاهرين غير المسلحين -الذين تتألف غالبيتهم من شباب عاطل عن العمل ومنخفض الدخل وتتراوح أعمارهم بين 19 و26 عاما- بفتح النيران عليهم، بحسب روايات شهود العيان ولقطات الفيديو المصورة.

وأفاد شهود عيان وعاملون في مجال الإعلام بأنه في مدينة ماهشهر وحدها قام عناصر الحرس الثوري بتطويق المتظاهرين وقتلوا ما يتروح بين 40 إلى مائة متظاهر -غالبيتهم غير مسلحين- خلال إحدى المسيرات.

ونقلت نيويورك تايمز عن عميد ميماريان نائب مدير مركز حقوق الإنسان في إيران الذي يتخذ من نيويورك مقرا له قوله إن "معدل الاستخدام الأخير للقوة المهلكة ضد الناس عبر أرجاء البلاد غير مسبوق حتى بالنسبة لإيران وسجلها العنيف".

وبحسب المنظمات الدولية الحقوقية وجماعات المعارضة والصحفيين المحليين فإن ما يتراوح بين 180 إلى 450 شخصا وربما أكثر قتلوا خلال أربعة أيام من العنف الشديد بعد الإعلان عن ارتفاع أسعار البنزين في 15 نوفمبر الماضي حيث أصيب ألفان على الأقل واعتقل 7000، بينما شهدت إيران أخر موجة من المظاهرات الضخمة بعد الانتخابات الرئاسية عام 2009 والتي قوبلت أيضا بإجراءات قمعية دامية خلفت 72 قتيلا خلال فترة زمنية أطول تبلغ 10 أشهر.

وأضافت الصحيفة أن اندلاع الاحتجاجات الأخيرة لم يكشف عن مستويات الإحباط الصادمة إزاء القادة الإيرانيين فحسب، وإنما أيضا كشف عن التحديات السياسية والاقتصادية الخطيرة التي تواجههم بسبب العقوبات الشاقة التي فرضتها إدارة ترامب على طهران.

ويرى محللون سياسيون أنه يبدو أن المظاهرات وجهت صفعة قوية للرئيس حسن روحاني -المعتدل نسبيا بين الأطياف السياسية في إيران- وهو ما يضمن أن المتشددين قد يفوزوا بالانتخابات البرلمانية الوشيكة والرئاسية في غضون عامين.

واختتمت الصحيفة الأمريكية مقالها قائلة إن الرد القاسي على المتظاهرين يسلط الضوء على وجود صدع كبير في العلاقة بين زعماء إيران وشرائح كبيرة من الشعب البالغ تعداده 83 مليون نسمة.