الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

صرخة قبل فوات الآوان.. احذر "التنمر" أول خطوة على طريق الانتحار.. وليد هندي: مسئولية الأسرة والمدرسة.. محمد يوسف: يدفع الطفل للاكتئاب والعزلة والهروب من الاختلاط

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أثارت واقعة "تنمر" بشاب من جنوب السودان مقيم بمصر، اندهاش الرأي العام، وعقب نشر فيديو مصور لهذه الواقعة تم القبض على الشباب ومصور الفيديو، وهذه الواقعة لم تكن الأولى أو الأخيرة التي تثير السوشيال ميديا بسبب انتشار الكثير من المقاطع التي تثبت وجود خلل نفسي لدى بعض الشباب وتعمدهم إلحاق الأذى بالآخرين. 
كانت واقعة أخرى قد شهدتها الإسكندرية أثارت رواد مواقع التواصل الاجتماعي بـ"فيسبوك"، وبدأت بمشاجرة بين فتاتين بالمرحلة الابتدائية وصفت إحداهما صديقتها "روان" أنها "بنت البواب"، ما تسبب في إصابتها بأزمة نفسية حادة واشتكت الفتاة إلى والدها من تكرار التنمر ضدها من قبل صديقتها بالمدرسة، وفى اليوم الثاني للواقعة حضرت والدة الطالبة شهد المتنمرة ضد روان وقالت لها: "اعرفي حجمك إنتى بنت البواب وهى بنت مهندس"، وحاولت الإخصائية الاجتماعية فض الاشتباك بينهما، وعقب ذلك تجددت واقعة التنمر ضد "روان"، مما أصابها بوعكة صحية شديدة وأصيبت على إثرها بالتهاب العصب السابع الذي أعاق حركة عضلات الوجه وتضاعفت الأزمة لديها، وعلى الفور قام محاميا متطوعا  بتحرير محضر للتنمر ضد الفتاة وطالب بحمايتها من قبل رجال الشرطة ضد الإساءة التى تتعرض لها وتسببت لها بالمرض والعرض على طبيب المخ والأعصاب.
وفى دمياط، تنمر مدرس بالتلميذة "بسملة" تلميذة بمدرسة ابتدائية، ووصفها بالفتاة السمراء، وتقدم الأهل بتحرير محضر بالواقعة والتي أصيبت على إثرها بحالة نفسية سيئة، ولم يتنازل الأهالي عن حقهم التأديبي والإداري للمعلم. 
كما أن واقعة الطالب محمد أحمد صالح، تعد الأكثر شهرة  للتنمر داخل المدارس، حيث ظهر الطفل في الفيديو يبكي ويترجى المعلمة أن ينام ربع ساعة لأنه مريض، وقامت بالسخرية منه وتصويره ونشر المقطع على مواقع التواصل الاجتماعي، واشتهر بمقطع "أنام ربع ساعة يا حاجة"، وعرف محمد بالطفل الباكي.



من جانبه قال الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، إن انتشار وقائع التنمر يرجع للأسرة والتنشئة ودور الأبوين، مؤكدا أن التنمر دليل على عدم التربية أو الثقافة ويشير لوجود اضطرابات نفسية.
وأكد أن هناك علاقة قوية بين تعاطى المخدرات والتنمر، مشيرا إلى أن المتنمرين هم أشخاص تعرضوا للضرب والإهانة في بيوتهم، وليس لديهم أخلاقيات أو مرجعية دينية أو رحمة.
وأوضح "هندي" أن التنمر هو أسلوب متعمد للإساءة، وسلوك يتكرر يوميا نتيجة غيرة شخص من آخر، لافتا إلى أن التنمر أنواعه مختلفة، لفظي وجسدي وعاطفي، وفي المدارس بين الطلاب يتم ممارسته في شكل سخرية واستهزاء وتنابز بالألقاب وصفات سيئة.
وطالب الأهالي بالإنصات الجيد لأبنائهم، ومعرفة سبب أى مشكلة يواجهونها وحدتها وتأثيرها عليهم، مشددا على ضرورة ألا يشعر الابن بأنه سيعاقب من الأم أو الأب عندما يكشف لهم عن مشكلة أو خطأ وقع فيه.
ولفت هندي إلى ضرورة الإشراف على المعلمين داخل المدرسة لأنهم يتعمدون إرهاب وتخويف الطلاب وفى هذه الحالة يجب توجه ولى الأمر إلى مدير المدرسة على الفور واتخاذ الإجراءات.
وقال إن الطفل الذي يمارس أنشطة اجتماعية ويميل إلى الاختلاط والتصالح مع النفس وهى مواصفات لا بد أن يزرعها الأهالي في الأبناء لتعزيز ثقتهم بأنفسهم وليشعروا بالإيجابية تجاه أنفسهم، مؤكدا أن مثل هذا الطفل لن يقع في مشكلات التنمر. 
وطالب بتعليم الطفل الثبات الانفعالي وألا يتأثر بأي كلمة أو ممارسة تنمر، موضحا أن هناك مواصفات تظهر على الطفل تدل على أنه سيصبح متنمرا، منها إيذاء الحيوانات، وتطاوله على أخواته، وهى مواصفات تدل على العدوانية.



وأكد محمد يوسف إخصائي نفسي، أن انتشار التنمر والإساءة بين الطلاب والأشخاص في العمل أو الشوارع، يسبب اضطرابات نفسية لدى الطفل أو الشخص الذي يتم التنمر ضده ويشعر بالاكتئاب، ويفضل العزلة ويهرب من مواجهة الأشخاص أو الاختلاط بأي فرد.
وحذر من أن الشعور السلبي لدى الشخص قد يجعله يفكر في الانتحار كما شاهدنا حوادث كثيرة، أقبل أصحابها على الانتحار بسبب سوء المعاملة والسخرية منهم.
وأشار يوسف إلى أن أنواع التنمر متعددة فهى قد تكون بنظرة تدل على الإهانة والسخرية أو كلمة أو مقلب ضد شخص.