في إحدى زوايا شارع حمد ياسين في منطقة الطوابق فيصل التابعة لدائرة قسم شرطة الهرم، جلست النساء متشحات بالسواد، يتبادلن أطراف الحديث، فتارة تجد إحدى السيدات تتحدث عن طيبة تلك السيدة «أم محمود»، وتارة أخرى تجد سيدة تتحدث عن آخر موقف جمعهما، وسيدة أخرى تروى عنها كيف كانت تعاني في إصلاح أمور بيتها.
رحلت بجسدها ولكن تركت خلفها في كل ركن وزاوية في منطقتها حكاية تتحدث عنها وعن حسن معاملتها وسلوكها مع الجميع، حكايات وروايات من داخل الشارع وكواليس مهمة يرويها الجيران لـ«البوابة»، من داخل منزل سيدة لقيت مصرعها على يد زوجها الذي وجه لها 40 طعنة لخلافات زوجية بينهما.
في البداية يقول «زكريا»، أحد الجيران، إن المشكلات الأسرية هى سبب تلك الجريمة، فكان الزوجان دائمَي الشجار بصورة مستمرة، وفى كل الأوقات.
وأوضح زكريا، أن المجنى عليها تدعى «أم محمود»، 39 عاما، كانت دائما ما تجلس مع زوجته بحكم الجيرة، ولم يروا منها أى مكروه، وكانت تعانى من زوجها العاطل الذى ينفق كل أمواله على شرب الحشيش والمخدرات، ولا يدخر أى أموال لمنزله.
وذكر شاهد العيان، أنه في يوم الجريمة، تفاجئوا بصوت ابنة المجنى عليها تصرخ بجنون، وتقول «الحقوا بابا قتل ماما»، وعقب محاولة الجيران تفسير ما يحدث، صدمتهم الطفلة التى تبلغ من العمر 14 عاما بكلامها، وهى تقول إن والدها المتهم، عاد إلى المنزل بعد غياب 3 أيام، ولم يكن أحد في المنزل سواها هى ووالدتها وباقي إخوتها في الخارج، وبعد أن دخل والدها إلى المنزل، وجد أمها تجلس في الغرفة، فدخل مسرعا وأغلق الباب عليها، وبعدها بثوان، بدأت والدتها في الصراخ، لتسرع إلى غرفة النوم وتجد الباب مغلقا، ونظرت ابنتهما من فتحة الباب، لتجد والدها يطعن أمها مستخدما ساطورا كبيرا والدماء تملأ كل المكان.
جريمة نكراء ارتكبها الزوج في حق زوجته، لم يراع فيها عشرة الـ 16 عاما من الزواج والمودة والرحمة، هكذا قال «محمد.ج» أحد سكان المنطقة، الذى أوضح أن الزوج يدعى كمال 41 عاما، وشهرته «عشة»، جاء من محافظة قنا منذ أكثر من 15 عاما تزوج من المجنى عليها، وكانت من أقاربه، اعتدنا منهم على المشكلات الزوجية، التى كان المتهم سببًا رئيسيًا فيها، بسبب تعاطيه للمخدرات وعدم إنفاقه على بيته وأولاده الـ6.
كما كشف عدد من أهالى سكان المنطقة حقيقة ما أثير حول الواقعة، حيث نفوا ما قيل إن الجريمة وقعت نتيجة شك المتهم في سلوك الزوجة، وأكدوا أن كل هذه الأسباب غير حقيقية، وما هى إلا حجج كاذبة من زوجها ليبرر فعلته.
وذكر «الحاج أحمد» أحد الجيران، أن «أم محمود» المجنى عليها سيدة صعيدية وأشرف من الشرف، لم تخرج منها العيبة مدة سكنها في المنطقة، كانت دائما في حالها، وكلنا جيران، ولو في أى حاجة غلط كنا عرفنا على طول، وأوضح أنها كانت شقيانة على أطفالها، وزوجها كان ينفق أمواله على الحشيش.
كانت بداية الواقعة عندما تلقى ضباط مباحث قسم شرطة الهرم، إشارة من غرفة عمليات النجدة تفيد بقتل عامل لزوجته وتقطيع جسدها بآلة حادة بدائرة القسم، وعلى الفور انتقلت قوة من مباحث القسم، وتم القبض على المتهم، وتبين أنه يدعى «كمال عشة»، وقام بقتل زوجته «غادة»، بسبب خلافات بينهما.
وأشارت التحريات الأولية إلى أن المتهم ارتكب فعلته نتيجة خلافات زوجية بينهما، وتحرر محضر بالواقعة، فيما تولت النيابة العامة التحقيقات، وأخطر اللواء محمد الشريف مساعد الوزير مدير أمن الجيزة.
