الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

اقتصاد

5 حقائق حول دودة الحشد الخريفية.. ومصر تتعاون مع "الفاو" لتقليل تأثيراتها

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
وقعت مصر ومنظمة الأغذية والزراعة "الفاو" اتفاقية لتقديم الدعم الفني العاجل لوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي لتقليل تأثيرات دودة الحشد الخريفية وتعزيز قدراتها الفنية في مواجهة خطرها.
وذكرت المنظمة في تقرير لها، أن الحشرات الضارة بالنباتات والتي تهدد محاصيلنا ونباتاتنا وتعرضها للخطر متنوعة، فبعضها عبارة عن ديدان أرضية والبعض الأخر ديدان بحرية والبعض الآخر ديدان قافزة، ومن بين تلك الحشرات أيضًا دودة الحشد الخريفية، وهي الحشرة المجنحة التي تغزو أفريقيا التي أصبحت أحدث أعداء المزارعين هناك، وهذه الحشرة في اللغة اللاتينية وتعني كلمة "الفاكهة المفقودة" بسبب قدرة هذه الدودة على تدمير المحاصيل، وأصل هذه الدودة هو القارة الأمريكية.
وقالت: "جاءت هذه الحشرة لأول مرة إلى أفريقيا عن طريق السفن أو الطائرات في مطلع 2016، وبعد ذلك نشرت أجنحتها في جميع أنحاء القارة وتنقلت من بلد إلى آخر حتى اجتاحت أكثر من 40 بلدًا، وأصبحت هذه الدودة التي تنتشر بسرعة وتلتهم المحاصيل الآن أمرًا واقعًا، ولا يمكن التخلص منها".
وأشارت الفاو في دراستها إلى خمس حقائق رئيسية عن هذه الدودة، اولها، أن دودة الحشد الخريفية تتغذى على أكثر من 80 محصولًا من بينها الأرز، السيرجوم (الذرة الرفيعة)، الدُخن، قصب السكر، ومحاصيل الخضروات والقطن، ولكنها تفضل الذرةن وفي أفريقيا أصابت دودة الحشد الخريفية ملايين من هكتارات الذرة التي تعتبر محصولًا أساسيًا في القارة.
وأضافت: "في معظم مناطق أمريكا الشمالية، تصل دودة الحشد الخريفية موسميًا، وبعد ذلك تموت في أشهر الشتاء الباردة. ولكن في معظم أنحاء أفريقيا التي لا تشهد انخفاضًا كبيرًا في درجات الحرارة، تعيش دودة الحشد الخريفية على مدى العام مسببة قلقًا دائمًا للمزارعين، وهم في غالبيتهم من أصحاب الحيازات الصغيرة الذين يزرعون الذرة على أقل من هكتارين من الأرض، مؤكدة أن دودة الحشد الخريفية تؤثر على أضعف فئات السكان في أفريقيا وهم صغار المزارعين الذي يجدون صعوبة أصلا في تلبية احتياجاتهم اليومية، وتوفير ما يكفي من الطعام لأسرهم".
أما ثاني حقيقة، فيها أن دودة الحشد الخريفية تترك أثرًا مدمرًا وتستمر في التسبب في دفع المزيد من الأشخاص نحو الجوع، مؤكدة أنه لم يتم مواجهة دودة الحشد الخريفية فقد تهدد الأمن الغذائي لأكثر من 300 مليون شخص في أفريقيا، وقد تتسبب في خسائر اقتصادية كبيرة تصل إلى 4.8 مليار دولار من إنتاج الذرة لوحده.
وتطير هذه الدودة بسرعة كبيرة، ويمكن ليرقاتها أن تقطع ما يصل إلى 100 كلم في الليلة الواحدة، كما أنها قادرة على الهجرة لمسافات طويلة، كما أنها تتوالد بشكل كبير حيث يمكن لليرقة خلال حياتها أن تضع ما يقرب من ألف بيضة، مؤكدة أن دودة الحشد الخريفية ستواصل انتشارها.
والحقيقة الثالثة، هي أنه يمكن مواجهة دودة الحشد الخريفية بحيث لا تدمر سبل عيش السكان، ويجب على المزارعين أن يعرفوا كيفية التعرف على دودة الحشد الخريفية وأضرارها، وأن يفهموا سلوكها، كما عليهم أن يتعلموا كيفية مراقبتها، وكيفية تحديد أفضل الطرق للتعامل معها وخفض تأثيرها.
وأصدرت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو" دليلًا، لمساعدة السكان، ويتضمن عدة نصائح حول العديد من الأمور ومن بينها كيفية الوقاية من دودة الحشد الخريفية والتعرف عليها ومراقبتها بهدف القضاء عليها، وبدأت برنامجًا يشمل القارة بأكملها من أجل المكافحة المستدامة لدودة الحشد الخريفية، يستهدف الوصول إلى 10 ملايين مزارع من خلال 40000 مدرسة من مدارس المزارعين الحقلية خلال خمس سنوات.
ويجري العمل حاليًا على إطلاق تطبيق نظام إنظار مبكر من دودة الحشد في أرجاء القارة، وسيمكن هذا التطبيق، الذي ستطلقه الفاو، المزارعين والموظفين الزراعيين وغيرهم من إرسال معلومات مهمة للغاية حول مستوى انتشار دودة الحشد الخريفية، ويساعد على الخروج بمعلومات مفصلة وموثوقة ضرورية للتعامل مع هذه الآفة.
وقالت الفاو: "إن الحقيقة الأربعة، هي أن المزارعين يستطيعون التعامل مع دودة الحشد الخريفية بطريقة لا تهدد البيئة والصحة، موضحة أنه وفي مواجهة هذا العدو الجديد، لجأت العديد من الدول الأفريقية إلى استخدام مبيدات الآفات الصناعية لمكافحة دودة الحشد الخريفية، وانبثقت هذه الاستجابة من شعور هذه الدول بضرورة التحرك لمواجهة حالة طارئة، وليس على أساس تحليل دقيق للتكاليف والفوائد، ومن بين أهم الوسائل التي يمكن للمزارعين في أفريقيا استخدامها لمكافحة دودة الحشد الخريفية تنويع المحاصيل والنمل ومحاليل النيم وغيرها من النباتات والعضويات الفطرية والفيروسية، والمراقبة والتعلم المستمرين".
أما الحقيقة الخامسة التي حددتها "الفاو" حول دودة الحشد الخريفية، هي أن التعامل معها تبدأ من الوقاية، فمن المؤكد أنها ستواصل الانتشار، ولذلك فعلى الدول التي لم تتضرر من هذه الآفة ولكن من المرجح أن تتضرر بها قريبًا، أن تكون مستعدة، مع تنشر الوعي بدودة الحشد الخريفية يبن المزارعين والزراعيين العاملين على الخطوط الأمامية، كما يجب استخدام أنظمة الإنذار المبكر على مستوى المجتمعات واستخدام الموارد المتوفرة ومن بينها دليل الفاو حول دودة الحشد الخريفية.