الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

كربلاء تثور ضد "خامنئي" وتحرق العلم الإيراني.. خبراء: طهران خسرت أهم مناطق نفوذها.. و"حسن": انتفاضة العراقيين تعلن انتهاء التبعية لنظام الملالي

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
شارك أهالى مدينة كربلاء بقوة في التظاهرات التى عمت المدن العراقية ضد التدخلات الإيرانية في شئون البلاد، ورغم أن كربلاء تعد أبرز المدن الشيعية فىالعراق وتعتبرها إيران إحدى مناطق نفوذها المقدسة، إلا أن العراقيين الشيعة هناك أصبحوا يرفضون خامنئى ورفقاءه ويرفضون التدخل في شئونهم، فأطلقوا عبارات ضد النخب الحاكمة في إيران، وقاموا بحرق العلم الإيراني، في خطوة توضح الرفض الكامل للتدخلات الإيرانية في العراق، لتخسر إيران أحد أهم أماكن نفوذها ويستمر التراجع الإيرانى خلال الفترة الأخيرة في الشرق الأوسط.
وأكد الخبراء على رفض العراقيين بكامل طوائفهم وخاصة الشيعة منهم التدخلات الإيرانية في شئونهم.
وقال أحمد العناني، الباحث في الشأن الدولي، إن الرفض الكامل من شيعة العراق لحكومة عبدالمهدى يأتى لعدة أسباب، أولها أن الشعب العراقى والشيعة وهى أحد المكونات العراقية ترفض الإملاءات الإيرانية والتدخلات والرعونة الكاملة من حكومة عادل عبدالمهدى المتواطئة مع إيران على حساب الشعب العراقى.
وأضاف العنانى في تصريحات خاصة لـ«البوابة نيوز» أن إيران نهبت خيرات العراق ونتج عن ذلك مشكلات اقتصادية وبطالة وغزت إيران الأسواق العراقية بالمنتجات الإيرانية على حساب الصناعات الوطنية العراقية، ونتج عن ذلك تضخم وبطالة ونهب وفساد لصالح البطانة الحاكمة الموالية لإيران.
كما أن طهران تتحكم بالموارد المائية لحجب المياه عن العراق والتهديد المباشر لقطع الكهرباء، عن البصرة ومحافظات الجنوب العراقى للضغط والتحكم في القرار السياسى الإيرانى ولتواطؤ الأحزاب الموالية لإيران على حساب الدولة العراقية.
وأكد أنه نتيجة كل هذا، جاء الرفض من قبل الشعب العراقى واتضح ذلك من خلال الثوار الذين رفضوا حكومة عبدالمهدى وخرقوا صور خامنئى، ونددوا بتواجد إيران ولا تريد الفصل عما يحدث في العراق بما يحدث بلبنان.
وقال كريم عيشي، الباحث المغربى في الشأن الدولي، إن ما عرفه العراق منذ الاجتياح الأمريكى من فساد وتدمير لم يوازيه بناء دءوب للمؤسسات والاقتصاد وترسيخ للديمقراطية بل على العكس تماما، إذ تشكلت منظومة فساد كبيرة ومتشعبة اتهمت بتبديد ٤٥٠ مليار دولار ونهب ممنهح للإنتاج النفطى ناهيك عن تقوية الطائفية وتمدد المكون الشيعى وبروز التحالفات القبلية والعشائرية وهو ما ساهم بشكل كبير في بروز الميليشيات المسلحة وتعاظم دور الحشد الشعبى المشكل والمدعوم من قبل حرس الثورة الإيرانى مع علو شأن مقتدى الصدر والموقع المكون الشيعى كمحور سياسى حيوى للسياسة الداخلية العراقية.
وأضاف عيشى لـ«البوابة نيوز» أنه مع كل هذه التحولات وانتشار القاعدة ثم الجماعات الإرهابية المختلفة وصولا إلى تنظيم داعش الإرهابي، لم يكن العراق منذ ٢٠٠٣، بلدًا مستقرًا ولا متمتعًا لمقومات دولة ديمقراطية وعصرية، ولهذا كان طبيعيًا أن يعم الفساد كل أركان الحياة العامة، وهو بذلك أدى إلى سوء الخدمات وارتفاع البطالة وغياب كل أفق للشباب والعمالة العراقية، إذ في بلد يعد من أكبر منتجى النفط على الإطلاق يرزخ تحت وطأة الفقر المدقع وانقطاع متكرر يوميًا في الكهرباء والماء انعدام فرص العمل والاستقرار وارتفاع الديون إلى ١٢٠ مليار دولار، مع عجز حكومة عادل عبدالمهدى في إقرار إصلاحات ملموسة وناجعة.
وأوضح أن خريطة الاحتجاجات انطلقت من بغداد لتمتد إلى البصرة دون أن تجتاح المناطق السنية بالعراق وإقليم كردستان وهو إشارة ضمنية إذا ما أضفنا لها دعوة السيستانى إلى السلمية والهدوء واقتحام سفارة إيران إلى أنها رسالة من شيعة العراق بطريقة غير مباشرة إلى النظام الإيرانى قصد رفع يده عن حكومة البلاد.
وأشار مسعود حسن، المتخصص في الشأن الإيراني، إلى أن الشعب العراقى بكل طوائفه عانى من ضيق العيش رغم الثروات التى يملكها العراق، الا ان الفساد المتفشى في كل مؤسسات الدولة لم يكن يفرق بين سنة أو شيعة بل كان لصالح ميلشيا الملالى في العراق. 
وتابع: لذا كانت انتفاضة العراقيين الآن تمثل كل أطياف المجتمع العراقى بل كان الشيعة عنصرا محركا فيها، وكان إحراق القنصلية الإيرانية في كربلاء رسالة واضحة وموجهة للنظام الإيرانى رسالة محتواها «لقد انتهت التبعية وانكسرت الهيمنة الإيرانية على العراق»، ولذا كان الشعار الأساسى للشعب العراقى «إيران بره بره بغداد تبقى حرة».. رسالة لكل العرب أنه آن الأوان لوقف المشروع الشيعى في المنطقة، والبداية من بغداد. ثورة شعبية يشارك فيها الشيعة ضد النظام الإيرانى الذى سلب ثرواتهم طيلة ١٦ عامًا، نظام استباح أرضهم وخيراتهم.
وأضاف حسن: «تكشفت الحقائق أمام العراقيين بكل طوائفهم أن النظام الإيرانى هو نظام مستعمر، العراق بالنسبة له هو الحديقة الخلفية التى يستغلها في ممارسة أنشطته غير المشروعة،
وأوضح أن العراق أصبح ساحة لعرض المنتجات الإيرانية وبسبب ذلك توقفت المصانع وتوقف الإنتاج العراقي، وأصبح العراق هو المنقذ للاقتصاد الإيراني، وقدم عادل عبدالمهدى رجل إيران الأول في العراق كل أشكال الدعم للنظام الإيرانى بل تغاضى عن سرقة النفط العراقى من قبل إيران وكان يصدر نفط إيران من خلال حاملات النفط التى تحمل علم العراق، عادل عبدالمهدى كان أحد أعضاء فيلق بدر الإيرانى الذى حارب العراق في حرب الثمانى سنوات مع النظام الإيراني، واليوم هو من يحكم العراق!
وأشار إلى أنه لو قدم عادل عبدالمهدى للعراقيين ما قدمه للإيرانيين لكان حاله أحسن الآن، لكنه القدر الذى كان لصالح الشعب العراقى المسكين لكى يتحرر من التبعية الإيرانية ويستقل بقراره. لقد كانت الانتفاضة العراقية الحالية نهاية للطائفية العراقية وبداية لكسر النفوذ الإيرانى في المنطقة.