الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

لإشعال موجة تخريبية عالمية.. نظام الملالي يتحالف مع الإرهاب

الملالي
الملالي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يعاني النظام الإيراني، هذه الأيام، من غضبة شعبية عارمة، إثر الارتفاع الفاحش في الأسعار، جراء انهيار العملة المحلية، وزيادة معدلات التضخم بنسب غير مسبوقة، في ظل عقوبات دولية صارمة، تستهدف كبح جماح الملالي، ومنعهم من امتلاك السلاح النووي، ومن التدخل في شئون دول الجوار.
المدن الإيرانية الكبرى، وفي صدارتها طهران، وقم، وشيراز، وعبدان، تشهد انتفاضة شعبية هائلة، منذ نحو عشرة أيام، أسفرت حتى الآن عن سقوط أكثر من مائة قتيل، واعتقال نحو ألف وخمسمئة شخص، وسط عنف متصاعد من قبل قوات الحرس الثوري، والباسيج، ضد المتظاهرين العزل في عموم إيران.
ويشير المراقبون، إلى أن عنف النظام الإيراني، تجاه المحتجين، قد لا يجدي هذه المرة، بعد أن أصبحت الحياة داخل إيران لا تطاق، بسبب الفقر الشديد وغلاء الأسعار بشكل فاحش، بالإضافة إلى إصرار النظام على العناد مع القوى الدولية، والسير قدما في خططه النووية، الأمر الذي يدفع جماهير الشعب الإيراني إلى اليأس من أي تغيير إيجابي محتمل، يقدم عليه النظام.
تحالفات قديمة
الأوضاع الآخذة في التردي داخل إيران، تدفع النظام إلى كشف أبعاد تحالفاته القديمة والحديثة، مع التنظيمات الإرهابية في العالم، وبخاصة: القاعدة، وطالبان، وداعش، في محاولة لاستغلال علاقته الوطيدة بهذه التنظيمات، من أجل إطلاق موجة إرهابية جديدة، تحقق له عددا من الأهداف.
وطبقا للمراقبين، فإن أبرز ما يهدف نظام الملالي، لتحقيقه من تحالفاته مع التنظيمات الإرهابية، وما يمكن أن ينجم عنها من عمليات إرهابية خطيرة بمناطق عدة من العالم، هو صرف الأنظار عن القمع الشديد الذي تمارسه قوات الحرس الثوري ضد الشعب الغاضب، وإجبار العالم على تخفيف القبضة العقابية ضد النظام، بما يسمح له بالتنفس، خاصة في بيع النفط، حتى يمكنه إحداث تحسن سريع في الأوضاع الاقتصادية، تنعكس على الحياة اليومية للمواطنين الغاضبين، وتهدئ من حدة الانفجار الشعبي، فما هي كواليس علاقات النظام الإيراني بالتنظيمات الإرهابية ذات التأثير عالميا؟
تاريخ مع التطرف
يتسم النظام الإيراني الحالي، منذ نشأته في عام 1979، بالتطرف الفكري، فهو نظام يعتمد في بقائه على الفكرة التقليدية، المستمدة من أن الحاكم هو المفوض من الله لحفظ شريعته، وتطبيق منهجه، وبالتالي دمج النظام الإيراني، بين أصحاب العمائم الموكلين من السماء، وعلى رأسهم المرشد الأعلى، وبين النظام السياسي المعتاد، الذي يقوده رئيس الدولة، لكن بصلاحيات تجعله في المرتبة الثانية بعد المرشد الذي يتحكم في مفاصل الدولة، ويعاونه جهاز أمني شديد العنف هو الحرس الثوري.
ومنذ أبعد النظام الإيراني القوات المسلحة عن المشهد الداخلي، وهو يستمد قوته من الميليشات الموالية له، المعروفة بالحرس الثوري، والتي تدين بالولاء التام للمرشد أولا، ثم لرئيس الدولة بما لا يتعارض مع أوامر الأول، وهي قوات لا تتورع عن ارتكاب جرائم جنائية بحق المعارضين.
العنف والتطرف الداخلي، المتوغل في عقل النظام الإيراني وسلوكه، امتد إلى صناعة ميليشيات خارجية تأتمر بأمره، لكن في دول أخرى، وأبرزها حزب الله في لبنان، وجماعة الحوثي في اليمن، وقوات الحشد الشعبي في العراق. 
الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، حيث لم يمانع النظام الإيراني من دعم المتطرفين والمتشددين، في جميع أنحاء العالم، حتى يضمن لنفسه نفوذا، في الأماكن التي لم يستطع فيها تكرار تجربة المليشيات المنظمة التابعة له صراحة، مثل: حزب الله، والحوثي، والحشد الشعبي.
ولتحقيق هذه الغاية، دعم النظام الإيراني، التنظيمات الإرهابية الخطيرة، أيا كان مكان وجودها، فشاهدناه يدعم تنظيم القاعدة، ويؤوي عددا من قياداته، وكذلك طالبان في أفغانستان، ويتحالف مع داعش في سوريا، رغم الخلاف الطائفي العقدي بين الجانبين، ولو ظاهريا.
الجماعة الإسلامية
رغم أن الجماعة الإسلامية، التي نشأت في مصر، من رحم الفكر الإخواني المتشدد، تعد واحدة من أعنف الجماعات الإرهابية خلال نهايات القرن الماضي، فإنها وجدت دعما من النظام الإيراني، منذ بداية ظهوره، فما أن استضافت مصر شاه إيران محمد رضا بهلوي، عقب ثورة الخميني ضده، في السنة الأخيرة من العقد الثامن للقرن العشرين، حتى ناصبت الدولة الفارسية مصر العداء، لدرجة أنه بعد اغتيال الرئيس الراحل، أنور السادات، على أيدي عناصر الجماعة الإسلامية، رحبت طهران بهذا، وأطلقت اسم قائد المجموعة التي اغتالت السادات، على أحد الشوارع الكبيرة في طهران، كما استقبل النظام الإيراني، قادة الجماعة الذين تمكنوا من الفرار من مصر!
ولتحقيق مصالحها استغلت إيران عناصر الجماعة الإسلامية، ودفعت بهم إلى آتون المعركة الدائرة في سوريا، حتى أن رفاعي طه، قائد الجماعة الإسلامية، قتل في الصراع الدائر هناك عام 2016.
القاعدة
من المعروف أن عددا كبيرا من قيادات الجماعة الإسلامية، الهاربين من مصر، كانوا ضمن الجهاديين الموجودين في أفغانستان، خلال ثمانينيات، وتسعينيات القرن الماضي، وهم من شكلوا نواة تنظيم القاعدة.
هؤلاء القيادات تلقوا تدريباتهم العسكرية، على أيدي الحرس الثوري الإيراني، بل وزار عدد كبير منهم إيران وأقاموا فيها فترات غير قليلة، ومن هؤلاء القيادات: سيف العدل، ومحمد صلاح زيدان، الذي سافر مع أسامة بن لادن إلى السودان فيما بعد، وتولى القيادة العسكرية للتنظيم، بعد مقتل أبو حفص المصري. 
وأيضا أقام في إيران، سعد بن لادن، الابن الثالث لزعيم تنظيم القاعدة، الذي أقام عدد من أفراد عائلته في إيران، وأبو حفص الموريتاني، أول مسئول شرعي لتنظيم القاعدة، وأبو الوليد المصري، المقيم في إيران، ومعه إلى الآن جعفر الأوزبكي، المشرف على نقل الأموال المهربة إلى عناصر التنظيم في سوريا، ولا سيما جبهة النصرة، وياسين السوري، صاحب الدور المهم في نقل المقاتلين إلى سوريا، وصالح القرعاوي، مؤسس كتائب "عبد الله" في بلاد الشام.
طالبان
تحظى إيران بوجود قوي في أفغانستان، ولا سيما في مناطق البشتون، وتحرص على علاقة قوية بجماعة طالبان، باعتبار أن أفغانستان تمثل عمقا استراتيجيا للدولة الفارسية، وهي تستغل طالبان لإضعاف الحكومة المركزية الأفغانية، حتى لا يجد النظام الإيراني نفسه، مجاورا لدولة ذات سيادة، تستطيع أن تسبب له الأزمات، إذا ناوأت حكمه، واختلفت مع سياساته الإقليمية. 
داعش 
يخطئ من يتصور، أن إيران ليست متحالفة مع تنظيم داعش الإرهابي، الذي لم يوجه إصبعا ناحية الدولة الإيرانية، حتى وهو في عنفوان قوته بسوريا والعراق، بل إنه لم يستهدف مواطنا إيرانيا واحدا، من المقيمين في البلدين المشار إليهما، رغم الخلاف العقدي بينهما، الذي دفع داعش لقتل عدد كبير من المسيحيين، على سبيل المثال.
ورغم أن الشيعة في نظر الدواعش من الكفار، فإنهم لم يستهدفوا إيرانيا واحدا، طوال تاريخ التنظيم العنيف في سوريا والعراق، وأي مكان آخر من العالم، في إشارة واضحة على اتفاق سلام، أو تحالف بين طهران وداعش، على أرضية من المصالح المشتركة، بل إن تنظيم داعش، لم يتشبك مرة واحدة مع أي ميليشيا إيرانية على الأراضي السورية! 
حزب الله والحوثي
أنشأت إيران تنظيم حزب الله في لبنان، ليكون ذراعا لها في قلب المنطقة العربية، وهو ما تكرر بتحالفها الوطيد مع جماعة الحوثي في اليمن، حيث أقر قادة حزب الله، وكذلك قادة الجماعة الحوثية، رسميا، بولائهم لإيران أكثر من مرة، وهو ما تتحمل معه طهران، جرائم الجانبين الإرهابية في حق الشعب اللبناني، والشعب اليمني على السواء.
نظام إرهابي
يصف الدكتور أحمد النادي، أستاذ الدراسات الإيرانية، بجامعة الزقازيق، النظام الإيراني بأنه نظام إرهابي، اعتمد في رسم سياساته الداخلية والخارجية، على إنشاء جيوش من الإرهابيين الطائفيين، والمليشيات المسلحة. 
وقال لـ"البوابة نيوز"، ان النظام الإيراني ارتكب عن طريق الميليشيات الإرهابية الموالية له، جرائم فظيعة ضد كل من يعارضه، في الداخل والخارج، معتمدا في تمرير هذه الجرائم لأتباعه على أنها محاولات للتقرب إلى المعصوم، الذي يعتقدون في ظهوره لنصرتهم.
ولفت إلى أن النظام الإيراني بات مكشوفا، أمام العالم، بعد أن ارتدى ثوب الحملان لسنوات طويلة، مشيرا إلى أن تشديد العقوبات الدولية على هذا النظام، ومقاطعته، حتى يسقطه شعبه، هو الوسيلة الوحيدة لحماية العالم من شروره، خاصة أنه لم يعد من الممكن خوض حرب نظاميه ضد هذا النظام الإرهابي.
وأضاف"النادي": "لا أحد في العالم يمكنه خوض حرب نظامية ضد النظام الإيراني، لامتلاكه أذرعا إرهابية، قادرة على تفجير المجتمعات من الداخل، ليجد العالم نفسه أمام عاصفة من الإرهاب يصعب التصدي لها، دون سقوط آلاف الأبرياء"، مشددا على أن استكمال منظومة العقوبات الدولية، وسد ثغراتها، لإحكام التأثير على النظام، هو الوسيلة المثلى لإسقاط هذا النظام الإرهابي، بأيدي شعبه.
وحول كواليس التحالفات الإيرانية مع التنظيمات الإرهابية لحماية النظام، أوضح أستاذ الدراسات الإيرانية، أن سياسة الملالي تعتمد على استغلال الجماعات الإرهابية في الضغط على خصومه السياسيين، محليا، وإقليميا، ودوليا، مستخدما قادة هذه الجماعات الإرهابية المقيمين لديها للضغط على عناصر هذه الجماعات، من أجل تحقيق مصالح إيران.
وقال: "إيران تهدف إلى الحصول على الدعم وإقامة التحالفات، مع الجماعات الإرهابية، لإشعال العالم بالإرهاب، عندما يتهدد وجود النظام الإيراني، لصرف الأنظار عن القمع الشديد الذي تمارسه قوات الحرس الثوري، ضد الشعب الغاضب، وإجبار العالم على تخفيف القبضة العقابية ضد النظام، بما يسمح له بالتنفس، خاصة في بيع النفط، حتى يمكنه إحداث تحسن سريع في الأوضاع الاقتصادية، تنعكس على الحياة اليومية للمواطنين الغاضبين، وتهدئ من حدة الانفجار الشعبي.
وتابع "النادي": "لا يجب أن نغفل أن من أهداف إيران تشويه صورة الإسلام السني، لصالح المشروع الفارسي المعتمد على التشيع".