الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة البرلمان

ننشر نص كلمة رئيس مجلس النواب اليمني في البرلمان اليوم

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ننشر نص كلمة رئيس مجلس النواب اليمني سلطان البركاني أمام مجلس النواب اليوم بحضور الدكتور على عبد العال رئيس مجلس النواب 
السادة الكرام الحاضرين من أعضاء مجلس النواب بجمهورية مصر العربية.
يشرفني الحضور في هذا الصرح العريق والشامخ الذي تأسس في عهد الخديوي الكبير إسماعيل باشا قبل أكثر من 150 عامًا وإني لأعترف أنني أشعر بعظمة المكان ومهابته وبحضور تاريخ مصر المزلزل للاستعمار والطغيان تحت هذه القبة مجلجلًا بأصوات زعماء ومفكرين من وزن سعد زغلول ومصطفى النحاس ومكرم عبيد وأنور السادات ولبيب شقير ورفعت المحجوب وأحمد فتحي سرور ولا أقول أخرهم الدكتور على عبد العال بأن أقول: إن الدكتور علي عبد العال هو مثل للمواطنة المصرية ولهذه الأرض الطيبة التي نعتز بها، وهو رجل القانون الدستوري والقامة الوطنية السامقة على رأس هذه المؤسسة التشريعية ونشعر بالسعادة الدائمة أن هؤلاء الرجال من الذين شقوا طريق الكفاح الوطني في هذا البلد المجيد وطوروا الحياة النيابية وأرسوا قواعد وأركان الديمقراطية.
دعوني أيها الإخوة الكرام لكم تحية عابقة من شعب اليمن وقيادته ممثلة بفخامة رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي ومن إخوانكم في مجلس النواب.
دعوني أيضًا أعرب لكم عما يعتمل في نفوسنا من مشاعل البهجة والسعادة كلما حققتم نصرًا عزيزًا مؤزرًا في هذا البلد العربي العظيم وأقول لكم: إننا في اليمن نعتز أيما اعتزاز بإرثكم الغني وتراثكم الباذخ في الممارسة السيايسة والعمل البرلماني.
وأؤكد لكم أننا مستعدون على الدوام للاستفادة من هذا الميراث الضخم كما نحن دائمًا على استعداد للاغتراف من حوض مصر المترع بالإبداع في جميع المجالات من السياسة والاقتصاد إلى العلوم والثقافة وقد كان لنا شرف الأخذ بلوائح مجالسكم منذ بداية تأسيس العمل البرلماني في ايمن في ستينات القرن الماضي وأني لأتذكر منذ انتمائي للعمل البرلماني عام 1988م أن مجلس الشورى في اليمن آنذاك كان يعمل بلائحة مجلس الشعب المصري 1922م وعدلنا عند إقرارنا اللائحة بعض المصطلحات والتسميات فقط لأنها كانت شاهدة على عظمة التجربة ونضجها وقوة قواعدها البرلمانية والقانونية.
ويسعدنا في البرلمان اليمني أن نعترف ونفتخر أن أكثر من عشرين في المائة من أعضاء مجلسنا الحاصلين على شهادات عليا تلقوا دراساتهم في الجامعات والمعاهد المصرية وأن 70% تعلموا على أيدي مدرسين مصريين، والنسب تتفاوت في هياكل الدولة وفي ميادين العمل الوطني المختلفة.
إن دور مصر في اليمن باق في الوجدان ومغروس والعقول ومرئي في صفحة التاريخ، ذلك الدور الهائل الذي لم يتوقف عند الانتصار للثورة اليمنية بالقتال والدم وإنما، فوق ذلك ومعه بالبناء والعلم.
وهذه الثورة العظيمة بجناحها في صنعاء وعدن 26 سبتمبر و14 أكتوبر تتعرض اليوم بعد قرابة ستة عقود لحرب ضارية من قبل جماعة خرجت من رحم الماضي البائد ومن بطون التاريخ البائس.
وبمنطق قوانين الطبيعة والحياة فإن البائد والبائس لا ينجب ولا يخلف ولكنه لقاح صناعي يحاول خلق مسخ مشوه يعيد الشعب اليمني إلى الكهوف المليئة بالوحوش والعقارب والعناكب.
إن إيران الملالي هي ذلك الوحش الشرة والشرس، الذي يحاول أن يخلق من القديم البغيض المسخ الحوثي المشوه.
أيها السادة.
إن وقوف مصر الغالية والخالدة في صف كفاحنا وحربنا المقدسة ضد الكهنوت إنما هو في جوهرة دفاع عن تضحياتها وتاريخها، كما هو أيضًا عن مصيرنا المشترك المهدد من طغيان مأفون ومعبأ بالجهل يسعى إلى تركيع وتمزيق دول الجوار العربي المتألقة في تحالف عريض لردع العدوان الإيراني.
وإننا إذ نقدر دعمكم والدول العربية الشقيقة لنضال شعبنا من أجل الحرية واستعادة الدولة فإننا بالمقدار نفسه نشد أزركم ونبارك عزيمتكم في التصدي للإرهاب الأسود الذي يواجهه شعبكم بإرادة ويقاومه جيشكم ببسالة، وإن الآمال ترتفع عندنا والثقة تتعزز كما في كل أرجاء الوطن العربي كلما تأكدت صلابة مصر وحنكة شعبها وجيشها في معركتها الرهيبة ضد الطاغوت المخيف.
إن المعركة ضد الإرهاب والتخلف تجمعنا وتجمعنا أيها الأخوة روابط العروبة والمصري الواحد ويجمعنا الأمل بحرية بلا ضفاف وكرامة بلا سدود ولا حدود تمامًا مثلما جمعنا التاريخ والحضارة والنضال المشترك.
أيها السادة
لا أريد أن يصرفني الهم العام الراهن عن صوت أسمعه يدوي من المستقبل وينبهنا إلى مطالب العمل من أجل النهوض ببلادنا وصياغة حياتنا القادمة. وليس من شك أنكم تدركون مثلما نحن ندرك أن المجلسين النيابيين في بلدينا يتحملان المسئولية الكبرى في التشريع والتخطيط والرقابة وأن التفكير المشترك والتعاون وتبادل الأفكار والآراء ووضع الخبرة والعلم والمعرفة تحت تصرفنا جميعًا ضرورة لازمة لأن ننتصر على مشكلاتنا ونحقق آمال شعوبنا، ولدى أمل كبير أننا في القريب المرئي سوف نجري مباحثات ونوقع اتفاقيات شتى خصوصًا بعد أن تمكنا في اليمن من تحرير برلماننا من القبضة الباغية والفاسدة.
الأخوة الأعزاء
يتوجب عليَّ أن أشكر شعب مصر وقيادته الرائدة ورئيسها العروبي المثابر الجسور السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي وحكومته على التسهيلات وحسن الضيافة لليمنيين الذي أجبرتهم الحرب على أن يغادروا البلاد واستقروا في هذا البلد الكريم وأني وزملائي نتعشم مزيدًا من التسهيلات والمميزات التي يستحقها إخوان لكم جار عليهم الزمن وقد كانت ممنوحة لهم تسهيلات نطمع ونطمح باستمرارها. نعم ادخلوا مصر إن شاء الله أمنين برعاية قيادتها الحكيمة وشعبها الطيب، وقد تقاطر اليمني إليها من بلدهم الجريح ومن كل بقاع المعمورة لأنها ملجئهم ومكانهم الأمن مطمئنين للعيش فيها ومساهمين في نشاطها الاقتصادي بما توفر لديهم من مال، لاجئو لأطبائها وعلومها ومعارفها بكل أمان وثقة واعتزاز وطمأنينة لأنها مصر بعظمتها وثقافتها وأخلاقها وإنسانيتها وعروبتها الحاضنة لأشقائها العرب وها هو اليمني والليبي والسوري والعراقي وكل عربي جار عليه الزمن أتى أرض الكنانة مصر بين إخوة كرام، وأننا لنقدر ذلك لمصر وندرك أن حقها السياسي والسيادي باتخاذ الإجراءات التي تراها مناسبة لكن مصر عودت العرب وكل وافد إليها أنها كنانة الله في الأرض أما بالنسبة لنا كيمنيين فلم نكن يوم من الأي