تحل اليوم الثلاثاء ذكرى وفاة العالم والفيلسوف أبو بكر الرازي، أحد علماء العصر الذهبي للعلوم، وقد ألّف كتاب "الحاوي في الطب"، الذي كان يضم كل المعارف الطبية منذ أيام الإغريق وظل المرجع الطبي الرئيسي في أوروبا لمدة 400 عام، درس الرياضيات والطب والفلسفة والفلك والكيمياء والمنطق والأدب.
ويعتبر الرازي عالما موسوعيا حيث امتدت بحوثه ودراساته ومؤلفاته من العلوم الإنسانية اللغوية والعقلية إلى العلوم البحتة في: الفيزياء، الرياضيات، الطب، الفلك.
واشتغل الرازي بالفلسفة، تعلما وتعليما وتأليفا: أما التعلم فإن اهتمامه بالفلسفة كان كبيرا، لهذا فإنه لما طلب شيخه مجد الدين الجيلي إلى المراغة سافر معه حرصا على استكمال تعلم العلوم الحكمية، وبالفعل فلقد قرأ عليه الحكمة لمدة طويلة، وأما التعليم فإنه كان يباحث في مجالسه في المسائل الفلسفية وباصطلاحاتها، وأما التأليف فقد شرح كتبا فلسفية لابن سينا كالإشارات والتنبيهات، وعيون الحكمة، وله مبتكرات كالمحصل والمباحث المشرقية والمطالب العالية والملخص في المنطق والحكمة وغيرها، وهذا المؤلفات تدل على اهتمامه بالعلوم الحكمية ومدى عنايته بها.
ويرى الرازي أن القرآن الكريم أصل العلوم كلها فيقول «إن القرآن أصل العلوم كلها فعلم الكلام كله في القرآن، وعلم الفقه كله مأخوذ من القرآن، وكذا علم أصول الفقه، وعلم النحو واللغة، وعلم الزهد في الدنيا وأخبار الآخرة، واستعمال مكارم الأخلاق، ومن تأمل كتابنا في دلائل لإعجاز علم أن القرآن قد بلغ في جميع وجوه الفصاحة إلى النهاية القصوى".
كما أن شهرة الرازي بعلم الكلام لا تقل عن شهرته في التفسير فهو سلطان المتكلمين الذي فاق أهل زمانه في علم الكلام والمعقولات، كما يعتبره البعض رائد لطريقة المتكلمين المتأخرين في طريقتهم في إدخال الفلسفة ومباحثها في علم الكلام.