الأربعاء 17 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

فيلم السهرة|| "الأرض".. الفلاح أولا

فيلم الأرض
فيلم "الأرض"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أبرز الروائي الكبير الراحل عبدالرحمن الشرقاوى انحيازه لطبقة البسطاء من أهل القرى سواء أصحاب الأراضى القليلة التى لا تتجاوز بضعة قراريط أو أولئك العاملين عليها بالأجرة اليومية، أول أعماله الروائية «الأرض» التى صدرت عام 1954، والتى تعد أبرز إبداعاته الأدبية، في تجسيد الواقع، والتى أضافت كثيرًا إلى الرواية العربية، واعتبرها العديد من النقاد النموذج الأبرز لمذهب الواقعية الاشتراكية.
تحولت الرواية إلى عمل سينمائى عام 1970، من إنتاج المؤسسة المصرية العامة للسينما وإخراج الراحل يوسف شاهين، وبطولة كوكبة من النجوم والفنانين الكبار، منهم محمود المليجي، وعزت العلايلي، وتوفيق الدقن، نجوى إبراهيم وغيرهم؛ رغم أن المليجى كان قد قرر عدم خوض التمثيل مرة أخرى بعد سقوط فيلم فاطمة رشدى «الزواج على الطريقة الحديثة» من بطولة سعاد حسنى وحسن يوسف، إلا أن شاهين أعاده مرة أخرى؛ ليُحقق الفيلم - الذى كان موعد عرضه الأول في 10 يوليو من العام نفسه - نجاحًا ساحقًا استمر لعقود، حتى أنه في احتفالية مئوية السينما المصرية عام 1996 تم تصنيفه في المركز الثانى ضمن أفضل مائة فيلم في تاريخ السينما المصرية في استفتاء النقاد.
جاءت أهمية الفيلم في الرؤية الفكرية التى يحملها، والرسائل العديدة التى استطاع توصيلها إلى جمهوره، فهو يدعو إلى التمسك بالأرض والثورة والدفاع عن المبادئ والانتماء؛ ورغم أن الفيلم يحكى عن نضال الفلاحين المصريين ضد الإقطاعيين إلا أنه يحمل العديد من المضامين والإسقاطات التي تصلح للكثير من الأزمنة. تدور أحداث الفيلم في إحدى القرى المصرية في عام 1932، والتى يفاجأ أهلها بقرار حكومى بتقليل نوبة الرى إلى خمسة أيام فقط بدلًا من عشرة، فيبلغ العمدة الفلاحين أن نوبة الرى أصبحت مناصفة مع أراضى محمود بك الإقطاعي، والذى يستولى بدوره على أراضيهم؛ يجتمع رجال القرية للتشاور ويتفقون على تقديم عريضة للحكومة من خلال محمد أفندى ومحمود بك، لكنه يستغل الموقف وتوقيعاتهم لينشئ طريقا لسرايته من خلال أرضهم الزراعية. 
هكذا يثور الفلاحون دفاعًا عن أرضهم بقيادة المُناضل القديم محمد أبوسويلم الذى شارك في ثورة 1919، ويلقون الحديد في المياه، فترسل الحكومة قوات الهجانة للسيطرة على القرية، ويتم انتزاع الأراضى منهم بالقوة وكذلك يتم إعلان حظر التجوال، ويتصدى محمد أبوسويلم للأمن؛ ليسحل على الأرض، وهو يحاول التشبث بالجذور، في المشهد الشهير، والذى لايزال عالقا بأذهان كافة من شاهدوا الفيلم.