الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

بانوراما تاريخية على نشأة المسرح في مصر

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بدأت فكرة ظهور المسرح فى العالم بالعصر الفرعوني، فقد قدموا فنونا مسرحية وجدناها فى النقوش التى ظهرت بمحيط المقابر الفرعونية، واستمد مصطلح «المسرح» جذوره من كلمة «ثياترون» الإغريقية التى تعنى مكانا مخصصا للمشاهدة بُنى على شكل مدرجات نصف دائرية منحوتة من منحدر التل، وبالتالى يعتبر العصر الإغريقى هو أساس المسرح الذى بدأ باستغلال البداية التى ظهرت فى العصر الفرعونى لوضع وتحديد الأسس العلمية للمسرح، وهى تعتبر أشبه بمسارحنا الآن، مرورا بعصر النهضة الذى ظهر فيه فنية المسرح والاستفادة بالأسس الإغريقية، منتهيا بالعصر الحديث وهى فترة تسمى بازدهار المسرح التى استعانت بما قدمته العصور السابقة وتطويرها كى تتلاءم مع التطور الحضارى والتكنولوجى الذى حدث فى العصر الحديث وابتكار أحدث أساليبه وتقنياته المستخدمة لازدهار المسرح.
يرجع أصل المسرح فى جميع الحضارات إلى الاحتفالات المتصلة بالطقوس الدينية، فالمسرح مزيج من فنون وحرف عديدة، وتأثيرات نجاحه، يجب الحكم عليه من خلال تكامل هذه الفنون جميعًا، وحرفية المسرح قائمة على الجانب العملى فى كل ما يسمعه ويراه الجمهور، وتحويها من النص المكتوب إلى أعمال جماعية متكاملة العناصر المسرحية، يؤديها الممثلون داخل العمل، بالإضافة إلى الملحقات التى تلحقهم من الإضاءة، والمؤثرات، والموسيقى، فى وحده فنية متكاملة العناصر المسرحية برؤية مخرج العمل ومساعديه تجعل الجمهور يشاهد ويستمع ويتأثر بهذه الأعمال.
وشهد المسرح المصرى نهضة ملحوظة فى فترة ستينيات وسبعينيات القرن العشرين، ولكنه مر خلال السنوات الأخيرة بشيء من الركود، نظرًا لتدهور القطاع الثقافى والفنى بشكل عام، وأصبح الكثير فى الوقت الراهن يتعامل مع المسرح كتجارة وليس فنا راقيا.
بدأت رحلة نشأة المسرح فى الوطن العربى فى منتصف القرن التاسع عشر، وكانت بداية نشأة المسرح عن طريق الترجمة على يد الفنان «مارون النقاش» الذى أخذ بتحويل بعض الأعمال المسرحية إلى العربية، وجاء من بعده الفنان «سليم النقاش» الذى قام بترجمة بعض الأعمال المسرحية أيضا، كل ذلك فى سوريا، أما فى مصر فقد أنشا «يعقوب صنوع» والملقب «بأبى نضارة» أول مسرح عربى فى مصر عام ١٨٧٠، حيث قدم على خشبته ما يقرب نحو ٣٠ عرضا مسرحيًا تتراوح بين المشهد الواحد والتراجيديا عن الروايات المترجمة عن الفرنسية وكتب فيها عن حالة الفقر فى مصر وهاجم خلالها الخديو إسماعيل، حيث عانى كثيرًا فى بداية مشواره مع المسرح، نظرًا إلى جهل الجمهور بالفن المسرحي، وأخذ قبل بداية كل عرض يشرح للجمهور ما يتناوله العرض ومغزاه الاجتماعى والأخلاقى حتى يفى قدر استيعاب الجمهور لما يقدمه من عروض مسرحية، لقبه الخديو إسماعيل بـ«موليير» مصر، وعندما قدم عرض «الوطن والحرية» الذى سخر فيها من فساد القصر إلا وغضب منه الخديو إسماعيل وأمر بإغلاق مسرحه ونفيه فى فرنسا حتى لاحقه الموت.
انتشر بعد ذلك الفن المسرحى الغنائى فى بدايات القرن العشرين وكان يسمى بـ«أوبريت»، والذى اشتهر به الفنان جورج أبيض بعد عودته من فرنسا فى ١٩١٠، والذى حمل على عاتقه تقديم المسرح الدرامي، لكن العروض الغنائية الراقصة فرضت نفسها عليه، واعتمد من خلال هذه العروض على مجموعة كبيرة من الفنانين المعاصرين أمثال «سلامة حجازي، سيد درويش»، ولكن أخذ المسرح الدرامى يفرض نفسه على الساحة فى العشرينيات بانضمام الفنان «يوسف وهبي» لقائمة رواد المسرح، فقدم أعمالا مسرحية حققت نجاحا كبيرا فى القاهرة والإسكندرية إلى جانب الدول العربية، وكان فى ذلك الوقت ينافسهم رائدا المسرح الكوميدى وهما الفنانان «نجيب الريحاني»، «على الكسار» الذان استطاعا تقديم عدد من العروض الكوميدية من تأليفهما الخاص دون اقتباس.
بدأت رحلة نشأة المسرح فى الوطن العربى فى منتصف القرن التاسع عشر، وكانت بداية نشأة المسرح عن طريق الترجمة على يد الفنان «مارون النقاش» الذى أخذ بتحويل بعض الأعمال المسرحية إلى العربية، وجاء من بعده الفنان «سليم النقاش» الذى قام بترجمة بعض الأعمال المسرحية أيضا.