الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

فيلم السهرة|| "الحدود".. البحث عن وطن آمن

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
إذا نظرت لحال المنطقة العربية اليوم من انقسامات تشهدها الدول المُحيطة، فربما يروق لك فيلما سوريا كوميديا قديما نوعًا من إنتاج عام 1984، كتب نصه السينمائي والسيناريو والحوار الكاتب السوري محمد الماغوط، ومن بطولة وإخراج الفنان الكبير دريد لحام وتشاركه الممثلة رغدة، وهو فيلم "الحدود"؛ فطوال الفيلم كان دريد لحام يبحث عن وطن واحد لا تلعب فيه جوازات السفر لعبتها، وتُمايز بين إنسان وآخر، ويقوم على فكرة محو الجنسيات، ما دام الإنسان واحدا.
يسخر الفيلم من ادعاء الوحدة العربية والتعاون العربي من خلال سائق مسافر بين بلدين، تدعى الغربية غربستان والشرقية شرقستان، تشاء الصدف أثناء مروره في المنطقة الواقعة بين البلدين أن تضيع أوراقه الثبوتية وجواز سفره، فلا يستطيع العودة إلى بلده المنشأ ولا دخول البلد الآخر. يضطر أن يخيم في منطقة تتوسط المسافة بين البلدين على خط الحدود تماما ضمن أحداث كوميدية من خلال تعامله مع أنماط مختلفة من الناس يلتقي بهم على الحدود.
الفيلم ذو طابع كوميدي، لكنه من نوعية الأفلام التي يختلط فيها الضحك بالبكاء والسخرية بالجدية، ويتحرك البطل في دائرة البحث عن وطن داخل الوطن، حتى وإن كان هذا الوطن الصغير، ليس أكثر من كوخ صغير وبسيط البناء، رأس تلّ، تحفه أصوات العصافير، وثغاء الماعز؛ ويرفض فكرة التقسيم الجغرافي للوطن العربي، وذلك من خلال إسقاطات واضحة، ظهرت في تسميات البلدين في الفيلم، والشكل الأمني الصارم في أسلحة الجنود وخوذاتهم ونظراتهم وأوامرهم، على الحدود، وهي رمزية تنفتح بشكل واضح على واقع الحدود الجغرافية والاحترازات الأمنية وبيروقراطية التعامل بين نقطة حدودية وأخرى.