بملابس نظيفة ومتناسقة وعلى بعد أمتار قليلة من ميدان الجيزة، يقف عم «ممدوح «وسط ضوضاء الشارع والسيارات وعلى إحدى النواصى بعربة خشبية صغيرة كى يبيع منتجات الفخار التى يصنعها أبناؤه بإحدى قرى محافظة القليوبية.
عندما كان صغيرًا تعلم تلك الحرفة التى أوشكت على الانقراض من والده ثم ورثها لأبنائه حتى تكون مصدر دخل لهم.
يقول عم ممدوح ٥٦ عاما: «منذ ٥ سنوات وأقف بجانب ميدان الجيزة وأنزل الشغل بعد المغرب لأن الشمس تتعبني، وكمان الدنيا بتكون رايقة بالليل وزبون الليل يشترى ومش متعب زى الصبح».
ويواصل: «عندى أشكال وأنواع كثيرة للفخار، مثل الطواجن والقلل، لكن أبرز حاجة عندى هى كنكة القهوة المصنوعة من الفخار، ودى بتكون ذاتية الصب وطبعا تختلف في التصميم والحجم على حسب الطلب»، مؤكدا أن معظم العمال في القهاوى التى بجواره تشتريها مني، لأنها تعطى طعما مختلفا ورائعا ولا مثيل له للقهوة.
ويتابع: «الناس دلوقتى تحن للفخار أكتر من الصوانى والألومنيوم لأنه لا يغير الطعم، كما أن الأشياء تستوى بداخله»، مضيفًا: «فيه ناس كتير تشتريه وتستخدمه كزينة داخل البيوت أو المحلات».
ويوضح، لما كنت صغير تعلمت الحرفة دى من والدى وعلمتها لأولادى وهما دلوقتى شغالين فيها ويصنعون منها كل حاجة، وأنا بروح لهم كل أسبوع مرة أجيب طلباتى وما يطلبه الزبائن وأعود إلى هنا. ويختتم كلامه: «عايش مستور أنا ومراتى وعندنا رضا داخلى كبير في حياتنا ونقسم اللقمة بالنص سوا».
