الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

رمضان روميو: محارب بـ3 رئات.. فني ترميم ولاعب كرة وعامل بمكتبة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
محارب من طراز فريد، يستيقظ في الخامسة صباحًا يجر قدميه، وعيناه ما زالتا مغمضتين، تأبى دخول نور الصباح فيها، ولكن إرادته الحديدية تجعله يفتح صنبور بيته الصغير ليزيل من على وجهة آثار النوم الخاطف الذى يسرقه من الليل خلسة، ليبدأ طريقه نحو عمله لكسب الرزق، وحلم الشهرة في ملاعب دورى الدرجة الثالثة الذى لا يزال يطارده منذ أن كان في عمر الـ١٦ عامًا، ويظل أمله في الحياة، وجلوسه بين الكتب والأقلام، منهيًا يومه بسلام، إنه المحارب صاحب الـ٣ رئات «رمضان قناوي»، والذى يلقبه زملاؤه بـ«رمضان روميو» لعشقه كرة القدم.
حمل كبير في سن صغيرة
وقال «رمضان روميو»: «والدى توفى وأنا في عمر ٧ سنين، وشغال من ٥ ابتدائي، وإحنا ٦ إخوات منهم ٣ بنات و٣ أولاد، وترتيبى بين إخوتى الخامس لكن كأنى الأول، لأنى مسئول عن كل حاجة في البيت، وإخوتى كل واحد منهم شايل مسئولية نفسه».
وأضاف: «ربنا قدرنى وجوزت بنتين من إخواتي، في وجود والدتي»، معلقًا: «أمى قامت بدورها على أكمل وجه وكانت لنا الأب والأم في نفس الوقت، وعمرى ما حسيت إنى يتيم إلى أن توفاها الله منذ ٣ سنوات وأنا في عمر الـ٢٣ عامًا وأصبحت المسئول عن البيت بالكامل».
فنى ترميم لكسب الرزق 
«روميو» صاحب الـ٢٦ عامًا، ابن قرية العضايمة بجنوب مدينة إسنا، والتى تبعد عن جنوب الأقصر مسافة تتخطى الـ٥٥ كيلو مترا، خريج الدبلوم الفنى الصناعى بعد التحويل من الثانوى العام، والذى يبدأ رحلته التى بدأها منذ أن كان في السابعة من عمره، بالخروج من بيته في الساعة الخامسة صباحًا ليصل لمقر عمله في إحدى الشركات التى تختص بترميم المبانى الأثرية في السادسة صباحًا، والذى يستغرق ساعة كاملة للوصول له، للعمل في الفترة الصباحية كأحد الفنيين في تكسير المحارة وترميم المبانى الأثرية بالأقصر، لكسب الرزق، والذى ينتهى منه في الثانية ظهرًا، في مهنة شاقة يتقاضى عليها أجرًا قدره ٨٥ جنيهًا يوميًا.
رحلة الملعب
رحلته الثانية في يومه تكون باستقلاله إحدى المواصلات للذهاب من مقر عمله الصباحي، قائلًا: «بخلص في الشركة الساعة ٢، ورحلتى للنادى بتاخد ساعة بوصل الساعة ٣ العصر، وفى رحلتى للتمرين بخطفلى ساعة نوم عشان أقدر أكمل يومي»، مضيفًا: «بحب الكرة من صغرى لأنها حلمى من وقت ما كان عمرى ١٦ سنة»، ليبدأ التمرين في مركز شباب إدفو، والذى يلعب بدورى الدرجة الثالثة، ويلعب في مركز الظهير الأيمن، ويتصدر مع فريقه دورى القسم الثالث بـ١٢ نقطة من ٥ مباريات، أملًا في أن يكون عنصرًا فعالًا يساعد فريقه بالصعود للدورى الممتاز ب، مرجعًا الفضل إلى الله ثم المدرب محمود حسن، والذى كان له الفضل في انتقاله من نادى السلام بإسنا إلى مركز شباب إدفو، بعقد قدره ١٥ ألف جنيه في الموسم الواحد، أى بمعدل ١٢٥٠ جنيهًا شهريًا.
حلم النجومية
وأضاف رمضان: «كل يوم بروح نفس المشوار، وبأدى التمرين بأقصى طاقة ليا، عشان ربنا رزقنى موهبة لازم أستغلها، لأن حلمى أن ألعب في نادى كويس وأبقى من نجوم مصر في كرة القدم» موضحًا: «أوقات بتقابلنى مشكلات في مواعيد المباريات في الدورى وشغلي، ودايمًا بفضل الكورة لأنها حلمى ومش بروح الشغل الصباحى يوم المباريات».
رحلة المكتبة
وأكد «رمضان»: «لما بخلص التمرين بحس نفسى مرتاح وبيكون قدامى رحلة أخيرة في يومى لشغلى الثانى اللى بحاول أجيب منه قرشين عشان البيت، بمشى من النادى الساعة ٤ أو ٥ وبروح على المكتبة للأدوات المدرسية في رحلة بتاخد من ساعة إلى ساعة ونص، عشان أكون وسط الكتب اللى بشكيلها تعب اليوم وبحس وقتها أنى قوى وقادر أكمل عشان أحقق كل أحلامي، وبخلص الساعة ١١ عشان روح بيتي».
قعدة البيت
وأوضح «رمضان»: «بوصل البيت وبحس أنى تعبان من يومى الطويل المشغول بالمواعيد والشغل الكتير، بس بحس إنى مبسوط لما بشوف أختى بتضحكلي، لأنها الباقية وإخواتى اتجوزوا كلهم، أختى مرتبطة بيا بشكل كبير أوى ودايمًا بتدعيلى وبتقولى أن الشغل مش عيب وأنى لازم أتعب وأجتهد عشان أتجوز، وكلامها بيزودنى إرادة بأنى لازم أجهزها وأفرح بيها السنة الجاية، وبعدين أفكر أتجوز أنا».
الحلم
وتابع: «أحلامى لا نهاية لها، أحلامى كتير، ألعب في نادى كويس، يكون معايا فلوس كتير أفرح بيها إخواتى كلهم، وأساعد أى حد محتاج من الآخر من غير أحلام منعرفش نعيش، مفيش حاجة بتيجى في دماغى لما بفكر في المستقبل، غير أنى أفرح إخواتي».
رسالة محارب
وأردف: «لما بكتب عن نفسى وعن شغلى في يومى ولعبى للكورة على مواقع التواصل الاجتماعي، بيبقى نفسى أوصل رسالة للشباب اللى في سنى بأننا لازم نكافح بدل القعدة على القهاوي، وإننا لازم نحب بلدنا».