الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

صفاء السراي "شهيد العراق الذي كرم أمه رغم موتها"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
رغم قتل صفاء السراي منذ أسبوعين تقريبا، إلا أن صورته لا زالت إحدى الصور الرئيسية في ساحة التحرير بالعراق، حيث اعتبره الكثير من المتظاهرين رمزا من رموز الثورة العراقية.
ولد صفاء السراي عام 1993 أكمل دراسته حتى تخرج من قسم علوم الحاسبات بالجامعة التكنلوجية، ووفق ما رواه أقربائه وأصدقائه فقد عمل السراي خلال سنوات الدراسة في سوق جميلة، حمالا، ليعيل نفسه.
عمل في كتابة العرائض أمام إحدى مديريات المرور، وقبل أسبوع من وفاته، حصل للمرة الأولى على وظيفة في اختصاصه، حين تم توظيفه في جامعة أهلية.
توفيت والدته عام 2017 بعد إصابتها بالسرطان في عدة أجزاء من جسدها، كتب السراي الشعر الشعبي والفصيح على نطاق ضيق، كما كان رساما ماهرا وفي الشعر، كان يُبدي إعجابا منقطع النظير بالشاعر العراقي المعروف بثوريته " مظفر النواب ".
شارك في تظاهرات العام 2011 في ساحة التحرير، في حقبة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، وتعرض للضرب بالهراوات على يد القوات الأمنية، وعام 2015، في حقبة رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي شارك في تظاهرات الحادي والثلاثين من تموز في بغداد، والتي انطلقت لمؤازرة تظاهرات محافظة البصرة بعد مقتل المتظاهر منتظر الحلفي، وتعرض أيضًا للضرب، كما شارك في تظاهرة أصحاب البسطيّات بعد حملة إزالة نفذتها السلطات.
تعرض للاعتقال خلال تظاهرات العام 2013 التي طالبت بتقليص امتيازات المسئولين الحكوميين والنواب، ثم اعتُقل مرة أخرى عام 2018، على خلفية اشتراكه في تظاهرات المناطق الفقيرة شرق بغداد (المعامل والحسينية وجسر ديالى)
تزامنت اصابة السراي مع انضمام طلبة المدارس والجامعات إلى دعوات العصيان المدني والإضرابات التي أطلقها ناشطون احتجاجًا على ارتفاع أعداد ضحايا الاحتجاجات. لم تكد تنطلق الاحتجاجات حتى تسرّبت مشاهد ضرب القوات الأمنية لحشود المحتجين، فيما انتشرت مشاهد صادمة لضرب الطالبات الإناث، نشر صفاء السراي واحدًا من تلك المشاهد على صفحته.. كتب بغضب ضد " اعتداء القوات الأمنية على طالبات مدرسة عتبة بن غزوان في الصالحية " قال إن ما يجري " عار، عار كبير، وقلة شرف ومروءة أن تضرب بنت بالشارع، يا عديمين الشرف والاخلاق ".
أُصيبَ السراي مساء الاثنين (28 أكتوبر 2019)، وسط ساحة التحرير، أثناء استمرار القوات الأمنية بإطلاق القنابل الغازية بشكل عشوائي على الساحة.
وظل السراي في مستشفى الجملة العصبية متأثرًا بإصابته، وقد أجرى له الأطباء عملية أزالوا فيها شظية القنبلة الغازية من رأسه وأوقفوا النزيف، لكن حالته بقيت حرجة وفق المصادر الطبية وذويه في المستشفى.
توفي السراي عند منتصف الليل، ووصل جثمانه إلى ساحة التحرير بعد أذان الفجر، رغم سريان حظر التجوال، وطاف به أصدقاؤه تحت نصب الحرية الذي يتوسط الساحة، والذي تحوّل إلى رمز للاحتجاجات العراقية.
حملت جثمان السراي سيارة نقل جماعي وتقدم التشييع عجلات التوك توك، فيما هتف المشيعون باسم ثنوة والدته رغم وفاتها، بعبارات " رافع راسه يا ثنوة ابنج ".